Home Articles Orbits ما زال البديل محجوب
ما زال البديل محجوب
خليفة المفلحي
خليفة المفلحي

لا شك أن الثورة التكنولوجية وبالاخص المعلوماتية والاتصالات قد فتحت آفاقاً جديدة وواسعة أدت إلى خلق وسائط إعلامية جديدة فيما يمكن تسميته بالقفزة النوعية والعددية في وسائل الإعلام المختلفة مما يستوجب ضرورة التعامل مع هذه المستحدثات بشكل مختلف عما في السابق.
والتعامل يجب ألا يفهمه البعض على أنه كيفية التعامل مع الرأي الآخر بالإقصاء والمنع والتنكيل وتصويره على أنه عدو يجب تلافي شره.
المسألة بسيطة وتحتاج إلى قليل من الفهم والتعامل مع هذه المستجدات بأكثر الوسائل رقياً وحضارة، فبما أن هذه التكنولوجيا متاحة للجميع، إذن فباستطاعة الجميع استخدامها.
فهناك ما يعرف بالإعلام الحكومي وبالمقابل هناك الإعلام المعارض.. إذن فمن أكثر الأساليب رقياً هي إتاحة الفرصة للجميع وأن يكون هناك نوع من العدالة والمساواة وأن يقدم كلٌّ ما لديه ومقارعة الحجة بالحجة على الأقل حتى لا يُتهم أحد الطرفين بالإفلاس عندما يصادر رأي الطرف الآخر بينما يكون الأمر مشاعاَ له لنشر ما يريد وجعل العملية تتجه في مسار واحد من أجل خلق رأي عام موجه.
في اليمن ورغم الفارق الكبير جداً الذي لا يخضع للمقارنة في الإمكانيات المسخرة بين الإعلام الحكومي والمعارض والذي يعطي أفضلية دائماً للإعلام الحكومي إلا أنه لازال التقييد على وسائل الإعلام الأخرى سارياً دون الخضوع لأية معايير أو ضوابط تنظم عملية التقييد هذه، يجب أن تتفهم السلطات حاجة الفرد إلى كل مصادر الخبر والرأي فلا يمكن القبول بحظر موقع أو صحيفة والقيام بإجراءات تعسفية ضد أي منبر إعلامي في ظل نظام ديمقراطي يكفل حرية الرأي بالتوازي مع الثورة المعلوماتية.
ولا يمكن القبول بأي حديث عن الإعلام الحر والنزيه بينما تقوم السلطات بسد أفق الحرية وحجب الأصوات عن الوصول إلى أبعد مدى يمكنها الوصول إليه.
وإذا كان موقع البديل له رسالة إعلامية وطنية صادقة ملتزمة بالثوابت المتعارف عليها وليس ما يريد الآخرون أن يفرضوها كثوابت بديلة ... فليس هناك ما يبرر استمرارية الحجب عن هذا الموقع ومنع وصوله إلى القرّاء في اليمن بدون سبب واضح.ليس جريمة أن يكون البديل مرآة للحقيقة وانعكاس للواقع المعاش أو أن يكون منبراً لصوت الشعب حتى يعاقب على تلمسه لمعاناته وهمومه، أم أنه يجب أن يتحول إلى موقع ممسوخ وسخراً بأيدي أصحاب القرار ويتم برمجته بعبارات ومعلومات محددة يعاد إعادة إنتاجها بين الفينة والأخرى والنتيجة هي إخراج الحقيقة مشوهة مليئة بالتلفيقات.
عندما يتم الحديث عن هامش حرية فيفترض أن يكون الكلام والتطبيق متلازمان ، أما الكلام فهو ببلاش ولكن الانتقال إلى التطبيق العملي وإفراد مساحة حرية للصوت الآخر هو مقياس حرية الكلمة الحقيقي والتزام الجانب الحكومي بتوفير هذا الحق، والجميع يعلم بأنه حق وليس منّة توهب وتسلب بقرارات فردية.
 فهل آن الأوان لهذا الموقع أن يمارس حقه البسيط في الظهور للقارئ اليمني مع تكرار ما قلناه سابقاً بالتزامه بالثوابت الوطنية وأن يعمل في وضع طبيعي وآمن وفي جو خالٍ من القيود بعيداً عن التسلط واستخدام السطوة والنفوذ بشكل أحادي.
نعود ونقول: أن سياسة الإقصاء والانتقائية التي تمارسها وزارة الإعلام بالتعاون مع وزارة الاتصالات هي سياسة خاطئة لا تخدم الموضوعية بأي شكل من الأشكال بقدر ما تعبر عن نزعة استبدادية وتفرد في القرارات وبحاجة إلى أكثر من إعادة نظر.
 أطلقوا البديل من أجل البديل والكلمة الصادقة والمعبرة لتصوير (( الواقع كما نراه لا كما نريده)).
أطلقوا البديل من أجل القارئ الفرد حتى يمارس حقه الطبيعي في الحصول على المعلومة والرأي.
أطلقوا البديل من أجل بناء الثقة المتبادلة بين السلطات والشعب والإعلام المستقل ومنظمات المجتمع اليمني التي تراقب الأداء وتقيمه وتصدر تقاريرها بهذا الشأن والتخلص من الصورة السلبية التي ترسخت حول وزارة الإعلام وأجهزتها.
  [email protected]