Home Articles Dialogues الوزير العرشي: العبث بالدستور اثر سلباً على دولة الوحدة
الوزير العرشي: العبث بالدستور اثر سلباً على دولة الوحدة
الوحدوي نت
الوحدوي نت

ظلت قضية اعادة تحقيق الوحدة اليمنية الشغل الشاغل للعديد من الحكومات   في الجنوب والشمال اليمني   منذ 67 م وحتى الاعلان عنها في 22مايو 1990م،واغتيل الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي قبل ساعات من موعد زيارة كان سيقوم بها الى عدن للقاء سالمين لبحث خطوات وحدوية مهمة ، كما ان سالمين لقي مصرعه كما قيل للسبب نفسه. 

الوحدوي نت

 محطات عديدة وجهود مضنية ولقاءات كثيرة سبقت الوحدة في التحضير والبحث والاعداد للصيغة النهائية للوحدة نحاول الوقوف عندها من خلال هذا الحوار الذي أجرته صحيفة (الوحدوي) مع الاستاذ يحي حسين العرشي الشاهد على ذلك العصر والذي كان احد المساهمين وله دور فاعل و بصمات واضحة في التنسيق والبحث والإعداد للأسس والاتفاقيات الخاصة بالوحدة من خلال موقعه كوزير لشئون الوحدة بالإضافة الى كونه ذا دور تاريخي فاعل وسياسي مخضرم تقلد العديد من مواقع المسئولية الهامة في الدولة منذ بداية السبعينيات، حيث عمل امينا عاما للاتحاد اليمني ورئيسا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ووزيرا للإعلام والثقافة ووزيرا للخدمة المدنية ومن ثم وزيرا لشئون دولة الوحدة وحاليا عضو مجلس الشورى.. التقيناه في منزله بعد 23عاما على اعادة تحقيق الوحدة لنطل على ماضيها وواقعها و مستقبلها من خلال هذا الحوار.

حــــاوراه/ محمود شرف الدين – أشــرف الريفي:

•      الاستاذ يحيى حسين العرشي لكم جهود في اعادة تحقيق الوحدة واعداد وثائقها منذ السبعينات وحتى اعادة تحقيقها في الثاني والعشرين من مايو1990م، نود ان نتعرف من خلالكم على أهم المحطات التي مرت بها جهود اعادة تحقيق الوحدة؟
 

-      مرحباً بكم ، وكل عام وانتم بخير ، المحطات المتصلة بإعادة تحقيق الوحدة هي محطات الوطن عبر تاريخ النضال ولم تكن اعادة تحقيق الوحدة غائبة بل كانت محل اهتمام كل التطورات السياسية بل كل الادبيات التي كانت تطرح في الساحة اليمنية كما كانت نتيجة لجلاء الاستعمار عن عدن ونهاية الحكم الكهنوتي في صنعاء ، حيث كان ذلك الجلاء ونهاية الكهنوت يعني استعادة الوحدة اليمنية ، كما كانت محل اهتمام بدليل النص الواضح للهدف الأول للثورة في 5 نوفمبر خرجت القوات المصرية من اليمن في نفس تاريخ استقلال جنوب الوطن ،وامام ذلك ظهرت الحكمة اليمنية في التفاهم عام67م مع الاخوة في قيادات الجنوب على كيفية الحفاظ على الثورة مع المواجهات في صنعاء وحصار السبعين الظالم في ذلك الوقت ، ومن ثم الدخول في حوار حول كيفية بناء الدولة الواحدة، فاليمن لم تكن مشطرة بل هو تشطير للنظام نظام صنعاء ونظام في عدن أما في الواقع اليمني فلا فوارق بين الشمال والجنوب فالظروف السيئة واحدة والحاجة ملحة لتجاوز ذلك .

حدث ما حدث في 72م ولكون الوحدة اليمنية قائمة في العقل والضمير اليمني اتفق على وقف اطلاق النار وبحث كيفية استعادة الوحدة اليمنية باتفاق القاهرة وما تبعها من خطوات في لقاء طرابلس ونحوه وتشكيل اللجان التسع المكلفة بالإعداد لدولة الوحدة وابرزها اللجنة الدستورية ، استمرت هذه الجهود التي فيها شيئ من التكتيك أكثر مما هو استراتيجي في الواقع ، لكن كان الحد الأدنى كيف نتجنب المواجهة وكيف نتفاهم ،و في 79م حدث نوع من المواجهة امتداداً لما حدث في72م واتذكر يومها كنت في الاعلام والثقافة وجاء لقاء قعطبة بين الشهيد ابراهيم الحمدي والشهيد سالم ربيع علي حيث كانت من أبرز المحطات التي شكلت اضافة نوعية لخطوات الوحدة اليمنية وشكلت شيئاً من الواقع الاستراتيجي لاستعادة الوحدة اليمنية وكانت بلا شك خطوة لا يستهان بها .

•      هل اقر فيها شيئ محدد؟
 

-  يومها كانت الآمال كبيرة ، فلقاء قعطبة لم يكن لقاء عابراً بل كان لقاء استثنائي مهيئ للقاء قادم في عدن وهو اللقاء الذي استشهد ليلتها الشهيد ابراهيم الحمدي ، هذه الخطوات والجهود التي تمت لم تكن لمجرد الظهور الشكلي بين الناس لكن كانت في الواقع قناعة ذاتية بأننا بهذه الخطوات نستجيب للإرادة؛ الوطنية وللهوية اليمنية ، لكن قُدر للنظامين في صنعاء وفي عدن أن يدخلا في تجارب دامية اقنعتهما بأن المخرج من هذا الاقتتال هو التفكير بشكل جدي في خطوات استراتيجية؛ فتلتها لقاءات في بصنعاء في مايو88م ثم ما تبعتها من خطوات متصلة بإنهاء الوسائل الاجرائية المعقدة لتنقل المواطنين وازالة البراميل وهذه شكلت دفعة قوية وامنت النظامين والشعب.

