Home Articles Orbits الحزب الحاكم والحروب المفتعلة
الحزب الحاكم والحروب المفتعلة
محمد شمسان
محمد شمسان

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬مشاكل‭ ‬اليمن‭ ‬وأزماتها‭ ‬وأكثر‭ ‬منها‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬يخوضها‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم،‭ ‬والتي‭ ‬تكاد‭ ‬تفتك‭ ‬باليمن‭ ‬وتذهب‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الرجوع‭ ‬منه‭ ‬أمراً‭ ‬يسيراً‮.‬
الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تحاصر‭ ‬اليمن‭ ‬اليوم،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬بعضها‭ ‬بالفساد‭ ‬والإفساد،‭ ‬وغياب‭ ‬الأمن‭ ‬وضياع‭ ‬العدالة،‭ ‬وانهيار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتردي‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وسوء‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بجميع‭ ‬مستوياتها‭ ‬وأقسامها،‭ ‬والفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬والجرع‭ ‬المعلنة‭ ‬وغير‭ ‬المعلنة،‭ ‬وانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والنهب‭ ‬والسلب‭ ‬والسطو‭ ‬والفيد‭ ‬وسياسة‭ ‬الإقصاء‭ ‬والتهميش،‭ ‬وغياب‭ ‬المواطنة‭ ‬المتساوية‭ ‬وتفكك‭ ‬المجتمع‭ ‬وانتشار‭ ‬ثقافة‭ ‬الكراهية‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬والتضييق‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬وتهميش‭ ‬الرأي‭ ‬الآخر،‭ ‬وتقليص‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬فاشلة‭ ‬للحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ (‬المؤتمرالشعبي‭ ‬العام‭) ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬غيه‭ ‬وعناده،‭ ‬ويرفض‭ ‬الاستجابة‭ ‬لصوت‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ ‬والأمر‭ ‬الرشيد‮.‬

حروب‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬من‭ ‬المستفيد؟‭!‬

منذ‭ ‬العام‭ ‬94م‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬والموتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬يخوض‭ ‬حروباً‭ ‬متعددة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬عسكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬مادية‭ ‬ومعنوية‮.‬‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وكلما‭ ‬أطفئت‭ ‬نار‭ ‬الحرب‭ ‬أوقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬نار‭ ‬حرب‭ ‬أخرى،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الوطن‭ ‬وخيراته‭ ‬وأبنائه‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬قوة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حرب‭ ‬يقول‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬وقياداته‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يستفيد‭ ‬الوطن‭ ‬ولا‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬قياداته‭ ‬للبلد‭ ‬طوال‭ ‬الثلاثة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‮.‬‭ ‬وهل‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬الوطن‭ ‬أو‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬أدمن‭ ‬الحروب‭ ‬وتفنن‭ ‬بصناعة‭ ‬الازمات‭ ‬وأهلك‭ ‬الحرث‭ ‬والنسل‭ ‬بسبب‭ ‬إدارته‭ ‬للبلاد‭ ‬وتدميره‭ ‬للاقتصاد‭ ‬والتعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والعدالة،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تدمير‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬اليمن‭ ‬تتحصن‭ ‬بها‭ ‬وتتميز‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الأرض‭ ‬وشعوبها؟‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬الحاكم‭ ‬جاداً‭ ‬فيما‭ ‬يقول‭ ‬فأين‭ ‬المصلحة‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬صيف‭ ‬94م،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬صعدة‭ ‬انتهت‭ ‬بصلح‭ ‬واتفاق‭ ‬بين‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬وجماعة‭ ‬الحوثي؟‭ ‬أين‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحروب؟‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬انتجته‭ ‬وتسببت‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب؟
لقد‭ ‬تسببت‭ ‬حرب‭ ‬94م‭ ‬بمقتل‭ ‬آلاف‭ ‬الجنود‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وآلاف‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬تسريح‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الجيش‭ ‬والمئات‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬والضباط‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬محسوبين‭ ‬على‭ ‬جيش‭ ‬جمهورية‭ ‬اليمن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬سابقاً،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يحكمها‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬اليمني‭ ‬الشريك‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقصاء‭ ‬قياداته‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬والمناصب‭ ‬القيادية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬حصته‭ ‬بحسب‭ ‬اتفاقية‭ ‬الوحدة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تصفية‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬اغتيال،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬نهب‭ ‬وسلب‭ ‬وسطو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نافذين‭ ‬وقيادات‭ ‬بالحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬تمت‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وحقوق‭ ‬وأملاك‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‮.‬
هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬مارسها‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬94‭ ‬وبعدها‭ ‬أفرزت‭ ‬الى‭ ‬الواقع‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬وحروب‭ ‬صعدة‭ ‬الستة‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬وإعاقات‭ ‬مستمرة‭ ‬وخراب‭ ‬للأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬وممتلكات‭ ‬المواطنين‭ ‬ودمار‭ ‬للقرى‭ ‬والمدن‭ ‬والمباني‭ ‬الحكومية‭ ‬ومساكن‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬القتال‭ ‬وقد‭ ‬يفرز‭ ‬هذا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬بل‭ ‬الأشهر‭ ‬القادمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬المعقدة‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬توسع‭ ‬دائرة‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭ ‬وانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬وظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬واحتراف‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الاحيان‮.‬
فأين‭ ‬تكمن‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬في‭ ‬هذا؟

‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬السلمي

بدأ‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعب‭ ‬العام‭ ‬يشن‭ ‬حرباً‭ ‬هوجاء‭ ‬ضد‭ ‬جموع‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬من‭ ‬اصحاب‭ ‬الحقوق‭ ‬والمطالب‭ ‬والمظالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفضه‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬تلك‭ ‬الحقوق‭ ‬والمطالب،‭ ‬وإمعانه‭ ‬في‭ ‬تهميش‭ ‬أصحابها‭ ‬وإقصائهم‭ ‬وممارسة‭ ‬أساليب‭ ‬القمع‭ ‬والبطش‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يخرج‭ ‬مطالباً‭ ‬بحقوقه‭ ‬أو‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬مظالمه‭ ‬أوباحثاًِ‭ ‬عن‭ ‬حريته‭ ‬وكرامته،‭ ‬التي‭ ‬سلبها‭ ‬حزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‮.‬
‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬القمعية‭ ‬بحسب‭ ‬دراسات‭ ‬وتقارير‭ ‬لمنظمات‭ ‬محلية‭ ‬ودولية‭ ‬اسهمت‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬ثقافة‭ ‬الكراهية‭ ‬وأدت‭ ‬الى‭ ‬تفكك‭ ‬المجتمع‭ ‬وتمزقه‭ ‬وفقدان‭ ‬الناس‭ ‬لثقتهم‭ ‬وإيمانهم‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أفرغها‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭ ‬ومفهومها‭ ‬الحقيقي‭ ‬وانحرف‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬مسارها‭ ‬الطبيعي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انحرف‭ ‬في‭ ‬قيادته‭ ‬للبلاد‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الثورة‭ ‬اليمنية‭ ‬وأهدافها‮.‬
وهاهو‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬يبرر‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية‭ ‬والحراك‭ ‬السلمي‭ ‬فيها‭ ‬بدفاعه‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬والوطن‮.‬

‭‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬اللقاء‭ ‬المشترك
بعد‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬صعدة،‭ ‬والتي‭ ‬يجهل‭ ‬الجميع‭ ‬أسبابها‭ ‬ونتائجها‭ ‬وأسباب‭ ‬توقفها‭ ‬بدأ‭ ‬حزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬معركته‭ ‬الجديدة‭ ‬مع‭ ‬أحزاب‭ ‬اللقاء‭ ‬المشترك،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬خطاب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬هاجم‭ ‬فيه‭ ‬أحزاب‭ ‬المشترك‭ ‬وقياداته،‭ ‬وأعلن‭ ‬عن‭ ‬إقفاله‭ ‬باب‭ ‬الحوار‭ ‬معهم‭ ‬وجد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬وقياداته‭ ‬مدخلاً‭ ‬للحرب‭ ‬ضد‭ ‬أحزاب‭ ‬اللقاء‭ ‬المشترك،‭ ‬وأخذت‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬الرسمية‭ ‬والحزبية،‭ ‬التي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليها‭ ‬المؤتمر‭ ‬تدق‭ ‬طبول‭ ‬الحرب‭ ‬وتعد‭ ‬العدة‭ ‬وتحشد‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬والمؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة،‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬معها‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬اتفاق‭ ‬حوار‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2009م‭ ‬أقر‭ ‬بموجبه‭ ‬بمبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الحياة‭ ‬السيايسة‭ ‬داخل‭ ‬البلد‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬اليمن‮.‬
‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬أراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬اللقاء‭ ‬المشترك‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق،‭ ‬الذي‭ ‬يلزمه‭ ‬بضرورة‭ ‬الجلوس‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬أطراف‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬كما‭ ‬يلزمه‭ ‬بضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬سياسية‭ ‬ودستورية‭ ‬وانتخابية‭ ‬لضمان‭ ‬نزاهة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يريده‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬بحسب‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬قد‭ ‬يفقده‭ ‬التفرد‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يفقده‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬والاستحواذ‭ ‬على‭ ‬موارد‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‮.‬
‭ ‬

‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الشعب
يزعم‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬حروبه‭ ‬ومعاركه‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشعب‭ ‬والوطن،‭ ‬وهنا‭ ‬نترك‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬يقرر‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المؤتمر‭ ‬صادقاً‭ ‬فيما‭ ‬يقول‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬بلغ‭ ‬حداً‭ ‬افقده‭ ‬القدرة‭ ‬والاحساس‭ ‬والشعور‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والأخلاقية؟

‭‬حرب‭ ‬الجرع
‭ ‬عمد‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬إصلاحات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬فرفع‭ ‬الدعم‭ ‬عن‭ ‬المشتقات‭ ‬النفطية‭ ‬وعن‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعيشة‭ ‬المواطنين،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬سيعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وعلى‭ ‬المواطن،‭ ‬وقد‭ ‬بلغت‭ ‬الجرع،‭ ‬التي‭ ‬أنزلها‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬فوق‭ ‬رؤوس‭ ‬المواطنين‭ ‬ست‭ ‬جرع‭ ‬ذاق‭ ‬المواطن‭ ‬معها‭ ‬مرارات‭ ‬العيش‭ ‬وتكدر‭ ‬الحياة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬شيء‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يروج‭ ‬له‭ ‬عباقرة‭ ‬المؤتمر‭ ‬وخبرائه‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬للمواطنين‮.‬

‭‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الصحفيين‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية

‭ ‬محاكمات‭ ‬وإغلاق‭ ‬صحف،‭ ‬حبس‭ ‬واختطاف،‭ ‬ضرب‭ ‬واعتداءات‭ ‬متكررة‭ ‬ضد‭ ‬الصحفيين،‭ ‬اقتحام‭ ‬مكاتب،‭ ‬ومصادرة‭ ‬أجهزة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬والحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يؤمن‭ ‬بحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‮.‬‭ ‬فكيف‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬إذا‭ ‬كفر‭ ‬المؤتمر‭ ‬بذلك؟‭ ‬إن‭ ‬المؤتمر‭ ‬وهو‭ ‬يمارس‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحفيين‭ ‬إنما‭ ‬يحاول‭ ‬تكميم‭ ‬الأفواه‭ ‬التي‭ ‬تفضحه‭ ‬وتكشف‭ ‬عن‭ ‬سواءاته‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‮.‬
وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحروب،‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬ضد‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬‮«‬الباعة‭ ‬المتجولين،‭ ‬أصحاب‭ ‬البسطات،‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬الصغيرة،‭ ‬أصحاب‭ ‬الدراجات‭ ‬النارية،‭ ‬أصحاب‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي،‭ ‬أصحاب‭ ‬الورش‭ ‬والحرف‭ ‬اليدوية،‭ ‬أصحاب‭ ‬التكسيات،‭ ‬أصحاب‭ ‬الباصات،‭ ‬والطبقة‭ ‬المهمشة،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬فئات‭ ‬الشعب،‭ ‬كما‭ ‬يخوض‭ ‬حرباً‭ ‬ضروساً‭ ‬ضد‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬المعلمين،‭ ‬الأطباء‭ ‬والصيادلة،‭ ‬والأدباء‭ ‬والمثقفين،‭ ‬القضاء‭ ‬وأعضاء‭ ‬النيابة،‭ ‬المحامين‭ ‬والمهندسين،‭ ‬وأبناء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬والأمن،‭ ‬والموظفين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬المدنية‮.‬‭ ‬ وأخيراً‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الى‭ ‬متى‭ ‬ستستمر‭ ‬حروب‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬المفتعلة؟
الله‭ ‬أعلم‮.‬