الرئيسية المقالات مدارات أنا تائه يا أخي..
أنا تائه يا أخي..
محمد شمسان
محمد شمسان


أنا تائه يا أخي،

ضائعٌ في بلادي.

أنا غارقٌ بالظلام،

لم يعد في الطريق أمان،

ولا في بلادي سلام.

فقدتُ من العمر أجمله

في سبيل الوطن،

كافحتُ من أجله

سنواتٍ طويلة،

لينعم بالخير والحب،

والأمن بعد الوئام.

فما نالني منه إلا الألم،

والحزن والخوف،

والجوع بعد الصيام.


"أنا تائه يا أخي"

في بلاد السعيدة،

لكني لستُ سعيدًا،

وما كان لي من نعيم السعيدة

إلا المشقة،

والصبر بعد العناء.

وكيد الرفاق،

وغدر اللئام،

وأوجاع هذا الوطن

أثخنت في جروحي،

أخذت ثأرها من دمي،

وطاب لها الانتقام.


أنا تائه يا أخي،

أعيش بلا غاية،

أسير بلا وجهة،

والمسافات بيني وبين الأحبة

تبدو بعيدة.

والخوف يرهقني،

والجوع يقتلني،

والهم يحصدني،

وأنا حائرٌ في مكاني.

لا وعي لي،

ولا فكر لي،

ولا رأي لي،

ولا أستطيع الكلام.


أنا تائه يا أخي،

والذئاب تحاصرني في بلادي،

تسد أمامي الطريق،

وتقطع عني الدواء،

والماء والحلم،

والخير والحب،

والأمن والصبر،

والطب والدرس،

والضوء والابتهاج،

والملح بين الطعام.


أنا تائه يا أخي،

غريبٌ على هذه الأرض،

أعاني من الانفصام،

ومن شدة الاختلاف،

ومن ذروة الانقسام.

أفتش عن وطني،

وتاريخ أهلي،

وأمجاد أسلافنا الأولين،

ولكنني ما حصلت على شيء،

غير الأسى والدمع فوق الجبين،

والخراب الذي خلفته الحروب،

والفساد الذي جاء في رفقة الآخرين،

والبكاء والنحيب وصوت العويل،

وبقايا من الحلم تحت الركام.


أنا تائه يا أخي،

ضائعٌ في بلادي،

أشعر أني غريب،

وأني وحيد،

على هامش الدرب أمشي،

ووسط الزحام.

تغير وجه الزمان،

ووجه المكان،

ووجه النهار،

وأفئدة الناس.

مالت وكلت

من الحقد والكره بعد الخصام،

وروح المحبة ماتت،

والحب صار حرام.


أنا تائه يا أخي،

ضائعٌ في دروب بلادي،

فاقدٌ للوطن،

فاقدٌ للأمل،

فاقدٌ للحياة،

وطعم الحياة،

وحلم حياتي...

أن أعود إليكم،

أن أعود إلى صدر أمي،

وأشعر بالدفء بعد الحنان.

فقد طال شوقي إليكم،

وهل يسكن الشوق بعد الهيام.


إقراء أيضا