-      ان لحظة تلاقي المواطنين في الشريجة لا يمكن أن تغيب من الذاكرة واعتقد أن من عاشها يتذكر بدموع الفرح ،حين تحققت الصورة الوطنية بتنقل المواطنين بحرية، تحققت الخطوات اللاحقة في 30نوفمبر89م وكان للحماس الشعبي اثره في دفع القيادات لأن تخطو خطوات متسارعة حتى تم الانجاز في الثاني والعشرين من مايو.

•      تم الدخول في وحدة اندماجية مباشرة ، في حين رأى البعض أن التدرج كان هو الافضل في تحقيق الوحدة وصولا لوحدة اندماجية؟ هل انت مع الطرح الأخير ؟
 

-      هذا ما يقال ، لكن هذا الطرح ربما ينطبق على وضع آخر حيث ظل التشطير قرونا|ً طويلة ولا ينطبق على الحالة اليمنية التي ظل التشطير فيها من 67م -90فترة قصيرة جدا وبالتالي فالتباين بسيط والظروف متشابهة والجهود التي بذلت ليست عادية فهناك لجان قانونية وحوارات حول الدستور لسنوات ومن ثم تجربة المجلس الأعلى ثم شكلت مؤسسات وحدوية مثل مؤسسة النقل البري وشركة الاستثمارات النفطية هذه كانت تشكل خطوات تدريجية نحو الوصول الى الهدف، كما ان مسألة تجنب تجدد المواجهات بين النظامين كانت تدفع الى اختصار الوقت قدر الامكان باتجاه الاعلان عن الوحدة التي لم تأت عن فراغ بل نتاج خطوات وجهود سابقة امتدت لعشرين عاما ، وهناك خلال العقود الماضية قصور في التربية الوطنية لم تعط قضية استعادة الوحدة اليمنية حقها في التعليم ولاحقها في الثقافة ولا حقها في التربية الاجتماعية لهذا من حق الشعوب أن تضع تساؤلاتها .

سياسات ما بعد94 لم تخدم اليمن
 

   تحققت الوحدة اليمنية ونشبت حرب94م، فيما بعد ذلك ظهرت القضية الجنوبية ثم المطالبة بفك الارتباط ، لماذا ؟ هل هي الأسس أم الممارسات أم ماذا؟ 

-      في الواقع هي اسباب كثيرة من ابرزها انه كان لا بد ان يصاحب بناء دولة الوحدة بناء مؤسسي بكل ما تعنية الكلمة في الجانب الديمقراطي في ظل التحول السياسي الكبير نحو التعددية السياسية التي شكلت قفزة نوعية في ذلك الوقت بعد تجربة الحزب الواحد الذي لا ينافسه أحد في الشمال ومثله في الجنوب وكذلك التعددية الصحفية كانت قفزة كبيرة جداً واقول لولا ذلك التعدد لما كان سهلا استيعاب التطور المتمثل في مرحلة ثورة فبراير2011م ،فلولا الوحدة فان الثورة في الجنوب والشمال كانت ستحدث اوضاعاً كارثية كما ان التعددية الحزبية في اليمن افرزت اللقاء المشترك الذي كان رديف التفاوض حول كيفية معالجة اوضاع البلاد والذي أستطاع أن يستوعب المتغير الذي بدأ في تونس ومر بمصر وجاء الى اليمن وهو تطور شعبي تلقائي لولا هذا الدور المؤسسي الذي استطاع أن يستوعبه وبالتالي يعبر عنه بالتفاوض ومن ثم الوصول الى ما نحن عليه .

- صحيح كانت هناك مطالب حقوقية وانا قلت يومها بأنه ان لم ينظر لهذه المطالب الحقوقية للمتقاعدين والمسرحين ستتحول من مطالب حقوقية الى مطالب سياسية وهذا ما حدث شيئاً فشيئاً من2007م حيث تطورت حتى تحولت الى قضية سياسية ،وانا اعتقد ان هناك اشياء تراكمت معها كالضعف الذي كان من نتائج الفساد وغياب الدولة و مؤسساتها والدور الرقابي البرلماني وبالتالي غياب هذا التطور للوحدة اليمنية هو الذي دفعنا لأن نحمل هذ الانجاز الكبير المسئولية مثل ما كان يحدث في السابق مع بداية ثورة 26 سبتمبر، حيث كانوا يرجعون سبب الجفاف وانقطاع المطر إلى الثورة.

 طرف المنتصر في حرب94م انقلب على اتفاقية الوحدة ، أدى لتصدع في جدار الوحدة؟
 

المسألة ليست انقلاب ، كان التكافؤ والتوزان ضارب في الأرض مابين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي وكذلك الاصلاح، كان واضح بان التوازن الذي خلقته الوحدة في بناء الدولة كان واضح انه كان في مستوى لا يمكن ان يوصف بهذه البساطة علينا ان ننظر الى الامور بموضوعية وتامل فلننظر الى حرب الخليج وما سببته على الواقع اليمني من ظروف دفعت بالموقف لان يكون ضد اليمن وضد وحدة اليمن ذلك التفسير الذي بررته كثير من التصرفات في الموقف اليمني تجاه العراق وماسبب من موقف لا حق تجاه اليمن ربما لسوء الحظ كنا اعضاء في مجلس الامن يومها فكان لنا ذلك الموقف الذي فسر باكثر مما يستحق ومن ثم كان هناك متابعة لنسيج خيوط الفتنة داخل اليمن التناقضات خلال الفترة الانتقالية كان لابد ان تحدث بعد اندماج وبداية نشوء الدولة فقد كان لكل طرقه وله نفسيته وله فلسفته وهو ماكان يحتاج الى وقت كي يضعف ويتراجع امام الخطوات الممتازة نحو بناء الدولة اليمنية ولكن فجأة واجهت اليمن بالموقف فنسجت خيوط الفتنة في الفترة الانتقالية كذلك ربما الاستعجال في اقامة انتخابات 93م وهي انتخابات تتم لأول مرة بطريقة ديمقراطية أدخلتنا في معمعة خلل التوازن داخل مجلس النواب وعكست نفسها على من كان له تحفظه لاستعادة الوحدة اليمنية ومن كان له مصالحه في استعادة الوحدة اليمنية.

