Home Articles Orbits الثورة.. تغيير منشود وتحول ملموس
الثورة.. تغيير منشود وتحول ملموس
عمر الضبياني
عمر الضبياني

الأصل في الثورات الهبة الشعبية التي تحدث تغييرا جذريا  وتنتقل بالوضع نحو الأفضل لتعيد للشعب آماله وطموحاته، ومن خلال التفاعل معها تكون الشعوب نسيج اجتماعي وأحلام وآمال مشتركة يجمعها حلم  بتغيير واقع يعيشه شعب طفح به الكيل للواقع المعاش وخرج لتغييره.

وإذا ما عكسنا ذلك على الثورة الشعبية في اليمن فاقل ما يمكن تسميتها بثورة منزوعة التغيير، والتحول الملموس قبل ان تاتي قرارات هادي التي أصدرها بالامس ولاقت ارتياحا شعبيا وسياسيا كبيرا كونها مثلت بحق قيم التغيير المنشود لكن يبقى التحول الملموس مطلوب في الواقع ليكتمل عقد الثورة.

ان يتخلص هادي من جنرالات الحرب فذلك قرار شجاع وجريئ ومثله الطريقة التي انهى بها ما تبقى من اقرباء صالح ومناصريه داخل المؤسسة العسكرية وهي الطريقة التي انهى بها مشوار الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، غير ا ن الاهم من ذلك ان يلمس الجميع تحولا سريعا وإنهاء للانقسام الحاصل في الجيش والتخلص من المليشيات المنتشرة هنا وهناك والتى تعمل خارج سياق المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وبما ان الثورة هي نتاج انفجار تراكم جمعي يتولد منة الشعور بالغضب من خلال ما يعيشه من ظلم وقسوة يولد الانفجار الشعبي بتلقائية وعفوية مهما كانت المسببات تظل اغلب الثورات مستلهمة من الرصيد الشعبي وخير وقودها هم الشباب.

وهذا ما بلورته الثورة اليمنية المباركة ,رغم كثر التآمر عليها ومحاولة تشويه معانيها ومقاصدها الجمالية بأكثر من طريق حتى ان ابليس يستحيل يخترع تلك الأساليب الخبيثة !! كما يستخدمه اليوم الطابور الخامس ضد الثورة واحلامها , بكونها قد يؤثر زخمها عربياً وخاصة على الجزيرة العربية وهذا ما اثار الرجعية العربية وحلفائها من قوى الشر والعدوان على تمييع الثورة والاستهانة بتضحيات شعبنا العظيم ومواقفه الأسطورية التي أذهلت العالم واسقطت الطاغية.

 الثورة تمثل صفو الفكر الإنساني لأنها تشمل كل شيء من خلال التخلص من تراكمات الماضي البغيض الذي مارس الشفوينية والجهوية والطائفية لتكون البوتقة التي تختلط بهاء الأفكار الايجابية لتولد النور من وسط الظلام.

 الثورة اليمنية قادرة على تحقيق كل ذلك وقد شهدت شهورها الأولى تلاحم جماهيري منقطع النظير شمالا وجنوب شرقا وغربا، قبل ان تتعرض لمحاولات الغدر والتوجيه من قبل قلة متنفذة لم تكتفي بما عانا الشهب اليمني من قهر وظلم وحرمان. هناك من سعى جاهدا لإعادة إنتاج الماضي وبصورة مخجلة، والأسوأ من ذلك أولئك الذين ينسبون أنفسهم زورا للثورة وهم أكثر من يعبث بها ويطعنها من الخلف.

وجود فلان وعلان وتصريح اخر وحوار سياسي وكثير من الاعتراضات لمجرد اعتراضات خدمة للمخلوع ومن في فلكه ونعلم جميعا انهم يطرحون الكثير من المغالطات ويروجون لها بطريقة مقيتة يحاولون من خلالها بث الإحباط واليأس وتحطيم المعنويات بين صفوف الثوار ومختلف فئات المجتمع وهم يصورون الثورة كما لو أنها ضيعة أو مزرعة دواجن انتقلت ملكيتها من شخص لاخر لاستغلالها والمتاجرة بها.

والمعيب ان لهؤلاء زملاء استشهدوا وآخرون جرحى ومفقودين ولم يذكروهم ولم يحترموا قداسة الشهداء وعظمة الجرحى وشموخ المفقودين هذه الثلاثية العظيمة لم تدر بخلد الطابور الخامس الذي لا يخجل منتسبيه من ادعاء الحالة الثورية.

ان الذي يراهنون على الانتصار السلبي لأي طرف واهمون خاصة وشعبنا يترقب ولم يترك الساحات ولم ولن يخون الشهداء ولن ينسى الجرحى او التخلي عن البحث عن المفقودين والذي هم زخم الثورة ووقودها اما تجار الكلام من الطابور الخامس والذي يخدمون اجندة كثيرة وقوى مختلفة في التوجه وتتفق في الوصولية والانتهازية فسيذهبون وأهدافهم الى مزبلة التاريخ.

وها هي الثورة تثبت انها فعل مستمر وانها قادرة على صنع التغيير وتحويل معسكرات الموت والاقتتال الى حدائق غناء وواحات خضراء، وانا لناظره لقريب