على مدى تاريخها الحديث خاضت سوريا العروبة ثورتين .. الثورة الاولى فرضتها الموقع الجغرافي للدولة كخط الدفاع الاول عن الامة، فيما كانت الثورة الاخرى في التنمية الشاملة.
ثورة حقيقة تجسدت في البنية التحتية للدولة والتطور العلمي والصناعي ومجانية التعليم والصحة والمحافظة على الامن الداخلي والسلم ألاجتماعي والانفتاح الفكري والسياسي من خلال الاحزاب والأندية الفكرية لاتساع المشاركة الشعبية وبناء مؤسسات قوية وامن قوي وجيش عظيم لازال يتصدر بقية جيوش المنطقة قوة وتلاحم ، لكون بجدارة صمام امان الامة وحامي بوابة العروبة، والذي ضرب ولا يزال اروع صور الصمود رغم كل محاولات استهدافه عبر السنين.
الثورة العلمية التي قادها النظام السوري لم تقتصر على ابناء سوريا وحسب بل امتدت لتشمل كل العرب.. فكانت ابواب دمشق وحلب وكل مدن سوريا مفتوحة للقادمين العرب دون تاشيرة دخول انطلاقا من شعور عروبي يرى في الوطن العربي وطن واحد بعيدا عن الحدود الوهمية التي صنعها الاستعمار.
وعدا الطلاب احتضنت سوريا كل فار من جحيم القمع والمطاردة التي كان يتعرض لها عدد من السياسيين والمفكرين في اقطارهم العربية لتكون سوريا الحضن العربي الامن .
وعلى طريقة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر جسدت سوريا الفكر العروبي شعارا وسلوك.. كيف لا وهي قلب الامة النابض وراس حربة العرب وخط هجومهم الاول والدائم عبر التاريخ..
ووحدها سوريا العروبة من فتحت ابوابها للمقاومين العرب من فلسطين ولبنان، وكانت للفصائل الفلسطينية المقاومة وطن اول تلقى فيه كل الدعم والرعاية. وعلى الرغم من شحة الدخل القومي لسوريا الا انها مولت دون تردد حركات المقاومة العربية بالمال والسلاح والتخطيط. حتى بعد ان تنكرت بعض هذه القوى للدور السوري كما فعلت حماس التي فرطت بقضية فلسطين وتمسكت بحركة الاخوان المسلمين، الا ان سوريا الثورة والمقاومة ضلت الداعم الاول والرئيسي للفلسطينيين وقضيتهم التي تعد قضية العرب المحورية.
وفي تناقض مخل وقف حزب الله المقاوم مع سوريا، في حين تخندقت انظمة عربية مع قوى الاستعمار والمشروع الصهيوني في عربية دولية لاسقاطها لتركيعها بالقوة بعد ان رفضت الاستجابة لاملاءت دويلات النفط وعرت مواقفهم. وهي اليوم تلحق بهم بهم رغم حصارها العار في صمود اسطوري ادهش العالم.
تلك اذا ثورتان قادتهما سوريا ببراعة واعتزاز ثورة لنهضة الوطن وتنمية ابناءه واخرى للتصدي لمؤامرات دولية بخيانة عربية.
وفضلا عن ذلك كله تخلصت سوريا من بائعي الاوطان وتجار الهوية امثال العرعور والعميل خدام وكل اذنابهم الذين قادوا ثورة ردة على القيم العروبية التي جسدها النظام السوري الابي.
انتصرت سوريا وستواصل انتصاراتها بجيشها العربي الباسل وثوابتها القومية ووحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي.. انتصرت سوريا وستنتصر بإرادتها الحرة وقيادتها القومية المناضلة على كل جرذان الناتو مناضلي فنادق اسطنبول والدوحة وتل ابيب وغيرها من عواصم الغدر والخيانة , ولن تنتصر ثورة الردة على شعب مقاوم عظيم يمتلك رصيد تاريخي مشرف وإيمان عالي بان الوطن هو الباقي والشعب وحده من ينتصر بينما السقوط حليف العملاء والمرتزقة واشباه الرجال.
عن رواد الغد