 لكن التوازن كان موجوداً؟
 

 التوازن لم يكن في المستوى المناسب لتلك الظروف ، دعنا نقول بكل صراحة الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي هما الاقوى فيما يتعلق بالتفاوض حول الوحدة اليمنية لكن أن يأتي طرف ثالث اقوى من احد الطرفين بالتأكيد سيخل بالتوزان في عدد المقاعد داخل مجلس النواب ومن أجل أن تتبين الحقائق، فقد جاء الموقف الخليجي المعادي يومها لموقف اليمن بعد اتفاق الاردن الذي كنا نود أن تتعامل معه كل الاطراف بصدق لأنه كان يمكن أن ينقذ اليمن بشيئ من التنازلات من كل الاطراف ولكن كل طرف كان يحسب حسابه من أن التنازلات التي يمكن ان يقدمها ستزيده ضعفاً فبالتالي كل الاطراف لم تعمل بمسئولية لتنفيذ الاتفاق فعدنا لنحتضن مأساة 94م ونحن نعرف ان الموقف كان واضحاً ، بمعنى كان عدائياً لاستمرار الوحدة اليمنية وضخت الاموال والامكانيات إلا أن اليمنيين ادركوا رغم ضعفهم ومشاكلهم ضرورة أن يحافظوا على وحدتهم فكان هذا يحسب لليمن.. وكان علينا ان نستفيد من درس ماحصل في الفترة الانتقالية ومن الموقف الخارجي وان نبني دوراً مؤسسياً بكل حماس لكي نتجنب كل ماتبعه من ضعف ولكن لم يتيسر ذلك وبالتالي تراكمات مااحدثه حرب94م التي اخذت وقتها في ديمومة مؤشرات الضعف التي شكلت هذه النتيجة التي تظهر اليوم على هذا المستوى من النداءات المؤسفة.

خصخصة بعض المؤسسات الحيوية قضت على كثير من المنجزات

المرحلة الانتقالية البعض يأخذ عليها بانها كانت تعاني من قصور في تنفيذ هذه متطلباتها وكذلك كان فيها نزاعات بين شريكي الوحدة حول التفرد بالسلطة فهل هذه الاشكاليات لها علاقة مباشرة في نشوء ازمة94م؟
 

اعتقد لو تماسكت اعصاب كل طرف لتغلب على المشاكل البسيطة المتعلقة بالمرحلة الانتقالية وأمكن تجاوزها نحن تجاوزنا صعوبات جسيمة جداً قبل الوحدة وكان من السهل ان نتجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية لكن الدور الخارجي استغل هذه الاختلافات حرب الخليج..واعتقد أنه لو لم تحدث حرب الخليج وموقف اليمن منها ماكان يمكن للتناقضات التي كانت موجودة في اليمن تصل الى ما وصلت اليه كما أن التعديلات الدستورية بعد94م لعبت دوراً في تأجيج الأزمة.. وكنت أقول يومها لبعض الاخوان ان أي تعديل للدستور ربما يؤثر على خطوات من شأنها تأسيس الدولة اليمنية بشكل جماعي وبتكافؤ وبتوازن على مستوى مجلس الرئاسة وعلى مستوى الحكومة وماتبعها من خطوات ، ثم ايضا كان هناك مد وجزر فيما يتعلق باستكمال دمج القوات المسلحة وخروجها من المدن والذي كان سبباً من اسباب التعديلات الدستورية التي تمت قبل الوحدة وبرغبة الجميع ربما وبمتابعة من كل الاطراف.

 ألم تكن هناك اتفاقيات سرية؟
 

لا اعتقد ولكن ، قد تكون هناك تفاهمات مابين رأسين في نقطة او نقطتين لكن اتفاقاً سرياً عليهم التعامل بسرية إلا فيما يتعلق باعلان الوحدة والذي كان مقرراً اما يوم 26 أو 22 بهذا الشأن فقط كانت السرية المطلقة حتى لا يستغل من اطراف كونه انجاز لا يستهان به وشكل اعلانه الكثير من الاطراف الخارجية وربما بعض الاطراف الداخلية مفاجأة كونها لم تكن تعتقد بامكانية اتمام الوحدة اليمنية من كان يقول بانه لو تمت الوحدة اليمنية سيكون اول الزائرين لليمن إلا انه لم يزر اليمن حتى الآن.

ذكرت التعديلات الدستورية التي اجريت على دستور الوحدة ..هل اثرت تلك التعديلات على الوحدة اليمنية؟
 

ذكرت لك في اجابتي ان التعديلات الدستورية لعبت دوراً سلبياً فيما يتعلق بقضية دولة الوحدة اليمنية.

 تقييمك استاذ يحيى لنظام الحكم في اليمن الواحد بعد94م؟
 

 طبعاً ظروف الحرب في 94م كانت تتطلب ان تكون للأوضاع الجديدة آليتها و معاييرها إلا أنها لم تكن في المستوى المطلوب لم تتوفق سياسات ما بعد 94م اليمن ، ومن ذلك مسألة الخصخصة التي تحولت الى بداية للفساد وهذا ما شكل ضعفاً اقتصادياً لأنه حين تخصص المؤسسات لابد أن تسبق ذلك بدراسات وخطط واتذكر فيما يتعلق في قطاع الثقافة والسياحة – باعتباري وزيراً لها حينها – كان هناك رؤى وخطة كاملة مدروسة لكيفية خصخصة مايتعلق بقطاع السينما لكن لم يؤخذ بها وتحولت الخصخصة الى مأساة اقتصادية للقضاء على الكثير من المنجزات التي كانت قد تحققت لليمن وكان لها طابعها العام اكثر من كونها قطاعاً مختلطاً وكان يمكن ان توجه توجيهاً سليماً بحسب ماكنا قد وضعناه من دراسات وخطط تتعلق بالخصخصة كنموذج في قطاع السياحة والثقافة.

