Home Articles Orbits تحية لروح ناصر
تحية لروح ناصر
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر

ميلاده حلو، وسيبقى المتفرد بكل المقاييس.. ناصر الذي ليس صنماً على الإطلاق، لأنه ناصر الذي له أخطاؤه أيضاً.

عيده حلو، وسيبقى المتفرد بكل المقاييس.

ناصر كتجربة ثورة ومقاومة ليس لنا سوى أن نزهو بها، رغم كل الخيبات والانكسارات ، وكونه أولاً وأخيراً ناصر المشروع والظاهرة في لحظة تاريخية فارقة حاولت بشجاعة استثنائية ومثالية غالباً- كما بغباء مغامر أو بتسرع سوء التقدير أحياناً- خوض المواجهة الرائعة مع رأس المال الإقطاعي المسيطر على الحكم وأدوات الإنتاج والقاهر تماماً لكرامة الشعب، إضافة إلى تجسيد روح الرفض الموضوعي لكل تحالفات الرجعية والطبقية والاستعمار.

حلمه جميل عموماً، وسيبقى المتفرد بكل المقاييس.. ناصر الذي نتذكره في يوم مولده كل 15 يناير وهو المثال المتجدد الخصب.. ناصر الدرس والقيمة الجديرة بالاحترام مهما كان الاختلاف معه في عديد رؤى أو مواقف، ناصر الذي يجب أن يستحثنا على المراجعات الواعية كما نقد الذات والإقرار بالأخطاء وتجاوز اليأس ومراكمة الأمل، أو هكذا ينبغي.

2

طبعاً يكفي عبد الناصر على سبيل التذكير تأميم القناة أو الاصلاح الزراعي كمهام جبارة، ما بالكم بالمهام الأخرى التي حاولها أو أنجزها على صعيد إدارة الدولة والمجتمع والعلاقات مع المحيط والعالم، بينما هي اليوم بمثابة مهام إعجازية للأسف!.

3

لعل من أجمل مقولات ناصر التي ضاعت في زحام الضجيج أنه «لايمكن أن يتطور المجتمع ما لم تكن الأقليات فيه سعيدة».. وعلى ضوء الرؤية ذات الدلالات الهامة التي تحملها المقولة أقول إن الجماعات الدينية جميعها في اليمن حتى التي تكره بعضها كانت-ومازالت- لاتتفق سوى على كراهية أقليات اليهود والبهرة والاسماعيلية والمتصوفة والعلمانيين ... إلخ ثم لأسباب تفكيك المجتمع الى طبقات طوال قرون يحدث أن المجتمع يستمر في ممارسة أمراضه العنصرية اللامبررة تجاه المولدين مثلاً أو تجاه ما يسمى بمزاينة... إلخ.. بالتالي علينا ألا ننسى التطور لهذا المرض لتتكثف الحالة في شمال وجنوب اليمن بشكل مؤسف يفاقم من أمراض الجميع التي يتغافلون عنها.. أمراض الغلبة أساساً!.

على أنها المسألة المتجذرة والعميقة حد التعقيد.. أي أنها ليست بهذه السطحية لنوصم بها خصومنا الفكريين فقط، وكأننا طاهرين ولانمارسها أيضاً بوعي أو بدون وعي!.

  

[email protected]

عن الجمهورية