الرئيسية المقالات مدارات أيها النائب: متى ستكون رئيساً؟
أيها النائب: متى ستكون رئيساً؟
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

رغم قناعتي بحتمية الثورة وشرعيتها الثورية، إلا أنني هنا من منطق تحليلي للأحداث أقرأ هذه القراءة: منذ خمسة وعشرين يوما والرئيس غير موجود في اليمن هو وكل أركان حكمه باستثناء نائبه، نائب الرئيس، الذي يفترض أن يكون بموجب الدستور الذي تشبثوا به طويلا وبحسب نص المادة 116 من الدستور هو الرئيس المؤقت، ولكن الحقيقة أننا بدلا من أن نتلقى أخبار صحة الرئيس وتفاصيل حادثة النهدين منه نجدها من مكتب الرئيس ومن المهرج عبده الجندي والشامي واليماني، الذين تكفلوا بتسويق معلومات مغلوطة استخفافا منهم بعقل الشعب بعد أن استخفت بهم الجهات العليا ليجعلوا منهم متحدثين بجهل وبخفة عقل ومنطق!

ومن أهم تلك المعلومات المغلوطة التي نقلت على ألسنتهم "أن الرئيس بصحة جيدة وسيعود خلال أيام!" ولا ندري ماذا يقصدون بالأيام؟ فها هي الأسابيع تمر والأيام التي أشاروا إليها لم تأت حتى الآن! فهل سبب هذا الغياب غير المبرر للرئيس المؤقت دستورياً بسبب أنه كان بالأصل نائبا بغير قرار جمهوري (كما يفترض دستورياً!) كان ينبغي على السيد النائب بمجرد مغادرة الرئيس أرض الوطن أن يحمل الأمانة وأن يقوم بمهامه بأن يجمع ما تبقى من قيادات هامة بالنظام ليتدارس معهم محاولة اغتيال الرئيس، ثم يعلن أمام الشعب عن تشكيل لجنة للتحقيق تكون شفافة ويؤكد أنها لن تكون كسابقاتها من لجان التحقيق، ويطلع بعدها الشعب على نتائج ذاك التحقيق أولاً بأول، ثم يظهر على التلفاز ويتكلم عن مجمل القضايا التي تمر بها البلاد ويطمئن الشعب اليمني بأنه سيلبي حاجياته الأساسية.

 

للإنصاف إن نائب الرئيس قد قام باجتماعات كثيرة في الفترة السابقة لكن مع من؟! مع السفير الأمريكي والمسؤولين الأمريكان، كما أنه قد اجتمع مع بعض الشباب من ساحة التغيير بصنعاء الذين ظهروا بعد اجتماعهم بالإعلام لينقلوا لنا أن الأخ نائب الرئيس مشغول ومنهمك جداً في إعادة الأمن والاستقرار والهدوء، وإنهاء التوترات الأمنية وإيجاد الخدمات الأساسية للمواطنين كالنفط والغاز والكهرباء التي نفقدها كثيراً.. وها نحن إلى الآن ما زلنا ننتظر أن نرى نتائج انهماك النائب أو حتى بوادر الخير بما انشغل فيه! فمتى يا سيادة النائب ستتشجع وستكون رئيساً للبلاد (بالتوقيت) حتى يعود الرئيس (هذا إن عاد "كما جاء على لسان الجندي") وإلا فلتستقل لتفسح المجال للآخرين وتريح الناس وتستريح.

إقراء أيضا