 لعبت دوراً واضحاً وكبيراً في تقريب يوم الوحدة واعداد وثائقها ولاشك أنك اطلعت على اطروحات عديدة لحل القضية الجنوبية بعضها طرحت خيار الفيدرالية وبعضها الدولة الاتحادية ذات اقاليم.. برايك ماهي الصيغة المقبولة لحل القضية الجنوبية والابقاء على الوحدة ؟
 

 أول عنوان للصيغ المتعلقة بهذا الأمر ان تكون بعيدة عن هذا الجرح في الهوية اليمنية ان التفكير في بديل يتصل بواقع الوحدة اليمنية هو في نهاية الأمر دولة يكون مقياسها كيفية تطبيق الدستور والقانون والنظام نتيجة مثلى للمواطن هذا اولاً ، ثانياً المركزية بكل تأكيد لم تعد مجدية وقد اخذت مداها كما أن هناك سلبيات رافقت التوجه نحواللامركزية كوننا لم نحسن الاختيار في تجربة المجالس المحلية التي كانت ضعيفة وبلا جدوى كذلك التجربة التي كان من الممكن ان تسهم اسهاماً ايجابياً وهي انتخاب المحافظين لم تأخذ مداها اذا التجارب التي كان مبتغاها ان تؤسس لنوذج في التعامل مع التدرج من المركزية الى اللامركزية لم تعط حقها رغم انها خطوات لابأس بها فالمجالس المحلية و انتخاب المحافظين لو فُعلت بطريقة نظيفة ومتقدمة كان يمكن تعطينا تصوراً أبعد واجدى واقرب الى كيفية الخروج من المركزية ولكننا لم نمر بهذه المراحل، فالمركزية والتفرد أعطتنا قناعة كاملة ان المركزية لم يعد لها جدوى وانا مع اللامركزية، لكن كيف تكون اللامركزية وهنا ببيت القصيد.. نختار مايناسبنا وليس بالضرورة ان نسترشد بتجارب البلدان الأخرى أو نسترشد بالمسميات التي تخيفنا كالفيدرالية والاتحادية بل نسترشد بجوهر تجارب البلدان التي قطعت شوطاً فيما يتعلق بتماسكها أي أن تراعي اللامركزية في بلادنا الوضع الجغرافي ، أي الوضع الاداري لانحاء اليمن ونختار لها ما يناسبها ويحقق لنا الذاتية لادارة المناطق وادارة الجهات والاستفادة مما لديها من امكانيات سواء كانت طبيعية او ضرائب ، نضع آلية مناسبة للخروج من المركزية الى ماهو مفيد للبلاد ولكن في اطار الهوية اليمنية بحيث تكون هناك خصوصية للمناطق يجب أن تراعيها اللامركزية.. فمثلاً انا أرى ان تكون هناك خصوصية لوضع عدن لا يمكن ان أقارنها بعاصمة محافظة أخرى ، لأن عدن هي قلب التنمية لليمن لها وضع يتعلق بالمنطقة الحرة التي تغنينا بها طويلاً وكانت سراباً وكانت جزاً من الفساد وننظر كذلك بموضوعية للبعد الجغرافي ، فما يصلح في المكلا غير مايصلح لعدن ومايصلح في صعدة غير مايصلح للجوف لكنني أحب أن أنوه إلى أننا هذه الايام أمام حالة رائعة جدا فانا متفائل بان مؤتمر الحوار الوطني بما يزخر به من هذه الرؤى وهذه الوجوه المشاركة فيه أنه لا يمكن الا ان يكون مع مصالح الشعب وبالتالي مع الرؤى التي لا تنجر كثيراً إلى الابتعاد عن الذاتية اليمنية بمعنى أننا نرحب بالتعاون الخارجي لكننا لا نعطيه أكثر مما يستحقه بحيث يتحول الى احكام لنا ، هذا يضعف قراراتنا الداخلية ويضعف حتى علاقتنا مع الآخرين ويضعف النتائج المرجوة ،بمعنى انه كلما استطعنا ان نضع سياسات ورؤى محلية مسترشدين بالاخرين كان لنا احترام واستطعنا ان نوجه علاقاتنا معهم نحو التنمية الداخلية ، وكم هي صورة مشوهة عندما نجد انه في مؤتمر وطني في اليمن شاركت فيه كل المشارب يوفر فرصاً للقاءات خارج اليمن ولوجوه لا نطعن فيها و لكن ربما اسهمت في كثير من وجبات الدماء والانحراف ثم نعطيها اهتماماً بان نتوصل معها للحوار لا الاحتكام للشعب ومن له راي يتفضل لأنه لا يوجد ما يمنع ان توضع كل الآراء على طاولة الحوار في الداخل وأيا كانت هذه الآراء حتى نستطيع ان نتجنب الوقوع في تطورات يكون لليد الخارجية نصيب أكثر من اليد الداخلية .

