Home Articles Orbits هادي بين التمديد والتأييد
هادي بين التمديد والتأييد
عمر الضبياني
عمر الضبياني

مثل يوم 20 من شهر فبراير نقطة فارقة في تاريخ الشعب اليمني بعد ان طوى صفحة سوداء من الحكم الاسري المقيت وفتح صفحة جديدة ليمن نشدناه جديدا, تتجسد فيه قيم المواطنة المتساوية والأمن والاستقرار واحترام سيادة القانون ولالتزام بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. وهي المبادئ التي قامت عليها الثورة الشبابية والتي كان في مقدمة اهدافها تغيير الواقع الاسود والخروج من عنق الزجاجة والنفق المظلم الذي اوصلنا اليه عمدا النظام السابق.

وبالقدر الذي كانت فيه احلامنا عريضة وامالنا كبيرة بنتائج ملموسة للثورة التي ضحى في سبيلها اليمنيون بأغلى ما يملكون وهل هناك اغلى من الروح يمكن تقديمها؟ بالقدر ذاته تسرب الاحباط والياس والقنوت الى قلوب الكثير من ابناء هذا الشعب المغلوب على امره بعد نحو عامين من الثورة التي لم تأتي ثمارها بعد ولا يبدو انها ستأتي في ظل النهج الراهن للنظام الجديد القديم.

الامر ذاته حدث مع الرئيس هادي الذي رأى فيه اليمنيين مخلصا لهم من كل ادران العهد القديم لكنه اجتر معه ذات الاليات والطقوس في الحكم الثوري الجديد. وبعيدا عن التعيينات التي جاءت وفق قاعدة القرابة والمنطقة فان الرجل لم يحرك ساكنا ازاء ما تتعرض له المنشآت الخدمية في البلاد من اعمال تخريب ممنهج يحاول القضاء على تبقى للبلد من بنية تحتية معدومة. ولم تسلم خطوط نقل الكهرباء وانابيب نقل النفط من الاعمال التخريبية المستمرة تباعا والتي باتت انباء يومية تتصدرها الصحف والمواقع الإخبارية وبصورة اعتيادية.

وعدا التوجيهات المستمرة بضرب المخربين بيد من حديد لم نرى شيئا عمليا على الارض يوقف المخربين عند حدهم ويطبق القانون على القتلة والمجرمين الذين يجوبون صنعاء بأسلحة متنوعة وسط انفلات امني مخيف.

ترحيل المشكلات وتعقيدها لا يمكن ان تكون بوابة هادي للتمديد لفترة رئاسية ثانية فالرجل بإمكانه البقاء في كرسي الرئاسة لأربع سنوات تعقب الفترة الانتقالية وبانتخابات شرعية ان احسن ادارة البلد وكسب دعم وتأييد اليمنيين الذي ابدوه حين اختير كرجل المرحلة، ودون ذلك فلن يقبل الشعب بالتمديد وان مات جوعا او خرج مجددا الى ساحات وميادين الثورة.

هادي ليس بالرجل الضعيف واسلوبه في نزع اضافر ومخالب الرئيس المخلوع وابعاد اقربائه عن المؤسسات العسكرية والمدنية دليل قوي على ذلك. وبالتالي فهو قادر على وقف المخربين عند حدودهم والزج بهم في غياهب السجون وجعلهم عبرة لمن لا يعتبر وهو بحاجة لإجراءات قوية ورادعة تفرض هيبته على من لا يزالون ينظرون اليه بالرجل الضعيف والهادئ جدا. اولويات هادي والحكومة حماية ابراج الكهرباء وابار النفط وتوفير حياة معيشية كريمة لا بناء الشعب والا ما جدوى الثورة ان لم يحدث النظام الجديد تغيرات نحو الافضل يلمسها كل يمني في الوطن.