Home Articles Orbits حاجتنا الى التجديد والتطور
حاجتنا الى التجديد والتطور
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

يأتي انعقاد المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم في ظل ظروف عصيبة يمر بها الوطن وفي ظل حالة من الاحباط لدى الشباب بسبب عجز ثورتهم عن تحقيق اهدافها كاملة ؛هذه الحالة التي يعيدها البعض الى ضعف الاحزاب وعجزها عن القيام بدورها في تقديم الحلول والرؤى والعمل من خلال السلطة الانتقالية على تحقيق اهداف الثورة ومواجهة ما يجري من ضرب للدولة وللخدمات وتدني دور الدولة في تنفيذ واجباتها تجاه الوطن والمواطن بصورة رسخت لدى البعض فشل الثورة .

والحقيقة ان الشباب قاموا بدورهم خير اتقان لكن الاحزاب بحاجة الى تطوير في الياتها وادائها بما يتناسب مع التطورات التي شهدها الوطن، وتغادر حالة الجمود والعمل من موقع صد الهجوم كما كان شانها مع النظام السابق الى  التفكير في الهجوم والمباغتة وتقديم الحلول والمقترحات الناجعة  لمغادرة الحالة الراهنة التي يعاني منها الوطن.

ولذلك فان عقد المؤتمرات العامة للأحزاب  ضرورة وواجب حزبي  يحرك الدماء في عروقها  ويجدد في الياتها وانظمتها وتفكيرها ويحدث نوع من الحراك السياسي في العملية السياسية الراكدة  ؛مقابل ما يجري تصاعد وتيرة العنف والاعمال الارهابية وحالة التشظي والانقسام والاحباط المعشعش في نفوس ابناء الوطن.

ان مؤتمر التنظيم  الذي يعد اول مؤتمر عام حزبي بعد الثورة الشبابية الشعبية  مهم لدرجة كبيرة في انعاش الحياة الحزبية  ودفع الاحزاب الى التفكير بعقد هذا الاستحقاق الذي جمد فترة من الزمن تحت مبرر الثورة الشبابية ومبادرة نقل السلطة  والاوضاع المضطربة في ارجاء الوطن، كما ان اهميته ستتحدد  بما سيخرج به من رؤى متجددة على الصعيدين التنظيمي والوطني  تسهم في مغادرة الواقع المزرى الذي نعيشه  في مختلف الجوانب ومغادرة حالة الضعف التي تعيشها الاحزاب في الرؤى والمواقف والالتحام بالناس  وتطوير الياتها ورؤاها ومغادرة  الاساليب القديمة التي لا تناسب الواقع والتطورات واصابت اداء الاحزاب بالشلل.

ولذا فان على اعضاء المؤتمر الوطني العام الحادي عشر للتنظيم  ان يعملوا على نجاح مؤتمرهم بالتقييم الدقيق للماضي القريب والتجديد في الرؤى والاليات واتاحة الفرصة للشباب ليقوموا بدورهم في الارتقاء بالتنظيم وتعزيز قدراته وبناء مؤسساته وتطويرها وانتشالها من حالة الضعف التي تعيشها وابتكار  اليات جديدة ومتطورة تناسب المرحلة وبالذات  في الجانبين التنظيمي و الاعلامي بما يمكنها من ايصال صوت التنظيم الى جماهيره وانصاره وعامة ابناء الشعب بما يتناسب مع الزخم الذي يحظى به انطلاقا من حداثة افكاره ورؤاه ووسطيته واعتداله وما عرف عنه من رفض للاتكاء على مراكز النفوذ التقليدية و المناطقية والطائفية والعسكرية والدينية؛ فهو تنظيم نخبوي شبابي يرفع لواء الحداثة والتقدم  وحري  به ان يكون قدوة لبقية الاحزاب في التجديد والتطور واحداث التغيير  الحزبي المنشود المواكب للتغيير  الحاصل في الوطن بما له من اصالة وعراقة في التاريخ الحافل بالبطولات والتضحيات  اتمنى لمؤتمرنا العام التوفيق .