السعودية معنية بإعادة النظر في علاقتها مع اليمن

 في اطار الحديث عن اليد الخارجية الدور السعودي يتحكم باليمن منذ عقود ، كونك مشارك في الأحداث ومتابع لها..هل تدخل الدور السعودي من اجل الحل أم لإعاقته؟
 

والله علينا ان ندرك ان كل قطر ينطلق بسياسته الخارجية من مصلحته الوطنية ، فلا توجد ملائكة في أي قطر يراعون مصلحة القطر الآخر اكثر من بلادهم.. كل ما يتصل باي موقف لاي قطر سعودي أو غيره هو بالنسبة لهم موقف وطني يتعامل مع مايروا أنه في مصلحتهم ومن ثم فإن الموقف الدولي مع الوحدة اليمنية فرصة بان نتمسك به ونشعر بالاطمئنان في التعامل مع اشقائنا في السعودية ولكن بطبيعة الحال السعودية معنية بان تعيد التظر في علاقتها باليمن وان تتعامل مع الدولة ومع مؤسساتها وقبل ان نطلب هذا منها علينا نحن ان نتعامل معها كدولة لا أن نتعامل معها كشرائح وكأفراد وكمصالح فردية وشخصية واعتقد ان هذا لا يشكل خطأ على السعودية ولكن يشكل خطأ علينا نحن في اليمن،علينا ان نبتعد عن ذلك لنعطي لأنفسنا قيمة للتعامل مع القضية اليمنية بان تتعامل دولة مع دولة وتتعامل مؤسسات وطنية مع مؤسسات وطنية والدستور واضح في هذا الشأن وحتى الدستور السابق ونامل ان يضع الدستور اللاحق حداً لهذه الارتباطات الخارجية أياً كانت فالقبول بها من أي طرف خارجي يعتبر تدخلاً في شئون اليمن .

هل انت متفائل بالنسبة للحوار الوطني للخروج بحلول لمشاكل البلاد؟
 

محكوم علينا بان نتفاءل بعدما شهدنا المواجهات المؤسفة وحي الزراعة شاهد على هذا مدرسة الفرات فيه والتي تحولت الى مترسة الفرات وفي حي الحصبة وفي حي صوفان، هذا نموذج ما حصل في صنعاء ، ناهيك عن مخاطر توسعه اكثر.. ايضا الصور التي امامنا في الاقطار العربية صور واضحة وكما قلت لكم في ا لبداية بان التعدد الحزبي والصحفي في اليمن ، تعد الرؤى جميعها مشاركة في هذه الطاولة .. لذلك أنا متفائل بأن طاولة مؤتمر الحوار الوطني قادرة على ان تخرج البلاد الى رؤى متفق عليها بأقل ثمن ، خاصة اذا صاحبتها اجراءات حكيمة فيما يتعلق بالجيش والامن والذي اخشى أن تشكل الاختلالات الامنية تراكمات سلبية تعطي انشغالاً ومبرراً للقفز على مبدأالحوار وكيفية التوصل الى نتائج ايجابية باقل ثمن من خلال هذه المائدة المستديرة في المؤتمر الوطني.. انا متفائل جدا جدا وليس لنا الا ان نتفاءل .

فيما يخص القضية الجنوبية هل تتوقع ان تلقى مخرجات الحوار الوطني فيما يخص هذه القضية قبولاً عند مكونات الحراك التي تبدي رفضها وتقول ان هذا الحوار لا يعنيها؟
 

واقع الحراك له صور متعددة منها صور معاناة واحتجاج ومنها ما هو تدخل خارجي ومنها صور البحث عن استعادة المواقع والكراسي ، فهذه صور يجب متابعتها لكن لا ننجر في الاستجابة لها ، نحن خوفنا من هذه الظواهر والتي سيضع حداً لها ما سنتوصل اليه في مؤتمر الحوار وأن تكون لدينا جولة لأن ضعف تعامل الدولة في المسألة الامنية في عدن أو في صنعاء هو سبب في بروز هذه الظاهرة التي تمارس الحوار في الشارع بممارسات مؤسفة كملاحقة بائع اوابن تلك المنطقة ، يعني ما يحدث من اغتيالات في أي منطقة اعتقد انها صورة مشوهة نحن لا نواجه استعماراً نحن نواجه ظروفاً استثنائية وعندنا الفرصة أن نعبر عن رأينا وعند الفرصة لنعد انفسنا للتعامل مع خطوات آمنة ومستقرة لماذا هذه الصورة المشوهة، وكل من يعتقد سلامة تلك الصورة المشوهة انا اعتقد بان له حساباته وله ارتباطاته.

التعاملات الخارجية مع الافراد والفئات اضعفت اليمن
 

استاذ يحيى في الشأن ذاته هناك دور امريكي وهناك دور قطري وهناك تدخل ايراني ، هل تعتقد ان اليمن تحولت الى ساحة لحرب اقليمية؟ هل تستطيع ان تجزم بهذا القول؟
 

يعني علينا ان لا نتشاءم وان لا نصل الى هذا المنطق بان اليمن اصبحت ساحة للمعترك والدمار والتشابه مع ظروف لبنان ..علينا ان نستبعد هذا الشعور بثقتنا بأنفسنا ولكن من الممكن ان يحدث هذا اذا لم نعي سلامة الخطوات التي نسير بها الآن ..حالياً نحن في مأمن ولدينا فرصة بأن نجنب بلادنا الوقوع في الامتحان ولدينا قدرة على ان نسخر هذا التنافس على اليمن ونوظفه لصالحنا ولخيرنا ،ونقول لهذه الاطراف: لسنا مستعدين ان تكون ساحتنا لصالح طرف آخر على حساب علاقتنا معك.. بمعنى ان تكون ساحة للتعامل مع كل الاشقاء والاصدقاء بما كفله لنا الدستور والقانون بالثنائية الاقليمية.. خرابنا يأتي من خلال هذه الفوضى التي نشهدها اليوم هنا وهناك، هذه الفوضى هي التي تخلق التدخل الخارجي بدون اسئذان وتفتح له الابواب والنوافذ وتصيرنا وقوداً له ولن نستطيع منعه إلا اذا ادركنا فقط بان دماءنا ليست مهيأة لان تكون وقوداً لصراع المصالح .. استراتيجية منطقتنا بالتأكيد تحملنا عبئاً اكبروعلينا ان نضع القميص المناسب لأوضاعنا السياسية.

