الرئيسية المقالات مدارات بين الرئيس الحمدي وقتلته
بين الرئيس الحمدي وقتلته
أشرف الريفي
أشرف الريفي
 في مثل هذا اليوم وقبل حوالي 32 عاما سجل التاريخ جريمة اغتيال الرئيس اليمني الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي على يد عملاء الرجعية والامبريالية الذين لايزالون يعبثون باليمن 
حتى اليوم.
 وإذا كانت ذكرى إغتيال الرئيس الحمدي هي مناسبة حزينة على الشعب اليمني إلا أن الاكثر إيلاما هو أن نرى مشروع الحمدي قد أغتيل ، وأن حلمه بيمن قوي وامن وحر ، صار اليوم يمن ضعيف لا يملك قراره ، انهكته نزوات الحاكم الحربية ، وحولته تصرفاته العبثية إلى بلد من افقر بلدان العالم وأكثرها فسادا .
كان الشهيد إبراهيم الحمدي وخلال فترة حكمه البسيطة يخوض معركة ضد الجهل والتخلف ،مشعلا قناديل العلم واضواء العدل والمساواة ، واليوم تخوض السلطة حروبا ضد 
مواطنيها ، ليس في القوة العسكرية فحسب كما هو حاصل في صعدة وقبل ذلك في حرب صيف عام 1994 ، بل تخوض حرب التجهيل وإفراغ الجامعات والمؤسسات العلمية 
من جوهر مهمتها التنويرية ، ساعية لخلق جيل جاهل وتائه .
إنت "يانبي دولتي " تركز أهتمامك على إنشاء المدارس فيما غيرك أهتم بالمتارس ..ركزت على بناء الانسان المتعلم العصري المثقف ، فيما غيرك همش المتعلمين والمثقفين .
في عهدك الذي لم اعشه ولكني عشقته من قصص العجائز ، وحكاوي المسنين " أولئك الصادقين التي لم تصل إلى قلوبهم وذاكرتهم جرافات السلطة التي دكت كل مأثرك ولو كانت شجرة"_ في عهدك _ تحقق لليمن مالم يتحقق في عهد أي حاكم غيره .. في عهدك كان المواطن في بني ضبيان مثلا يتحرج وهو يحمل السلاح ، واليوم في عهد دولة لاتحمل مشروع وطني عادل صارت بني ضبيان قلعة للخاطفين ، بل صار التسلح في المدن الرئيسية ظاهرة بارزة.
إنه الحمدي الذي انتعشت اليمن في عهده ،وبرز مشروع وطني قومي نزيه في بلد طحنته الصراعات لعقود من الزمن ، فأسس الرجل دولة النظام والقانون القائمة على العدالة والمواطنة المتساوية . بينما يمن اليوم ترهلت وصارت مرتع للحروب ولتجار الموت ،وبيئة خصبة للفساد والفاسدين.
في زمن الحمدي الجميل انتهت الدعوات العنصرية والمناطقية ،و تلاشت المشاريع الصغيرة في مشروع وطني كبير يظم الجميع تحت عنوان بارز هو.. اليمن للجميع , واليوم 
برزت تلك الدعوات الضيقة وغاب المشروع الوطني في ظل سلطة الفرد التي دمرت بلد من اجل كرسي العرش.
في عهده أسست دولة المؤسسات المحمية بالنظام والقانون ، واليوم برزت "العائلية " المحمية بالحرس الخاص والحرس الجمهوري .
في عهد فلتة اليمن العظيم ارتفعت هامة اليمنيين في السماء شامخة أينما حلوا ، واليوم تلاحقهم نظرات السخرية في عديد بلدان ، لان من يحكم لا يعرف ان كرامة المواطن من كرامة الوطن .
في زمان الحمدي دارت عجلة التنمية لتعم خيراتها كل بيت ،واليوم تدور آلة الموت لتحصد أرواح اليمنيين لتنزف دماء الاخوة بعد أن فشلت السلطة سياسيا واقتصاديا في حل أزمات البلاد . ولاعجب فالآلة نفسها التي اغتالت الشهيد الحمدي هي نفسها التي تغتال شعب لا يعرف لماذا يحارب .
سيسجل التاريخ حبنا لك ايها العظيم وحب أجيال ستأتي وتنشد تجربتك الفريدة ، وستظل صفحتك بيضاء ناصعة في صفحات التاريخ كمبادئك ومآثرك العظيمة ، وسيبقى ذكرك 
أنشودة وطن .
لن يقتلعوا مآثرك وصنائعك من ذاكرة الوطن ووجدان الشعب كما اقتلعوا كل ما يمت بصلة لعهدك الفريد من شوارعنا وحدائقنا ، وغيروا أسماء فترة حكمك الذهبية بأسماء اخرى.
هم مذنبون لدرجة إنهم لم يسمو شارعا واحدا باسمك ، فيما اسماء أفراد "العائلة" تستولي على عدد من الشوارع اسما ونهبا.. متجاهلين أن أسمك يشغل مساحة كبيرة في وجدان الشعب ، واسماء ناهبي البلد تذكر كل يوم متبوعة باللعنات .

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي