Home Articles Orbits لا احتفال بيوم الصحافة العالمي
لا احتفال بيوم الصحافة العالمي
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

الثالث من مايو هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم دون استثناء باليوم العالمي لصحافة ولكني اعتقد ومن وجهة نظري الخاصة التي قد يشاركني فيها العديد من الزملاء والزميلات سوء هنا في اليمن أو في وطننا العربي أن مثل هذا اليوم يجب أن لا يحتفل فيه إلا في الوقت الذي تحترم فيه الأنظمة الصحافة والصحفيين داخل دولهم وخارجها واخص هنا بقولي الدول العربية التي ضربت رقماً قياسيا في انتهاكاتها التي طالت الصحافة والصحفيين خاصة هنا في اليمن

( اللهم لا حسد).
إن ما تتعرض له الصحافة والصحفيين في العالم مؤلم إلى حد كبير فكم من الصحفيين قتلوا وسجنوا فداء لمهنة صاحبة الجلالة وفداء لكلمة صادقة امنوا بضرورة نقلها إلى العالم ليعرف كل ما يدور حوله وما يحدث له ولكن أنا هنا لا أريد أن أتوسع وأتحدث عن ما يحدث في العالم لأن الإسهاب في هذا الموضوع سيجعلنا نكتب كتب وليس مقالة نحاول أن نقول فيها رأينا بشكل مختصر وإنما سأتحدث عن اليمن كواحدة من الدول التي تحتفل باليوم العالمي لصحافة في الوقت الذي أثبتت فيه سلطتنا جدارتها بمحاربة الصحافة والصحفيين وبطرق لا تدل إلا على عدم احترام هذه الدولة لمهنة المتاعب فخلال هذا العام والعام المنصرم مارست السلطة اليمنية أساليب متعددة ضد الصحافة والصحفيين في اليمن فالاختطافات والتهديدات كان لها نصيب كبير بالنسبة لصحفيين وكذلك السجون التي أصبحت اليوم المكان الذي يستقبل فيه كل من ينتقد وضع أو يفضح المتجاوزين في الدولة سوى من المسؤلين أو من ينتمون إلى الأسرة الحاكمة وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة لصحف التي إما تسحب من الأسواق أويتم إيقافها واكبر فضيحة وضعت السلطات اليمنية في وضع لا تحسد عليه أبدا هي قضية الاختطاف والإخفاء القسري التي تعرض لها الصحفي محمد المقالح الذي أخفي في السابع عشر من شهر سبتمبر العام الماضي وأنكرت السلطات اليمنية معرفتها بمكانها وبعد الضغوطات المختلفة من الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية كشف الرئيس اليمني بأن المقالح موجود وسيعرض للمحاكمة .
وبعد عرض المقالح للمحاكمة تلقت السلطات اليمنية رسائل من منظمات محلية وعالمية كان آخرها الرسالة المقدمة من الاتحاد العام لصحفيين الذي وصف فيه اليمن بالبشاعة بسبب المعاملة ألا إنسانية التي تعرض لها المقالح وبعد كل ذلك أطلقت السلطات اليمنية سراح المقالح نظراً لتدهور حالته الصحية التي ازدادت سو بعد منع العلاج عليه في سجون ألأمن السياسي وقضية المقالح ليست القضية الوحيدة هناك أيضا قضية الأستاذ هشام باشرا حيل صاحب صحيفة ألأيام الموقوفة من قبل السلطات اليمنية وهي قضية أخرى تمثل الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الصحافة باليمن في ظل هذا النظام .
وقضية اغتيال الصحفي محمد ألربوعي في مدينة حجة على أيدي أناس لا يريدون للحق أن يظهر وكذلك حادثة الضرب الذي تعرض له الصحفي فؤاد رشد في سجن الأمن السياسي وحادثة سحب جهاز بث قناة الجزيرة والعربية والتهديدات الأخرى التي طالت بعض مكاتب القنوات هنا في اليمن وكذلك ما تعرض له نقيب الصحفيين الأسبق عبد الباري طاهر لحادث مروري بعد حديثه لإحدى القنوات العربية وحالة التعبئة الغير عادية من قبل السلطة ضد الصحفيين من قبل المواطنين واعتقال الصحفيين فؤاد راشد وصلاح السقلدي والكاتب معاذ الأشهبي وإياد غانم واللسوس والتهديدات التي طالت مدير مكتب الجزيرة مراد هاشم والصحفي احمد الحاج مدير مكتب وكالة اسوشيتد برس وحمود منصر مدير مكتب قناة العربية وغيرهم .
وخضوع عدداً من الصحفيين للاستجواب والمحاكمة وابرز الصحفيين سامي غالب رئيس تحرير صحيفة النداء وعبد العزيز المجيدي وسمير جبران وعوض كشميم وعلى السقاف وغيرهم من الصحفيين الذين لازالوا يحاكمون حتى اليوم .
أن الوضع لم يتوقف عند تهديد أو قتل اوحبس أو خطف الصحفيين أو إغلاق صحف بل أقدمت وزارة الإعلام
(الإعدام ) ممثلة بقامع الحريات حسين اللوزي مؤخراً بعمل مشروع قانون الإعلام الجديد الذي وصفه الكثير بأنه يمثل كارثة كبير وهو لا يدل إلا على مقدار انزعاج السلطات من الإعلام الذي عراها أمام العالم عبر وسائله المختلفة ولهذا أرادت ومن خلال هذا القانون (المسخ) أن تحد من وسائل الإعلام المختلفة عن طريق فرض قيود لا يتقبلها العقل ولا المنطق وربما قد يجن جنونها أيضا وتفرض قانون جديد خاص يحد من استخدام الانترنت( أكثر الوسائل فضح لنظام الديكتاتوري الصالحي) وكل شي من السلطات اليمنية متوقع طالما وأنها تسير وفق عقلية رجعية لا تؤمن بشي اسمه الحرية .
وبعد كل ما حدث ويحدث لصحافة والصحفيين في اليمن أنا أرى انه من العيب على اليمن التي تنتهك فيه الصحافة والصحفيين الاحتفال باليوم العالمي لصحافة لان هذا الأمر سيئ بالنسبة لهم خصوصا وأن السلطات اليمنية مفضوحة أمام العالم بالتجاوزات التي ترتكبها بحق الصحافة والصحافيين ولكني وفي نفس الوقت أقول لجميع الزملاء هنا في اليمن وفي العالم كل عام وانتم بألف خير كل عام وانتم المدافعين الحقيقيين عن الحرية