 ما يتعلق بالدستور فيجب ان يكون لدينا الامكانيات والجيش المناسب لهذ الوضعية على المستوى البري والبحري والجوي ،نحن اليوم نشهد حالات ضعف في البحر والبر وحدودنا فيها من هذه المؤشرات المقلقة،فكيف نستطيع ان نواجهها؟ طبعاً بأن تكون لنا حصانة في جيشنا، في أمننا لابد أن نكون صرحاء مع مشاكلنا وأن نكون صرحاء في معالجتها.. نحن لا نريد جيشاً يتمركز في العاصمة أومنقسماً بين مركزين، نحن نريد جيشاً يخدم الوطن ويحمي السيادة.. نسمع عن كثير من الممارسات المغلوطة في حدودنا واراضينا وهذا استغلال للوضع الموجود ، نريد أن يكون جيشنا هناك وقوات الأمن تحمي المدن وتضبط الأمن في الداخل نريد أمناً غذائياً لأن الجوع هو الذي يجعل الايدي تمتد الى الغير الجوع لو خف في وطننا بالتأكيد ليس بمقدور التدخل الخارجي ان يلعب دوراً.

ماذا تعني لك الثورة الشبابية الشعبية في 11فبراير2011م؟
 

تطور طبيعي وعلينا ان نؤمن به نحن آمنا بالتطور الطبيعي في 62م وهناك من عارض لكنه تطور طبيعي عملت المؤسسة العسكرية من خلال الضباط الاحرار على انجاز الفعل الثوري وبالتالي اضطلعت بالدور الوطني في التغيير والآن جاء الدور الشعبي بعد عقود من الزمن وهو دور تلقائي وطبيعي لتحقيق تطلع منشود وعلينا ان نؤمن بان هذا حقيقة موجودة اثبتت وجودها ولابد ان نساندها وان لا نخلق لانفسنا ديمومة في ادارة أحوال الناس ، وأن جيلاً ليتسلم من الجيل الآخر وله ان يمارس حقه ..فقط عليه ان لا ينجر هذا الدور التلقائي الوطني الى تشوهات قد تكون مؤسفة وهو العنصرية والطائفية والمناطقية اذا بقي سليماً من هذا المرض انا اعتقد ان الدور الشبابي يعول عليه وعلينا ان نقف معه ونرشده بكل الوسائل الاعلامية كونه في أول الطريق لكي يتسلم يستلم مقاليد الامور في البلاد بحنكة وتبصر بدون انجرار.

 فيما يخص المؤتمر الشعبي العام الاستاذ عبد الحميد الحدي اشار في حديثه إلى ان المؤتمر فشل في ادارة الدولة.. مارأيك بهذا القول؟
 

كما ذكرت فإن تجربة اليمن فيما يتعلق بالمؤتمر الشعبي العام وكذلك الحزب الواحد وحتى بالتعددية السياسية خاضعة للبحث والدراسة.. المؤتمر الشعبي العام لعب دوراً في الواقع لسد الفراغ السياسي ولايجوز ان تغيب عنا هذه النظرة وانا اعتقد اننا مؤمنون بها جميعاً فقد كان هناك فراغ سياسي حتى في الحوار من اجل الوحدة وكان هناك حزب واحد في عدن نتحاور معه كنظام وكان التكافؤ غير متيسر لذلك كان وجود المؤتمر الشعبي العام ضرورة خاصة انه ضم في اطاره كل التيارات الحزبية التي كانت تعمل في السر لتظهر من خلال المؤتمر الشعبي العام الذي شكل قاعدة تنظيمية استطاعت ان تتحاور مع الحزب الواحد في الجنوب بشيئ من التكافؤ وهذا مكن لجنة التنظيم السياسي الموحد من التوصل الى النتيجة الممتازة وهو خيار التعددية السياسية من بين ثلاثة خيارات هي اندماج المؤتمر مع الحزب الاشتراكي والخيار الثاني يبقى المؤتمر والحزب دون ان يكون هناك أي فصل آخر بحيث يبقى ماهو منضو تحت الاشتراكي وماهو منضوٍ تحت المؤتمر والثالث خيار التعددية السياسية فوجد ان الخيار الثالث لقد كان بامكان المؤتمر ان يثبت وجوده بعد الوحدة بشكل اقوى واعتقد انه لعب دوراً ايجابياً قبل الوحدة اكثر مما لعبه بعد الوحدة لانه بعد الوحدة فتح المجال لان يكون واسع الانتشار وهو ما اعتقد أنه كان على حساب الكيف.

استاذي انت عاصرت العديد من الحكام اليمنيين من مواقع المسئولية فما هو تقييمك لاداء كل من : الارياني – الشهيد ابراهيم الحمدي – سالم ربيع – علي ناصر – البيض – علي عبد الله صالح؟
 

لنبدأ بالمشير السلال حيث مثل صعوده كانت بداية لوضع الرئيس المناسب للمرحلة المناسبة وحتى النكتة اللطيفة من المشير السلال كانت تمتص الكثير من الاحتقانات وكذا مرونته في التعامل مع الجانب المصري وتعدد الرؤى في الداخل ايضا كان له مايبرره، فهو ادى واجبه رحمة الله عليه في ظرف مناسب واستمراره كان سيعني الضعف وربما مجيئ القاضي الارياني كان في الوقت المناسب لماذا؟ لانه كان لابد للموقف الوطني ان يتماسك برؤاه القبلية، برؤاه المشيخية برؤاه الوطنية، برؤى الشرائح الاخرى بحيث شكلت رديفاً للقوات المسلحة الناشئة لان الوجود المصري جعلنا نتكئ عليه على حساب بناء القوات المسلحة وحين جاء 5 نوفمبر لم يكن بالامكان ان نعتمد شيئ ضعيف كان لا بد ان يكون هناك تماسك قبلي وكانت ضرورة القاضي الارياني ملحة لأنه الشخص المناسب للتعامل مع هذا الواقع لان الدفاع عن الثورة يتطلب الى جانب الجيش وجود الجانب القبلي وهو مامثل صمام امان في تلك الظروف..و طبيعي مثل ما قلنا ان المتغير يفرض نفسه حيث لم يكن من مصلحة اليمن ان تستمر الاحوال كما هي عليه مع تطورالمستجدات في ذلك الوقت فجاءت حركة يوينو كاستجابة لهذه المتغيرات، صحيح ان حركة يونيو جاءت من جيب الواقع السابق لكن في واقعها الجديد شكلت تطوراً جديداً في الساحة اليمنية وكان ابراهيم الحمدي في مستوى المرحلة لاسباب عدة تتعلق بشخصيته كفقيه ثم كضابط عسكري ينتمي للجيش ثم كصاحب تجربة في المعترك السياسي فشكل صمام امان لفترة ربما من حسن حظنا انها جاءت بهذه الشخصية وعندما خرجنا من هذا التسلسل حدثت الاشكاليات في الساحة اليمنية وجاءت الأحداث مع فترة الغشمي التي لم يتم التقييم لها لانها فترة قصيرة وكثير من الامور استجدت في ذلك الوقت .

