Home Articles Orbits التشرد مطلب سياسي يمني
التشرد مطلب سياسي يمني
مروان الحمودي
مروان الحمودي


في الوقت الذي تتباهى في الدول بامتلاكها للكادر المؤهل والمدرب في جميع المجالات تسعى الحكومة اليمنية لاستعطاف دول الخليج بالموافقة على تشريد الكوادر اليمنية المدربة في شوارع دول الخليج هروباً من النتائج السلبية المترتبة على بقاء هؤلاء الشباب في دكة العاطلين عن العمل بسبب عدم قدرت النظام على إيجاد فرص عمل كافية لهم وملبية لمتطلباتهم المعيشية فيالها من كارثة عندما يصبح تشريد أبناء الوطن بند مطروح على طاولة الحوار بين الحكومة اليمنية وأشقائها في دول الخليج
لقد أمضى هذا النظام أكثر من ثلاثين عاماً متشبثاً بكرسي الحكم دون أن يستطيع معالجة مكامن الخلل الذي أدى إلى تدهور الوضع في جميع المجالات مما دفعة لسلوك هذا الطريق الشائك والمغلف بالذل من خلال تقديم كل التنازلات لدول الجوار لاستيعاب العمالة اليمنية المدربة في سوق العمل الخليجي في الوقت الذي يستطيع فيه الاستفادة من القروض والهبات التي تمنح له من دول العالم أجمع بفتح مصانع إنتاج تعزز اقتصاد البلد وتستوعب الكثير من الكوادر المدربة الذين يسعى لتشريدهم بحواراته مع الأشقاء في دول الجوار
مازال الكثير من اليمنيين معلقين أمالهم بالعودة للعمل في الأسواق الخليجية معتقدين بأن هذا هو المخرج الوحيد من جحيم الأوضاع في اليمن متناسيين بأن الأجور في الأسواق الخليجية لم تعد تستحق كل هذا الاهتمام بسبب دخول بعض الجاليات الأجنبية التي لعبت دوراً كبيراً في تدني الأجور من خلال قبولهم بأي راتب مما دفع أصحاب المؤسسات والشركات والمحلات التجارية بالاتجاه نحو استيعاب تلك العمالة التي تقبل ب 600 ريال سعودي كراتب شهري مثل الهنود والبنجاله والباكستانيين وعمالة دول شرق أسيا مثل السنغال والنيجر وغير ذلك من الدول الأخرى وهذا الشيء أثر سلباً على العامل اليمني الذي كان يتقاضى في السابق قبل أزمة الخليج مالا يقل عن ثلاثة ألف ريال سعودي أما الآن فقد اختلفت الأمور وتغيرت الأوضاع ولن يحصل على ما كان يحصل عليه في السابق وأضافت بعض دول الخليج الكثير من القوانين والأعباء مثل التأمين الطبي ورسوم الإقامة السنوية وحصة الكفيل والكثير من الإتاوات الأخرى التي تضيف إلى تدني الأجور الكثير من العوائق الأخرى التي تجعل العامل اليمني يعمل كثيرا ولا يحصل إلا على القليل من المال ولو بذل ذلك الجهد في بلدة فقد يحصل على أكثر من ما سيحصل عليه في الغربة إلا أن الكثير من اليمنيين مازالوا يعيشون على الظلال القديم متوهمين بأن العمل في السوق الخليجية فيه الكثير من الحلول لمشاكلهم الاقتصادية متناسيين كل هذه الأمور والعوائق
هذا الجنون الرسمي من قبل النظام جعله يخسر كل الرصيد السياسي والتاريخي لليمن ولم يحصل إلا على بعض الوعود ليس هناك أي أمل بإخراجها إلى ارض الواقع ولو أخرجت سيكتشف النظام اليمني بأنه جرى بعد سراب وتنازل عن ما هو أغلى من تلك الغنيمة وعلى ما يبدوا أن دول مجلس التعاون لدول الخليج باتت تلعب مع النظام اليمني في الوقت الحاضر لعبة العصا والجزرة فإلى متى ستظل هذه الأحلام عالقة في ذهن نظامنا وقد بانت كل الحقائق على الأفق من خلال الكثير من المواقف المكشوفة لدول مجلس التعاون الخليجي.
كما لا ننسى الاتهام الرسمي الذي وجهه النظام اليمني للنظام القطري بدعمه وتشجيعه للتمرد في شمال اليمن وهذا أيضاً عائق أخر أمام انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي فبهذا الاتهام خسرنا أحدى دول الخليج وربما أكثرها تأثيرا بعد السعودية إضافة للموقف السابق للنظام اليمني من اجتياح العراق للكويت الذي خسرنا من خلاله الكويت نظاماً وشعباً ورغم كل هذا مازال نظامنا يتوهم بأنه سينظم إلى مجلس التعاون الخليجي متناسياً أيضاً الصرع التاريخي بين بعض الأنظمة اليمنية السابقة ونظام أل سعود التي مازالت أثارها قائمة حتى يومنا هذا فهل يدرك النظام اليمني هذا العوائق المرصوصة أمام أحلامه بالإنظمام إلى دول مجلس التعاون ويكف عن تلك المحاولات لتشريد أبناء بلدة في شوارع الخليج دون ثمن يستحق كل هذا الكفاح الغير مثمر.