الرئيسية المقالات مدارات سيدي رئيس اليمن 'غير السعيد'... ماذا تنتظر لترحل؟
سيدي رئيس اليمن 'غير السعيد'... ماذا تنتظر لترحل؟
سليمان نمر
سليمان نمر

سيدي رئيس اليمن "غير السعيد" اعترف لك - وستكون سعيدا – بانك "اذكى" رئيس من رؤساء نظامنا العربي المترهل والمتهالك (الذي انتهت صلاحيته).

فكلما اقتربت ساعة رحيلك و"انزنقت" تلجأ للتفاوض "من اجل خروج مشرف من السلطة خلال ستين يوما"، وتتحدث عن استعدادك لتسليم السلطة "خلال ساعتين".

ولكنك في الحقيقة، انما تناور وتؤجل الرحيل عندما تعود للحديث عن انك تريد ان تعرف لمن ستسلم السلطة! وعندما يتنازل معارضوك السياسيون ويقبلون بان تتنازل لنائبك علي هادي منصور، او لمن تريد، تعود لتقول انك تريد تغييرا ديموقراطيا وتنازلا عن الحكم بموجب انتخابات "ديموقراطية"، وتتلاعب بالمعارضة السياسية معيدا الازمة الى المربع الاول تاركا شعبك في ساحات الاعتصام بصنعاء ومدن اليمن الاخرى على امل منك في ان يمل.

سيدي الرئيس

لا زلت ترفض التنحي.. ولازلت متمسكا بالسلطة والحكم. تعطل حياة شعبك، وتعرض بلادك للمخاطر، وربما تفتعلها، من اجل ان تثير مخاوف دول الجوار.

لازلت ترفض التنحي السلمي عن الحكم، لأنك – مثل زميلك القذافي - استوليت على الحكم بانقلاب عسكري، ويبدو انك لن تتنازل عنه الا بانقلاب عسكري، قد لايهمك ان يكون دمويا هذه المرة او ان تدفع حياتك ثمنا له.

سيدي الرئيس

ماذا تنتظر؟

هل تنتظر محاولة انقلاب عسكري، حتى تبرر اي لجوء للقوة وللدم ستقدم عليه انت وابنك وابناء أشقائك، لقتل معارضيك ولقمع شعبك، الذين لازالوا يصرون على الاطاحة بك وبنظامك وبحزبك سلميا، رغم انهم يمتلكون السلاح ومعهم قوات كبيرة من الوية جيشك التي تمردت على تسلطك. وقد قلت قي مقابلتك التلفزيونية السبت الماضي، ان شعبك مسلح وانك "اذا تركت الحكم فان حربا قبلية ستحدث وان بلادك ستنشطر الى اربعة اشطار"، وبهذا الكلام تستخدم شطارتك لتثير شعبك بدعوته لاستخدام السلاح، وتثير مخاوف دول الجوار من تفتيت اليمن وما يعنيه من مشاكل أمنية وحدودية معهم.

سيدي الرئيس

هل تنتظر "حلا اميركيا" لأزمتك يخرج بحل وسط يحفظ كرامتك باستمرارك في الحكم ولو لشهور قليلة تدبر خلالها امورك.

سيدي الرئيس

لست وحدي الذي يلاحظ هذا التزامن المثير للريبة بين تصريحاتك المثيرة للمخاوف من تنظيم القاعدة مع تكثيف «عناصر مفترضة» من تنظيم «القاعدة» للعمليات العسكرية في جنوب البلاد، ولست وحدي الذي يعرف انك تستخدم تنظيم القاعدة لابتزاز دول الجوار والولايات المتحدة.

هل الولايات المتحدة لا تعرف ولا تدرك انك تستخدم تنظيم القاعدة، حين يصرح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قبل يومين، ان سقوطك وتسلم حكومة أكثر ضعفاً مكانك سيطرحان مشكلة فعلية للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة. وقال غيتس في لقاء مع شبكة «ايه بي سي» الإخبارية الاميركية "اذا سقطت هذه الحكومة وإذا حلت محلها حكومة اكثر ضعفاً، فسنواجه تحديات اضافية في اليمن، ما من شك في ذلك. انها مشكلة فعلية".

فهل هذا التصريح هو الذي يجعلك تطمأن الى ان الادارة الاميركية تدبر لك حلا يخرجك من هذه الازمة، لذلك تعمل على كسب الوقت وتماطل (وانا اعرفك بانك من اشطرالمماطلين).

سيدي الرئيس

الا تلاحظ انك وزعماء النظام العربي المتساقط تعطون للولايات المتحدة الحق بالتدخل في الشؤون الداخليه لبلادنا، واعطاءها فرصة الظهور بانها حامية شعوبنا من بطشكم، والمدافعة عن التحولات الديموقراطية في العالم العربي.

وإلا كيف تقبل وساطة السفير الاميركي في صنعاء، وتقبل الاجتماع مع بعض قادة المعارضة في منزل السفير الاميركي في العاصمة اليمنية؟

انك مثل زميلك المزنوق حاكم ليبيا القذافي هو بعناده وبدمويته اعطى الفرصة للغرب ليتدخل بقوة السلاح لازالته برجاء من العرب ومن الشعب الليبي.. وانت تعطي الفرصة للولايات المتحدة للتدخل لعلها تنقذك.

ولكنا نعرف ان الولايات المتحدة والغرب مستعدين ليدوسوا على جثة نظامك اذا امنوا مصالحهم مع النظام الجديد.

سيدي الرئيس

هل تنتظر حلا سعوديا يجعل الرياض تضغط على اصدقائها ومؤيديها من بعض زعماء القبائل اليمنية الذين اصبحوا من قادة المعارضة لك والمطالبين بتنحيك "ولكن بكرامة" لكي يتركوا لك فترة من الوقت للاستقالة تدبر خلالها امورك؟

هل تدبير امورك يعني انك تريد وقتا لتؤمن مصالحك واموالك بعد خروجك من الحكم؟

سيدي الرئيس

ما قيمة السلطة والمال والحكم اذا كان شعبك لا يريدك ولا يريد حكمك ونظامك؟

واذا كان زميلك حاكم ليبيا مجنون ويعتقد ان الشعب لازال يحبه ومتيم به.. فانت اذكى منه لكي لا تصدق مثل هذه الاوهام.

عن ميدل ايست أونلاين

إقراء أيضا