Home Articles Orbits مشاعر ثائر في الذكرى الاولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة
مشاعر ثائر في الذكرى الاولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

يصادف اليوم الذكرى الاولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة،التي عبرت عنها مسيرة راجلة لثوار ابطال وثائرات عظيمات من تعز حيث اندلاع شرارة الثورة الش بابية السلمية الى صنعاء التاريخ .
في هذا اليوم وصل هؤلاء الشباب معبرين عن اصرار وعزم الثوار في تحقيق اهداف ثورتهم ،معززين روابط التلاحم الاخوي والوحدوي والثوري بين ابناء اليمن في تعز وبقية المحافظات بما فيها صنعاء وبالتالي فقد بعثوا برسالة فحواها ان لا مجال للتفرقة الطائفية والمناطقية .
عانوا ولاقوا في طريقهم التعرض والايذاء والبرد والحرارة والعناء لكن في نهاية المطاف خرجت الى استقبالهم صنعاء عن بكرة ابيها واهتزت اصنام النظام المتهاوي وزلزلت اقدامهم حيث شهدت صنعاء اكبر مسيرة في تاريخها القديم والمعاصر لقد فقد النظام الاسري المستبد حينها سيطرته على جنوب العاصمة صنعاء فلجأ بهستيرية الى اطلاق الرصاص على صدور عارية عند ولوجها عتبات صنعاء ليقتل عدد من الشباب السلمي الحر والثائر .
لقد زادت هذه الجريمة من عنفوان الحشود الذين امتلأ بهم شارع تعز من مدخل صنعاء وحتى باب اليمن ،منددين بالقتلة والمجرمين وبالتحريض والدعم السافر الواضح والصلف من السفير الامريكي (فايرستاين عفاش )الذياصر ان يكون شريكا للمخلوع في جريمته ، باعلانه زوراً وبهتاناً ان مسيرة الحياة ليست سلمية ،قبل وصولها ليعطي الضؤ الاخضرالذي زاد من سعار ودموية عصابة العائلةوكلابها الذين اوغلوا في إعمال القتل بحق هؤلاء الشباب ، الذين سجلوا فعلاً ثورياً حضارياً يشهد له التاريخ .
يوم عظيم شهدته صنعاء وهي تستقبل مناضلون ذو اقدام متشققة ، يا لروعة ذلك اليوم الذي تهاوت فيه افئدة الناس في صنعاء الى مداخل ها لاستقبال هؤلاء الابطال ومعهم رائدات ثائرات رفعن بثورتهن رؤسنا امام العالم ، فاستقبلهم ابناء صنعاء بالدموع والدماء وبفرحة عبرت عنها الدموع ،فكأننا في يثرب نستقبل المهاجرين ، لقد بكينا فرحاً ونحن نستقبل مسيرة اعادت الحياة لوطن جثم الفساد والظلم والتخلف والمرض على صدره 33 عاماً،بكينا ثورية ونقمة على القتلة والمجرمين ، الذين اعترضوا حياة اليمنيين وكرامتهم في دار سلم وشارع تعز والزبيري ،وسفكوا دماء ابطالنا ، بكينا لعنة على من اظلم شوارع صنعاء لكي لا يشهد العالم مدى احتفاء صنعاء بتعز وبعدن واب و ابين وذمار ، فاشعل الثوار اصابعهم واحتفلوا بمتعة كبيرة لم يفسدها قطع التيار الكهربائي عن كل شارع تمر به مسيرة النور والحياة فقد اشعل الشباب اصابعهم واشعل انصار الثورة سماء عاصمتهم فرحاً بهذا الحدث العظيم .
كلمة حق لابد ان اقولها للجنة التنظيمية التي بكل اسف نغصت فرحتنا واربكت فعاليتنا في ذلك اليوم بتخبطها في تحديد مكان الاستقبال الشعبي لمسيرة الثورة وحياتها فمن الستين الى شارع القاهرة الى ساحة التغيير دون ترتيب احتفالي يليق بالمسيرة ،الامر الذي شتت الناس و دفع معظمهم الى السير باتجاه المسيرة، لقد كان امرغير مقبول من اللجنة الانظيمية يجهل الجميع دواعيه ودوافعه ، وعلى الرغم من ذلك فقد استقبلنا الابطال على امتداد سيرها في شوارع صنعاء حتى ساحة التغيير .
لكم يا فرسان وفارسات مسيرة الحياة كل اجلال وتقدير من كل ابناء اليمن ،ولكم يا شهداء مسيرة الحياة المجد والخلود ، ولكم ايها القتلة المجمون لعنات الشعب والتاريخ .
آه كم من مشاعر جمة تختلج في صدري بهذا اليوم الاغر ،ولا اعتقد اني استطعت البوح بها كماهي عليه من نشوة نصر واعتزاز ثائر باخوته واخواته ،مشاعر تعبر عنها دموع فرح باكبر حشد في تاريخ اليمن لاطول مسيرة في تاريخها ايضاً،عبر عنها اليمن عن عزمه تحقيق اهداف ثورة ابنائه وبناته،والثأر لدماء الشهداء ،دون انتقاص من هدف،ودون استثناء حصانة اعطاها من لا يملك لمجرم قاتل لا يستحق .