اغتيال الحمدي منعطف خطير في تاريخ اليمن السياسي
 

 لكن حادثة اغتيال الحمدي ماذا مثلت لليمن من وجهة نظرك؟
 

بالتأكيد اغتيال الرئيس الحمدي شكل خسارة كبيرة جدا وشكل منعطفاً خطيراً في اليمن ،لان الشهيد ابراهيم الحمدي كانت لديه رؤى جدا مستقبلية تتمثل في الكيفية التي من الممكن ان تبنى عليها مؤسسات الدولة، صحيح أنه ينتمي الى المؤسسة العسكرية لكنه في حقيقة الامر ينتمي كذلك الى ماحوله ، لاشك ان اغتيال الحمدي كان اغتيالاً مأساوياً وشكل ضعفاً خطيراً ولولا تدخل الاله لكانت اليمن وقعت في كارثة وفترة الحمدي كما ذكرت لكم كانت فترة لها رؤاها وابعادها المتعلقة بالبناء المؤسسي واتذكر ان لدي تجربة شخصية مع الشهيد ابراهيم الحمدي قبل حركة يونيو في ما يتعلق بالاتحاد اليمني ثم بعد ما أوقفت مسيرة الاتحاد اليمني ثم التفكير في الاصلاح المالي والاداري وكان لي جهدي المتواضع في انشاء واقتراح الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والذي تولى قضية الاصلاح المالي والاداري، ولكن الحمدي وجد كذلك بان الدخول في تجربة قد تؤدي الى الدخول في النظام المدني وهي تجربة الاصلاح المالي والاداري وبعد هذه التجربة وجدت لديه تصورات جديدة فيما يتعلق بالكيفية التي يمكن ان يكون عليها مستقبل اليمن في العمل السياسي والعمل التنظيمي ولكن شاءت الاقدار ان ينتهي ذاك العهد.. أوعتقد بأن عهد علي عبد الله صالح بهذا التراكم الكبير لفترة 33 سنة علينا ان لا تغيب عنا الموضوعية في تقييمها فجميعاً شاركنا فيها وفترة تنفيذ المؤتمر اعتقد انها اعطت اليمن فرصة بان يخوض هذه التجربة وهي تجربة لعبت دورها في ما يتعلق بالحوار مع اخواننا في عدن وادت دورها في استمرار الوحدة حتى وان كانت غير مرضية نوعاً ما. الفترة لعبت دورها في نجاح اليمن بحصولها على قرار دولي بان من حقنا ان تستمر ثورتنا وهو ظهور النفط ..ومجيئ نائب الرئيس الأمريكي بوش الى اليمن كان اعلاناً واضحاً بانه من حق اليمن أن تستخرج ثروتها هذا من مكاسب المرحلة، كنت اتمنى ان تصاحب هذه التطورات الايجابية تطورات في بناء الدولة وعدم التراجع في مصداقية التعامل مع الواجبات الانتخابية واعود من جديد أذكر ان التعديلات الدستورية لعبت دورها في التعامل مع الانتخابات بعد دورها السلبي والتعامل مع انتخابات المجالس المحلية الفترة شكلية ربما تندرج ضمن مرحلة حالة الضعف إلا اننا نستفيد من تجاربنا السابقة بان نعززمن ايجابيات الماضي ابتداء من 67م ومن 14 أكتوبر ومن المحطات كلها، كي نوظف الايجابيات ونتجنب السلبيات ونحاكمها، كذلك اذا كان بمقدورنا تجنب فعل ما لا يحمد عقباه خاصة ما يتعلق بالتداول السلمي للسلطة ، كان امام الوحدة اليمنية ايام الوحدة فرصة التداول السلمي للسلطة بأيسر السبل وبدون ان يكلفنا شيئاً ولكن بدون ان يتيسر هذا الفعل الثوري الوحدوي العظيم لم يتيسر له ان يتحقق وبالتالي وصلنا إلى ماوصلنا اليه الآن.

 بالنسبة للقاء المشترك مارأيك بهذا التكتل؟
 

اللقاء المشترك اعتقد أنه خطوة ايجابية وانا قلت لكثير من رجالات اللقاء المشترك بان اللقاء المشترك تجربة مثالية كونه تلتقي فيه افكار كانت متباينة أوكانت متصارعة في يوم من الايام بحيث تحولت الى مجموعة متعاونة واعتقد انها كانت ايجابية فيما اثبتته في انتخابات 2006م التي قدم المشترك نفسه فيها تقديماً راقياً وفرض واقعاً جميلاً واستمر في جهوده ولا استطيع ان اقيم التفاصيل لاني لست في اللقاء المشترك وكذلك لم يتيسر لي أن امارس دوراً واسعاً في المؤتمر الشعبي العام ربما أكون متابعاً من خارج هذا الاطار لكني اعتقد ان اللقاء المشترك تيسر له ان يعزز تماسكه في 2011م المحطة الاولى في 2006م استطاع ان يخلق من نفسه معارضة متماسكة ثم الخطوة الثانية في هذه المرحلة ، يتصور انه بعد الفترة الأخيرة لم يعد بذلك الوضع الذي كان يشكل تماسكا فيما بينه وبدأت النوافذ تتسرب من خلالها تباينات في وجهات النظر لكنني اتمنى ان يعزز اللقاء المشترك نفسه في طاولة الحوار الوطني، اذا استطاع في المؤتمر الوطني ان يعزز نفسه فسيكون علينا أن نضع كل من في اللقاء المشترك على رؤوسنا.

