Home Articles Orbits أدباء أبو ريالين
أدباء أبو ريالين
أحمد شوقي أحمد
أحمد شوقي أحمد

   ما فعلهُ عبد الله أمير – وكيل محافظة تعز – في مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز من محاولة لفرض انتخابه بالتزكية عنوَةً على الأعضاء والإساءة في حق أعضاء الهيئة الإشرافية والاتحاد وأعضاءه الموجودين في القاعة كان كافياً لإدخاله النار، ولم ينقصنا سوى تقديم استفتاء لأقرب جامع حتى تصدر فتوى بدخوله النار رأساً من غير حساب.
لكن يسرني إخبار أصدقائي القراء بأنهُ وفي النسخة الثانية من المؤتمر الانتخابي بعد "فركشة" الانتخابات في النسخة الأولى، وبعد توقعاتٍ فلكية بعدم ترشح الشيخ عبد الله أمير لعضوية الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب – فرع تعز، فإن الشيخ عبد الله أمير قد خالف كل التوقعات بأن هناك "خجلاً رسمياً" مما فعلهُ في الجلسة الأولى من المؤتمر، ومِن كون "كرته قد احترق" عند "أصحابه" من أعضاء الاتحاد، ورشَّح نفسه لعضوية الهيئة الإدارية واكتسح.
أخلاق بعض منافسيه منعت القول بالتزوير، لأنها الحقيقة، فعبد الله أمير لم يزوِّر قناعات الناخبين، وإنما ضمائر بعض الناخبين كانت مزوَّرة وجاهزة للمفاصلة في المبادئ مقابل بدلات مالية، لقد قال أحد الزملاء قبل ليلة الانتخابات وحيثُ كنا حتى الواحدة فجر الخميس "يوم الحسم" نتوقع بألا يجرؤ الشيخ عبد الله أمير على ترشيح نفسه بعد ما حدث في الجلسة الأولى، قال صديقنا "عبد الله أمير سيعود وسيفوز، لقد رأيتهم بنفسي وهم يأتون توالياً لتقديم الولاء والطاعة لهُ"، وهؤلاءِ هم الذين كانوا يكيلون الانتقادات والشجب من أسلوب عبد الله أمير، لكن الغريب أن المذكور حاز على أغلب الأصوات، ولو سألتهم كيف حصلَ ذلك فسيقسمونَ جميعاً بأنهم لم ينتخبوه، ولم يكن لهم يدٌ في ذلك..!
لقد رأينا حلفائنا وأصدقائنا وهم يعملون بروح المخاتل لا المُقاتل، ورأينا الأصوات تروحُ في انتخابِ الفشل مرةً الثانية، في انتخابِ الفساد مرةً ثانية، في انتخاب الإحباط وكسر الهمم وتحطيم المجاديف مرةً ثانية، رأينا زملائنا وأصدقائنا من أصحاب الأسبقية في عضوية الاتحاد وهم يبيعون العيش والملح ولحظات القسمَ المبدئي بالحق النضالي.. رأينا أنفسنا نباعُ في سوقِ الرقيق بدونِ تقديرٍ لمستقبل الأدب والثقافة في هذهِ المدينة، هذا المستقبلُ المطعون بشلةِ الانتهازية وأدباء أبو ريالين.
