Home Articles Orbits قبل ان يتحول المغترب الى مشكلة تضاف الى مشاكلنا العالقة
قبل ان يتحول المغترب الى مشكلة تضاف الى مشاكلنا العالقة
محمد شمسان
محمد شمسان

نقدر لحكومة الوفاق الوطني انشغالها بمعارك مختلفة وعلى عدة محاور منها السياسية والاقتصادية والامنية والخدمية , ونقدر لها حجم الظروف والاوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد خلال هذه المرحلة التأريخية الحرجة , غير اننا لا نجد مبرر مقبول لتغافلها او انشغالها عن قضية مهمة جدا كقضية المغتربين اليمنيين الذين يشكلون ربع سكان الجمهورية اليمنية , وهم موزعون في شتى اصقاع الارض بحثا عن لقمة العيش لهم ولأسرهم وهاليهم .
لقد تفاقمة هموم ومعانات المغتربين الى ان وصلت حدا لا يطاق , بحسب الرسائل والمكالمات الهاتفية التي تلقيتها خلال الاسبوع الماضي , من عدد من الاصدقاء والاحبة المغتربين في دول شقيقة وصديقة , وخصوصا المملكة العربية السعودية التي تحتضن العدد الاكبر من الايادي اليمنية العاملة هناك , ورغم تصاعد المعاناه وتزايد الاصوات المطالبة بعمل حلول ومعالجات عاجلة لأنهائها , لا نلمس أي جهود حكومية ولا تحركات ومساعي في هذا الشأن , وكأن ستة مليون مواطن يمني لا وجود لهم على خارطة المحاصصة بين شركاء حكومة الوفاق الوطني ولا في المعادلة السياسية اليمنية .
وبرغم انني لا اقبل عملية الابتزاز التي تحاول بعض الاطراف السياسية ممارستها من خلال هذه القضية الحساسة , الا انني ايضا لا اقبل استمرار تجاهل الحكومة ورئيسها لموضوع هو بالغ الاهمية , ويشكل تهديد حقيقي لمصادر عيش ليس فقط ستة ملايين مواطن مغنرب بل ربما لنصف سكان الجمهورية اليمنية , ( هذا طبعا اذا ما اعتبرنا ان كل شخص مغترب يعول فرد واحد من افراد المجتمع والامر بالطبع ليس كذلك ) , هذا التهديد يعد خطرا حقيقيا لمستقبل البلاد والعباد , لاسيما بعد الاجراءات المشددة والمعقدة وتعديل قوانين العمل في المملكة العربية السعودية.
صحيح ان تشديد الاجراءات وتعديل القوانين واتخاذ أي تدابير أمنية تراها المملكة مناسبة لها هو شأن داخلي يخصها , لكن ايضا على حكومة الوفاق الوطني والجهات الرسمية اليمنية المعنية واجب التحرك وبذل جهود سياسية ودبلوماسية بغرض استثناء العمالة اليمنية هناك من هذا الاجراءات وتحسين اوضاع المغتربين والتخفيف من معاناتهم , ولا اظن ان الاخوة في المملكة – شقيقتنا الكبرى – يمانعون او يرفضون هذا الامر بل ربما قد تحصل الحكومة على ما هو اكثر من ذلك , لاسباب عدة منها : ان السعودية هي ابرز رعاة المبادرة الخليجية وهي اكثر الاطراف حضورا في المشهد السياسي اليمني والعملية السياسية , وهي تقدر جيدا حقيقة الاوضاع الاقتصادية والامنية في اليمن وخطورة المرحلة التي نمر بها خلال هذه الفترة , ولذا هي تعمل بشكل كبير على دعم العملية السياسية وتذليل الكثير من الصعوبات والتحديات التي تعترض المرحلة الانتقالية , بل هي اكثر الاطراف الاقليمية والدولية التزاما بتقديم معونات مالية للحكومة خلال العامين الماضيين , هذا بحسب التقارير الحكومية الرسمية .
لا اعتقد ان تتوفر لحكومة التوافق او لرئيس الجمهورية فرصة مناسبة اكثر من هذه الفرصة , ليعملوا على وضع حد لهموم ومشاكل ومعانات المغتربين في المملكة العربية السعودية وقضاياهم التي لاحصر لها , ولا اعتقد ايضا ان تقبل الحكومة او حتى الرئيس هادي بفتح جبهة جديدة او معركة اضافية مع المغتربين الذين اذا استمرت معاناتهم ومشاكلهم فلاشك انهم سيتحولون الى مشكلة جديدة قد تربك العملية السياسية وتتسبب في احداث فوضى اضافية نحن في غنى عنها
نقلا عن المصدر