Home Articles Orbits هو نفسه المحافظ الارياني! ما الذي تغير؟
هو نفسه المحافظ الارياني! ما الذي تغير؟
عبد العزيز الويز
عبد العزيز الويز

في تصريح صحفي أمس تناقلته وسائل إعلامية عن المحافظ الارياني قوله:  " محافظة إب لن تكون مسرحا للعنف والاقتتال بين الجماعات المسلحة".

العجيب والمدهش أن صاحب هذا التصريح المثالي ،هو نفسه المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية الذي ترك مديرية العدين ليلة أمس الاول مسرحا لإرهاب وعنف المجاميع المسلحة ،تعبث بها بأريحية وحرية مطلقة لمدة خمس ساعات متصلة ، وجعلها بسلميتها وخضرتها تواجه لوحدها في الظلام موتا محققا لم تألفه من قبل ، رغم ان المسافة بين ديوانه في مركز المحافظة والعدين لا تتجاوز نصف ساعة على الأكثر.

وهو نفسه المحافظ والمسؤول الاول في المحافظة الذي لم يكلف نفسه مسؤلية انتشال جثث ثلاثة جنود أمنيين بقت الى العاشرة صباحا من اليوم الثاني مرمية في مسرح الجريمة، وكادت ان تكون فريسة للكلاب . او التفكير بإطفاء الحرائق التي التهمت مقر بنك التسليف ومقر نيابة ومحكمة العدين بمحتوياتهما البيانية والوثائقية والاثاثية ،وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما يتعلق بحقوق المواطنين ومصالحهم. وهو نفسه المحافظ الذي لم يكلف احد موظفيه الى لحظة كتابة هذا ( اليوم الرابع من الجريمة) بالانتقال الى المديرية للتحقيق فيما حدث ، وتحريز وحماية ما تبقى مما هو مهم وأهم ، او حتى إصدار بيان نعي او بيان إدانة لجريمة ارهاب هزت عرش الرحمن، واهتز لها مجتمع بأسره ، ولكنها كما يبدو لم تهز للمحافظ شعرة.

هو نفسه المحافظ الذي يواصل ترك مديرية كالعدين تعداد سكانها اكثر من 143 ألف نسمة ،والأولى في تسليم الجبايات وتمويل موازنة مصروفاته، عرضة لاحتمالات عنف اخر او فوضى همجية ، مثلما يواصل تركها وهي محمية طبيعية عرضة لكارثة وبائية وبيئية ( القمامة)منذ تعينه ،مع القدرة على الحل السهل وغير المكلف ، وحجم الاستغاثات المستنجدة به.

هو نفسه المحافظ والقاضي يحيى محمد الارياني ما يفعل ذلك بإنسان ومواطن العدين وأكثر.

فهل استيقظ ضميره متأخراً ولسانه؟، لنقرأ له نافلة من القول، ولكن يبدو انه استيقاظ خاص بإب ،وليس العدين التابعة لمحافظة البيضاء ! والخارجة عن نطاق مسؤولياته وواجباته.

حيال كل هذا التخلي التام والمريب عن القيام باي واجب من قبل فضيلته، لا أستطيع ان افهم ان ما حصل، إما انه لا يدرك ان العدين ليست مديرية من مديريات إب العشرين ، كونه حديث عهد بولايتها، خاصة مع توسع سلطاته الممتدة الى مسمى" اقليم الجند " ، او انه لم يبلغه ولا ضميره اليقظ ما وقع في العدين، او ان ما حصل بالعدين هو يعد نوع من الفضيلة التي يكافئ عليها مقترفوها، ونحن لا نعلم، او ان الرجل يشتغل لصالح تلك الجماعات من موقعه، وشريك فاعل بتواطئه مع جرائمها على غرة منا وحسن ظن ، وهو ما استبعده وأستعيذ بالله منه.

 

مهما كان سوء الوضع ورداءة فان ما تعرضت له العدين لا يعفيه في اي ظرف واي حال ان يتصرف كمسؤول اول او كمحمود الصبيحي في تعز، وفي المجال سعة، اما ان يتعامل مع الخطب الجلل بتلك الروح السلبية فذاك لعمري "ما لم تستطعه الأوائل".