أداء الرئيس هادي في هذه المرحلة ما تقييمك له؟
 

مجيئ الرئيس هادي اعتقد انها نعمة وطنية وسأقول لك لماذا أولاً لأنه من الحزب الاشتراكي وله تجربة في الحزب الاشتراكي، وثانيا لأنه من المؤسسة العسكرية لا نستطيع ان ننتقل بسرعة الى الدولة المدنية وثالثاً لانه من المناطق الجنوبية وتحديدا من ابين وهي صاحبة التراب الذي انتج الزعماء والرؤساء ،ورابعاً لانه عاش فترة نيابية لاشك بأنه تمرس من خلال احوال اليمن وتعرف على كل ما يتصل باليمن شمالاً وجنوباً وفي تصرفاته ومواقفه اطمئنان لكل الاطراف المعنية واعتقد أن هذا الاطمئنان يشكل دعماً للرئيس هادي ودعماً لخطواته في انقاذ اليمن كرئيس دولة عنده كل المقومات وايادي العون لأن يؤسس ليمن مزدهر في ظل الوحدة وكما اعتقد فهو بعيد عن هوس التمسك بالسلطة ومدرك للتجارب السابقة واعتقد بان له فرصة مثالية جداً بان يشكل لليمن تطور مهماً جدا سيخلد استقراره واستقلاله وان يعطي للداخل و الخارج تطوراً كبيراً وعلينا ان نمد أيادينا للتعاون معه.. عليكم انتم في الاعلام وفي كل المؤسسات أن تمنحوه هذا العون لكي يخطو خطوات متقدمة خصوصاً فيما يتعلق ببناء الدولة ورؤاها بعيداً عن الشللية والاسرية والمناطقية واعتقد انه سيسهم بشكل قوي في أن يعطي لنفسه نموذجاً امثل.

 استاذ يحيى عرفناك وزيراً للاعلام والثقافة ووزيراً للخدمة المدنية ووزيراً لشئون دولة الوحدة ما الذي لايعرفه المجتمع اليمني والرأي العام عن الاستاذ يحيى؟
 

ربما اخطائي ما عرفوهاش.

13يونيو حركة رائدة

تقييمك لتجربة حركة 13 يونيو؟
 

حركة 13يونيو حركة رائدة وحركة ضمن منعطفات تاريخ اليمن واسهمت اسهاما كبيرا في انها اعطت جرعة جديدة في التعامل مع بناء الدولة من جهة كذلك بناء العلاقات مع الأشقاء في اطار المصلحة الوطنية وأنها خاضت معركة في تجنب تغلغل المتنفذين في جسد الدولة وان تتجنب مراكز القوى التي تتنافس على المصالح ومن ثم دخلت في معترك وفي تجربة من حق الباحث ان يتمعن فيها لانها اعطت جرعة قوية في مجال بناء الدولة واحترام الآخرين بمعنى انها لم تستنجد بإسالة الدماء تجاه أي طرف او مركز قوى بل استمرت في بناء الدولة لتقول لكل الأطراف الاخرى بانه لكل قوى اختصاصها ووظيفتها في الحياة.

هل لديك مذكرة في هذا أو عاكف على فعل ذلك؟
 

مالدينا قد افرغناه في احاديثنا في الصحف وهي مساهمة متواضوعة في العمل السياسي والوطني وقد وفقني الله بانني خضت في هذا المضمار ولكن ان كتابة المذكرات لابد ان وان تحقق غايات وخدمة ما ، بمعنى انه اذا كان لدي بعض التجارب او لدي بعض الرؤى فعلي ان اقوم لهذا، لكن ساحاول .. بعد احداث يناير عملت استبياناً للقادة السياسيين الذين خرجوا ولديهم افكار حول: لماذا لم تتم الوحدة في 69م وبامكاني ان اعود الى نتائج ذلك الاستبيان.

نظرتك الى اليمن في ما بعد الحوار الوطني؟
 

ربما كان على هذا التساؤل أن أعضاء المؤتمر الوطني لكي تعينوهم وتشعروهم بأن خطواتهم المتواصلة نحو مستقبل اليمن خطوات لايستهان بها لكني اعتقد انه لا خيار لليمن الا ان تكون نتائج هذاالمؤتمر نتائج تتصل بمعالجة كل الثغرات التي سببتها الظروف السابقة حتى ماقبل الوحدة وبعدها لماذا لا ننظر الى المشاكل التي ما قبل الوحدة يجب ان ننظر اليها لانها الخلفية التي صعد عليها انجاز الوحدة الوطنية اليمنية ونرى أنه اذا ماكان الخلل في الدستور أو في الناس ، أم في الانتخابات ،أن ننظر الى الخلل متعدد الصور وفي مجمل هذه التطورات وهو مايجب علة أعضاء مؤتمر الحوار فعله كي يصلوا إلى نتيجة تحقق لليمن آمالها وتطلعاتها.

شيئ لم نسأل عنه وتريد ان تقوله؟
 

أرجو لمؤتمر الحوار الوطني التوفيق وأن يثق تماماً بان كل ابناء اليمن ينتظرون نتائج تخدم اليمن ووحدته وتطوره ولدي ملاحظة بسيطة هي ان لا ينشغل بالاحوال اليومية.. فعليهم ان يهتموا بالمشاكل الكبيرة ان يخرجوا بنتائج ممتازة تتعلق بصياغة الدستور وكيفية بناء الدولة ..اخرجوا من قميصكم الذاتي، سواء كان تنظيمياً أوغيره وضعوا شيئاً لليمن..