Home Articles Orbits الفدرالية ..... هل ستكون محل توافق كافة القوى الوطنية
الفدرالية ..... هل ستكون محل توافق كافة القوى الوطنية
محمد شمسان
محمد شمسان

اثناء زيارته مدينة عدن الاسبوع الماضي تحدث الرئيس عبدربه منصور هادي عن نظام حكم فدرالي قد تشهده اليمن خلال المرحلة القادمة من خمسة اقاليم وان هناك دعم دولي لهذه الفكرة كخيار امثل لليمنيين للحفاظ على وحدتهم ومكانتهم التأريخية والتغلب على مشاكلهم وأزماتهم العالقة .

بالطبع الرئيس هادي احرج الاحزاب السياسية التي كانت تخشى طرح موضوع الفدرالية وظلت تناقشه على مدى العامين الماضيين على استحياء وتحرج وبنوع من السرية على الرغم من ان هذه الفكرة تعد قناعة حقيقية لدى الكثير من اعضاء وكوادر وقواعد هذه الاحزاب لاسيما الكوادر الشبابية والثورية فيها والتي ترى في نظام الحكم المركزي والاندماجي نظاما غير صالح لمرحلة ما بعد ثورة الربيع العربي ( ثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية ) وخصوصا في ظل الاحداث المتصاعدة في عدد من المدن الجنوبية وهي الاحداث التي تهدد بتفكيك وتمزق اكثر في بنية النسيج الاجتماعي اليمني.

باعتقادي ان اعتماد الفدرالية كنظام سياسي لليمن يعد مخرج مناسب لكافة مكونات وأطراف المعادلة السياسية وبداية صحيحة لمعالجة كافة الاخطاء التي رافقت توقيع اتفاقية الوحدة في العام 90م وما تلاها من اخطاء وممارسات وصولا الى عام 1994م ام بالنسبة لما حدث من بعد حرب صيف 94م فالأمر متعلق بإعادة الحقوق الى اصحابها وحل قضايا الاراضي المنهوبة وقضايا المبعدين والمسرحين من وظائفهم ومناصبهم العسكرية والمدنية وكذا رد الاعتبار للجنوب كشريك حقيقي في الوحدة وفي صناعة القرار السياسي وهذا الامر يعد ايضا بمثابة رد اعتبار للوحدة اليمنية ومشروعها المدني .

النظام الفدرالي ليمن متعدد الاقاليم لا شك انه سيسهم الى حد كبير في تخفيف حالة الاحتقان السياسي لدى الحراك الجنوبي السلمي وقد يشجع الكثير من فصائل الحراك في الدخول والمشاركة بمؤتمر الحوار الوطني القادم وسيتيح لكافة شرائح ومكونات المجتمع اليمني المشاركة في عملية البناء وصناعة النهضة لدولة مدنية جديدة وحديثة وديمقراطية متقدمة ومتطورة.

ومما لا شك فيه ايضا ان اليمن في حال تحقق لها نظام الحكم الفدرالي تكون قد قطع شوطا كبيرا الى الامام في عملية التغيير لنظام الحكم بشكله ومضمونه وبما يتوافق مع الارادة الجماهيرية والشعبية المطالبة بالغيير السلمي الذي يتواكب مع المتغيرات العصرية وما صاحبها من وسائل نضالية وثورية متطورة ومتقدمة تجلت ابرز ملامحها في ثورة الربيع العربي

ومن وجهة نظري لا اجانب الصواب اذا قلت ان نظام الاقاليم والفدرالية – في حال تحققت - ستأتي كتعبير حقيقي لأنتصار ثورة التغيير الشبابية ونحاج عملية التغيير السلمية التي يقودها الرئيس هادي ومن امامه شباب الثورة ومن خلفه الشعب اليمني اضافة الى انها ستكون انتصار ووفاء كبير لدماء وأرواح شهداء ثورة 11فبراير السلمية وتكريم للجرحى الذين سطروا بدمائهم الزكية طريق الحرية والعزة والكرامة ومعالم فجر جديد لدولة مدنية حديثة ولمستقبل مشرق وواعد بالخير والنماء بعون الله تعالى.

كيف لا يكون كذلك واليمن اليوم يعيش تجربة فريدة في اطار التحول السياسي لفترة انتقالية معقدة للغاية بين مرحلتين ما قبل سقوط النظام وما بعدها ناهيك عن ان عملية التغيير تسير بدعم وتوافق جميع القوى والاطراف الفاعلة في المشهد السياسي اليمني وما نتمناه هو ان يكون نظام الاقاليم والفدرالية محل اجماع وتوافق هذه الاطراف دون استثناء 

نقلا عن صحيفة المصدر