Home Articles Orbits التحالف المؤتمري الحوثي.. وتجاوز السرية الى العلن
التحالف المؤتمري الحوثي.. وتجاوز السرية الى العلن
محمود شرف الدين
محمود شرف الدين

  التحالف المؤتمر ي الحوثي الوثيق الذي اوصل اليمن الى  ما هو عليه اليوم من حال لا يحمد عليه يغادر السرية الى العلن  وأصبح  مثير للتساؤلات كيف بدأ و الى اين سينتهي؟ وما الذي  بقي في اجندته  وما لذي سيجلبه على الوطن من معاناة اخرى اضافة الى ما جلبه في الفترة الماضية ؟؟

الحوثي وصالح الطرفان القويان عسكريا على الواقع واللذان بدءا اعداء ونشأت بينهما ستة حروب نجدهما اليوم يتكتلان برعاية ايرانية على الوسيلة مع اختلافهما في الهدف الا ان اهم سمات هذا التكتل تتمثل في ان كلاهما يحملان اوراق ضعف وقوة مكنتهما من الاتفاق على اجندة سرية معها يأمن كل طرف على نفسه من الاخر لوقت اطول.

لقد جاء اعتذار الحوثي للمؤتمر في خطابه الاخير عن ما حدث في القوات الخاصة بأنه حدث عارض تمت معالجته لا يستهدف المؤتمر الشعبي العام ؛ في ايحاء منه الى ان هذه القوه العسكرية تتبع المؤتمر الشعبي العام لا الدولة ومن الخطأ اقتحامها كاقتحام دار الرئاسة وحمايتها العسكرية بحسب منطق الحوثي ولذلك فقد لبى طلب صالح بالاعتذار عن مهاجمة القوات الخاصة في الصباحة ، الامر الذي رد عليه صالح بإعلان رفضه نقل الحوار الى خارج صنعاء كبادرة حسن نية من المؤتمر بالإضافة الى ما تلاه امس الاول من اعلان المؤتمر ان الرئيس هادي رئيس غير شرعي رغم ان استقالته لم تقبل من قبل البرلمان حتى عدل عنها هادي مؤخرا بعد نجاحه من مغادرة الاقامة الجبرية في صنعاء الى عدن وكلا الموقفين يقويان من موقف الحوثي في مواجهة شرعية الرئيس هادي وما يلاقيه من دعم اقليمي ودولي .

شراكة الحوثي وصالح المتمثلة في ولائهما لإيران ووقوعهما تحت طائلة العقوبات الدولية واسقاطهما للعاصمة وتقويض عملية الانتقال السياسي ومشروع الدستور الجديد واقتحام الرئاسة ووضع الرئيس هادي تحت الاقامة الجبرية  تحكمها عوامل ضامنة لعدم وقوع أي منهما فريسة للآخر ، ففي الوقت الذي يتمتع فيه الحوثي بالسلطة على الواقع وسيطرته على كل معسكرات واسلحة الدولة بما يمكنه من الانقضاض على صالح في أي لحظة فان صالح بيده زمام عدد من الالوية العسكرية القوية المحيطة بالعاصمة صنعاء كالقوات الخاصة ولواء الاحتياط و الصمع وريمة حميد وهي تشكل في مجموعها قرابة 20000 جندي تلقوا تدريبات مكثفة جعلتهم اكثر كفاءة اضافة الى ما لديهم من اسلحة حديثة ومتطورة معدة لمكافحة الارهاب، ما يمنع الحوثي من التفكير في مواجهة هذه القوة حاليا وهو في صراع مع الشعب والسلطة الشرعية وبذلك فان صالح في مأمن من أي مكر حوثي في الوقت الراهن ولذلك فان استمراره في دعم الحوثي سيظل امر قائم.

 في الوقت نفسه يظل الحوثي في خشية من التحرك في اتجاه اعلان الحرب على تعز كبوابة مهمة للمحافظات الجنوبية اضافة الى البيضاء التي مازال يتلقى فيها ضربات يومية قوية لان معنى ذلك انه سيترك صنعاء بوجود عسكري ضعيف يجعل منها فريسة لصالح من خلال الويته المشار اليها في أي لحظة ، ولذلك يؤثر التريث امام نصائح صالح له الى الاسراع في ضم المحافظات الجنوبية بالقوة قبل ان يتمكن الرئيس هادي من ترتيب اوراقه الامنية والعسكرية على ارض الواقع .

ومن ما لاشك فيه ويدركه الحوثي ان دخول تعز والمحافظات الجنوبية الاخرى ليس بالبساطة التي تمكن بها الحوثي من دخول صنعاء فالولاءات لصالح في تلك المناطق العسكرية لا يعول عليها ومعظمها اقصيت من مواقع القيادة وبالتالي فان المواجهة ستطول ، ومن اجل ذلك يسعى الحوثي الى معرفة مكامن القوة والضعف لدى هادي في الجنوب والشرق ويعمل على تفكيك قوته هناك قبل الزحف العسكري ، كما انه لايزال بحاجة الى اسلحة حديثة متطورة وتدريبات عالية لميليشياته كونه لا يثق في افراد الجيش داخل المعسكرات التي استولى عليها في القتال الى جانبه لوقت طويل وبالتالي كان الاتفاق مع ايران على 28 رحلة طيران اسبوعيا تزوده بالمعدات والاسلحة الحديثة والفتاكة وطواقم تدريب ايرانية لأفراده على هذه الاسلحة حتى يتمكن من شن الحرب على الجنوب والشرق وهو في مأمن من غدر صالح وفي نفس الوقت على مقدرة في مواجهة أي دعم عسكري خليجي ومصري لقبائل مارب والجوف او اللجان الشعبية في الجنوب مهما كان حجمه.

لقد ادرك الحوثي ان صالح لا زال قويا و بالتالي فالاعتذار له امر لا مفر منه ،خاصة وانه يفتقد للقدرات السياسية التي تمكنه من ادارة البلد بدون المؤتمر الذي سيتجه كما يتوقع خلال الايام القادمة الى اعلان مواقف اكثر تأييدا للحوثي في جلسات الحوار وربما يفضي ذلك الى ان يمضيا تحت الراية الايرانية الى تقاسم السلطة والقوة والثروة والسيطرة مقابل تحقيق الاهداف الايرانية في السيطرة على باب المندب وعدن وبالتالي حركة الملاحة في البحر الاحمر والعربي .

وباعتقادنا فان الفرصة لازالت مواتية لان يثبت المؤتمر وقوفه الى صالح الوطن باتخاذ مواقف وطنية تغلب مصلحة الوطن في الوحدة والامن والاستقرار وتصب في اتجاه تجنيبه ويلات الحرب والتشظي في ان يقف الى جانب دعم الموقف التفاوضي في تحقيق طموحات اليمنيين بدولة مدنية خالية من المليشيات المسلحة ، وذلك يتطلب من المؤتمر التغلب على النزعة الانتقامية والمصالح الانية الضيقة.

فمن ما لا شك فيه ان هذا التحالف قد يظل لبعض الوقت لكن من الصعوبة الجزم ولو بنسبة بسيطة في امكانية استمراره كونه في الاخير سيفضي الى صراع على السلطة والنفوذ والثروة فكلا الطرفان يتسمان بالشمولية وعدم القبول بالآخر وبالرغبة في الاستحواذ على كل شيء وبالتالي فصدامهما امر قائم لا محالة.