الرئيسية المقالات مدارات علي صالح هرب ..
علي صالح هرب ..
د.عبدالرقيب سعيد ناصر
د.عبدالرقيب سعيد ناصر

   المتابع للأحداث الجارية في اليمن منذ أكثر من ثلاثة أشهر يلاحظ السقوط المدوي والذريع لهذا النظام الفاسد. فمنذ خروج الثوار الى الساحات أو قبل ذلك نرى مدى تخبط هذا النظام إعلامياً وسياسياً حيث استولى على كل الوسائل الإعلامية المملوكة للشعب لكي تطبل لهذا النظام ولحكامه الساقط وتجرح الثوار وتلصق بهم التهم والمشكلات التي تفتعلها هنا وهناك حتى لا يستجيب الشعب لنداءاتهم فلم تفلح.

 وكلما افتعل مشكلة واتهم بها غيره ازداد الناس في الساحات أكثر مما كانوا عليه وازدادت الثورة زخماً محلياً وعربياً ودولياً أكبر مما كانت عليه قبل افتعال تلك المشكلة. وراهن على الوقت لملل الثوار من الساحات والعودة الى منازلهم ولكنهم ازدادوا إصراراً وقوة ولم يملوا بل اكتسبوا الكثير من المهارات عملوا كخلايا نحل كلٌّ في مجاله وكأن الساحات بلدان مصغرة فيها المعلم والطبيب والمحامي والقاضي والجندي والطالب والشيخ والعامل والمرأة والرجل والطفل والصحفي..الخ.

 واعتقد أنه يستطيع أن يجر البلد الى العنف والحرب الأهلية فكان مخطئاً حيث قابل الشعب رصاص صالح بصدور عارية وسقط من سقط من الشهداء، وبسقوط كل شهيد يسقط هذا النظام سياسياً وإعلامياً وأخلاقياً فمرة يقول أنهم قتلوا بعضهم بعضاً ومرة يقول بأن أبناء الأحياء هم من قتلوهم وفي كل مرة يخرج من يقول بغير ذلك من مناصريه.

 وكان آخر مجازره ماحدث في ساحة الحرية بتعز من جريمة إبادة جماعية بحق المعتصمين سلمياً في هذه الساحة التي انطلقت منها شرارة الثورة في فبراير الماضي. معتقداً بهذه الجريمة أنه سيفلح في إخلاء الساحات وتفريق الثوار بالدبابات والمصفحات التي انتشرت في كل شوارع تعز وأزقتها، لكن حماقته تلك لم تدم طويلاً فقد استعاد الثوار ساحتهم في أقل من أسبوع، وجعلوا كل بقعة من تعز ساحة حرية.

 فكانت الصفعة الأولى التي تلقاها هذا النظام باتحاد أبناء اليمن خلف تعز، حيث سمى الثوار جمعتهم (الوفاء لتعز الصمود)، أما الصفعة الثانية فتمثلت بما حدث في دار الرئاسة، من انفجار خلف العديد من الضحايا هم من كبار هذا النظام بين جريح وقتيل الذين طالما جرعوا هذا الشعب من نفس الكأس الذي تجرعوه.

 المهم ما حدث بعد هذه الجمعة, وهو رحيل رأس هذا النظام في منتصف الليل إلى السعودية في أقل من أسبوع من مجزرة تعز، بعد أن تسمرنا خلف الشاشات لساعات ننتظر تلك اللحظة التي سمعنا فيها مذيعو الفضائيات يقولون في نشراتهم الإخبارية (علي هرب) وإن لم يكن بهذا اللفظ لكنه كذلك وإلى غير رجعة.

 وماينتظر الشباب في الساحات الآن هو بناء الدولة اليمنية الحديثة التي ننشدها جميعاً فقد أُنجز الهدف الأول من أهداف الثورة المتمثل برحيل صالح من السلطة، وكذلك الصمود في الساحات حتى تتحقق كافة أهداف الثورة. 


إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي