الرئيسية المقالات مدارات الباحثون عن الأمل
الباحثون عن الأمل
صادق ناشر
صادق ناشر
يعيش اليمنيون هذه الأيام حالة ترقب لما يمكن أن تسفر عنه التحركات السياسية بين السلطة والمعارضة، بمشاركة عربية، لوضع حد للمأزق السياسي الذي نعيشه اليوم، هو مأزق لا يعني فقط الحزب الحاكم أو المعارضة، بقدر ما يعني الناس جميعاً، الناس الذين يأسوا من الأزمات والصراعات السياسية التي يعيشونها منذ نصف قرن، وكلما اقتربوا من الاستقرار يعودون إلى مربعه من جديد.
لقد حان الوقت لكي يستريح اليمني الذي تحمل كوارث السياسيين منذ اندلاع الثورتين في الشمال والجنوب، مروراً بالمحطات الدامية التي حملت لهم الكثير من المتاعب، سواء في الشمال أم في الجنوب قبل التشطير وأثنائها، وانتهاء بحرب أكلت الأخضر واليابس عام 1994.
يريد اليمنيون أن يشعروا بالأمن والأمل بأن المستقبل القادم سيكون خالياً من الأزمات والحروب، إذ ليس من المعقول أن يظل المواطن اليمني أسيراً للأزمات، كحاله اليوم، حيث يترقب انفراجاً سياسياً لا يبدو قريباً في ظل التجاذبات السياسية القائمة بين أطراف الصراع المحتدم منذ سنوات، سواء في شمالي البلاد، حيث الحرب مع الحوثيين، أم في الجنوب، حيث الصراع مع الداعين للانفصال؛ فضلاً عن الصراع القائم بين السلطة والمعارضة، وهو صراع أزلي يبدو أنه لن ينتهي إلا بانتهاء أحدهما.
لا يجب أن نقفل الأبواب أمام الحل المطلوب للمأزق السياسي الذي نعيشه اليوم، فبإمكان الجميع، في السلطة والمعارضة على السواء، المساهمة في الحل عبر تنازلات تمنح اليمن الاستقرار المطلوب، تنازلات تراعي مصلحة اليمن ككل لا تراعي مصالح الأفراد والأحزاب.
لقد كنا في سنوات سابقة نستقبل لاجئين قادمين من الصومال وأثيوبيا واريتريا، واليوم نخشى أن نتحول نحن إلى لاجئين لدى دول الجوار وغيرها، ولن يغفر التأريخ للساسة إن بدأ العالم الخارجي يتحدث عن "لاجئين يمنيين" في دول الجوار، خاصة وأن كافة المؤشرات تبدو مهيأة لأن يتردد هذا المصطلح في وسائل الإعلام الخارجية، بعد أن شردت الحرب الدائرة مع الحوثيين عشرات الآلاف من أبناء صعدة وعمران.
إن ذلك كله نتاج أزمات سياسية تتراكم من دون أن يكون لدى السياسيين قدرة على معالجتها؛ لأن الأطراف لا تريد التنازل لبعضها البعض في الوقت المفروض أن يتم فيه التنازل، بل تنتظر تأجيلاً وراء تأجيل، وهي بذلك ترحل الأزمات الواحدة تلو الأخرى لوقت يصبح فيه من الصعوبة العودة إلى المربع الأول.
أعتقد أن الوقت قد حان لنبحث فيه عن مستقبلنا الضائع، الذي تتقاذفه خلافات السياسيين في السلطة والمعارضة، فالوقت لم يفت بعد، والخشية أن نعود إلى نقطة الصفر فلا نستطيع بعد هذه العودة أن نتقدم خطوة إلى الأمام. 
 
عن السياسية

إقراء أيضا

وليد أبو حاتم
وليد أبو حاتم
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي