Home Articles Orbits رحمة بالثيران
رحمة بالثيران
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش

كل الأحرف , والكلمات , وكل القدرة على التعبير , وكل أساليب الكتابة وإيصال الفكرة, كل ذلك لا يستطيع التعبير عن الألم لما حدث للشابين من آل أمان والخطيب, ولنتخيل فقط مشاعر أهلهما الآن ما يعجز أي قادر عن أن يعزيهما . وما حدث يعبر بما لا يمكن المكابرة حوله عن (غياب الدولة) , ولن نبالغ في القول بان الرئيس الحالي أو الحكومة هما المسؤولين عن غيابها , بل هما ورثا ما ورثاه , ونحن سنظل نقول أن البداية من هنا لإعلاء شأن القانون وكلمته , وقبل الولوج إلى عمق ما حدث سأظل اسأل وأتساءل عن هذه العادة التي توارثناها حيث لا نفرح سوى بالرصاص والقنابل , وسيأتي وقت ربما هو قريب وسنخرج عرائسنا بالدبابات ونحرس كل موكب عرس بالطائرات بدون طيار!.

لكل عقلاء هذه البلاد : الدولة الآن بالوضع الحالي وبما ورثته لن تستطيع عمل كل شيء, والمجتمع بعقلائه ألا يستطيعون مساعدتها في القضاء على مظاهر الخروج على القانون وقواعد السكينة العامة, ويا عقلاءنا: ألا يمكن كبح جماح المرافقين والأولاد ومرافقي المرافقين, والمشجعين , هل من المعقول أن يدجج كل عرس وفي الشارع العام حيث المساكين ومن لا سيارات ولا مرافقين لهم , يدجج بكل هذا السلاح , ويأتي من يقول : (نحن القبائل لنا أعداء) بما يعني أن أي حركه لا بد من مواجهتها بحصد كل شيء في مرمى النظر!.

الآن نحن أمام خيار لا ثاني له فأما أن يثبت كل من موقعه هيبة الدولة وإلا فإن الرصاص سيحصد رؤوس حتى هؤلاء الذين يظنون أنهم محميين بالهنجمة! , وإذا حال الحول فالمرافقون يقدمون رؤوسهم بديلا عنا وعن أولادنا! لا فحين يتأكد الناس أن لا أمل فكل سيحمل السلاح وسنتحول إلى غابه وكل سيحمي عرسه!.

ما حدث بشع بشع المتهم به لا بد أن تطاله يد القانون واحسب أن آل عواض وفيهم خيار الرجال , احسب أن علي عبد ربه العواضي زميل مدرسة سيف وعبد الناصر لن يرضى إذا كان له يد في الأمر إلا أن يسيد القانون , وما نقرأه هنا وهناك لن نعير له بالا خاصة من يحاول أن يثير الفتنه بأن يقول (قتل شابين عدنيين) أو (جنوبيين) , هذا معيب ومقيت , يجعلنا نسأل : هل يعني أن دمنا مباح ؟؟؟ , أقولها بالفم المليان : اليمنيون أمام القانون الذي نتعصب له سواسية, وحق أسرتي الشابين لا بد أن يؤخذ بالقانون , لا بالاثوار!.

والطلب إلى كل ذي عقل أن يعمل في هذا الاتجاه قطعا للطريق على المفتنين ومن اجل المستقبل الذي لن يكون إلاّ دولة مدنية ننشد أن يكون الناس كلهم أمامها مواطنين متساوية رؤوسهم لا فرق بين هذا وذاك إلا بقدر احترامه لمفردتي الحق والواجب أساس أي مواطنة, والدم يا سادة هو دم ... وليس هناك دم جنوبي ودم شمالي إلا في رؤوس أصحاب المشاريع الصغيرة من يعيشون في ظل الفتن ... وهي فرصة ..... أما أن نؤسس دولة للقانون ؟, او تفرض الثيران منطقها وهي أي الثيران مظلومة مع المظلومين ... فأما قانون وأما ثور ... وعلينا الاختيار ... ورحم الله الشابين والدعاء بالشفاء لرفيقهما الثالث.

صحيفة الثورة