أذكرُ في العام 2005 وبينما كنا في مقيلٍ بمنزلِ الأستاذ ياسين الزكري بصنعاء، كنتُ في نقاشٍ حاد مع الأستاذ أحمد ناجي أحمد الأمين العام المُساعد لاتحاد الأدباء "صديقُ الشباب" و"الحليف الاستراتيجي لعبد الله أمير..!" عن أولئك الشباب الذين يعملون في الاتحاد منذُ سنوات فجعلوهُ جذوَةً للعمل والإنجاز، وبخِل عليهم الاتحاد باعتماد عضويتهم فيه، ساعتها وبعد أن ملّ مني الأستاذ أحمد سألني عن ملفي وأخبرني بأنهُ سيتعاون مع اللجنة المكلفة بقبول العضوية لقبول عضويتي، أخبرته بأنني لم أقدم ملفاً وأنني أنافح عن أصدقائي وزملائي فقط" وحين سألني لماذا؟ أخبرتهُ بأنني "لا أشعرُ أن شرفاً سيضاف لي إن تقدمتُ لعضوية الاتحاد، فالاتحاد لم يعُد فيهِ ما يشرف سوى سمعة المؤسسين وحسب"، فإذا كان الأمر هكذا وقتها فماذا يمكن لأيِّ أديب أن يقولُه اليوم بعد فضيحة انتخابات أدباء تعز..! لقد كان العجَب في هذا المؤتمر عجيباً.. عجبٌ عجيب..!
لكن هذا العجَب لن ينتهي هنا، فبعد التقرير الذي رفعته اللجنة الإشرافية والذي أوصى بالتحقيق مع عبد الله أمير وتجميد عضويته من الاتحاد بسبب تصرفاته، ، وبعد تجاهل عبد الله أمير لطلب التحقيق معهُ، حدَث أن قامَ آباؤنا الكبار أصحاب المُثل والقيَم من الأمانة العامة، "وربما ليسَ مُبهجاً ذكر رئيس الاتحاد الدكتور الوقور عبد الله البار وصديق الشباب..! أحمد ناجي هنا" بالتواطؤ وتهدئة الأمور والعمل على دفن القضية بشتى الطُرق، ولم يرمش لهم جِفن عن الشعور الذي قد يتولد عند من شاهدوا عبد الله أمير وهو يهدد بأخذ رئاسة الاتحاد بالقوة، فهم سيمنحون أصواتهم بضميرٍ مستكين..!
بقيَ أن أسجل احتراماً خاصاً لموقف الأستاذ محمد ناجي أحمد وهو شقيق الحليف الاستراتيجي لعبد الله أمير "أحمد ناجي أحمد" ولا يُتهم بصداقته للشباب، فبعد أن حاول أمير فرضَ نفسه على الجميع، رفض محمد ناجي أحمد "وهو الذي لا يحظى بعلاقاتٍ واسعة مقارنةً بأخيه" لكنّ احتفظَ بموقفٍ يخصهُ في هذا ورفض أن يمالئ على ما فعلهُ عبد الله أمير.. ففقد بعدها القرار الذي حصلَ عليهِ سابقاً "بإعفاءهُ من التدريس والتفرغ للأدب" لأنهُ وقف ضدّ الشيخ أمير، وقلقي يزداد مما قد يحدث للأستاذ محمد ناجي لاحقاً بسبب موقفهِ هذا.
إجمالاً: لم يكتفِ الأدباء في تعز بما حدث من إهدار لأموال فرع الاتحاد، لم يكفهم تهديد بعض زملائهم بـ "الأمن السياسي" ولم يكفهم الطرد والإقصاء وتدمير نشاط الاتحاد في تعز، لم يكفِهم ما حدَث للأدب من تهميشٍ في هذا البلد، ولم يكتفوا بانخفاض مكانتهم وتصاغرها، حتى أضافوا لها فعلاً دافعاً نحو الأسوأ.. فإن كان الاتحاد في فترةٍ ما غير جالبٍ للشرف سوى سمعة مؤسسيه ورجاله الأوائل، فإن الأدب عموماً لم يعد جالباً للشرف سوى بأصحاب المواقف النزيهة الذينَ يستحقونَ الاحترام.
نداء: إلى زملائي وأصدقائي وأخوتي مندوبي المؤتمر العام العاشر لانتخاب المجلس التنفيذي والأمانة العامة للاتحاد، لا تدعوا من تآمروا على هذا الاتحاد و"كولسوا" خلال السنين الماضية أن يصعدوا إلى السدَّة مرةً أخرى، يكفينا ما حدث.. هذا لمن كانَ لهُ قلْب.

[email protected]