Home Articles Orbits استعادة وعينا
استعادة وعينا
محمد شمسان
محمد شمسان

يمر بلدنا الحبيب اليمن بأصعب واخطر مراحله التأريخية ويشهد النسيج الاجتماعي اليمني أسوء مراحل التمزق والانقسام وذلك بسبب الغيبوبة السياسية التي تعيشها الرموز والقيادات والنخب والمكونات السياسية - فهل سيكون هذا العدوان والاعتداء الذي يقوم به الاخوة غير الاشقاء في جامعة الدول العربية على وطننا عاملا محفزا ليقظتنا واستعادة وعينا المسلوب ؟ .

انا شخيصا اتمنى ان يكون عدوان ما يسمى بعاصفة الحزم عامل محفز لنا كيمنيين لإعادة ترتيب اوضاعنا وعلاقاتنا الداخلية واعادة ترميم نسيجنا الاجتماعي الذي دمرته سياساتنا الخاطئة وافكارنا المتشددة ومشاريعنا الصغيرة .

ومن وجهة نطري ان رفض العدوان الذي يمارس علينا ومقاومته يتطلب اشياء كثيرة يجب على الجميع الالتزام بها والسعي لتحقيقها والتي منها : وقف الاقتتال الداخلي في جميع المناطقة والمدن التي تشهد اعمال عنف واقتتال - التوقف عن مواصلة الزحف والسيطرة على المدن والمحافظات وانسحاب جميع المليشيات المسلحة القادمة من الشمال او من الجنوب والامتناع عن فرض الشروط والاهداف والمشاريع السياسية بقوة السلاح واستخدام العنف – والعمل على اعادة بناء الدولة ومؤسساتها واجهزتها عبر اسس ومعايير وطنية بحته - تقديم التنازلات لبعضنا البعض والاعتراف بالأخطاء وتصويبها - العودة الى الحوار واعتماده وسيله وحيدة لحل خلافاتنا ومشاكلنا وازماتنا الداخلية - التوقف عن اعمال التحريض والتخوين وتبادل الاتهامات واعمال التصعيد والاحتقان - العمل على ايجاد مشروع وطني ومدني يجمعنا ويعزز من وحدتنا وينتصر لهويتنا وقضيتنا الوطنية - التوقف عن الاستقواء بالخارج واستدعاء المشاريع الخارجية التي تضر بمصالحنا ومستقبل وطننا .

اننا كمواطنين في هذا البلد جميعنا معنيين بالدفاع عنه وحمايته والانتصار له ولسيادته وكذلك جميعنا ايضا معنيين بصناعة قراره وتحديد مصيره ورسم ملامح مستقبله وليس لطرف الحق ادعاء الوصاية عليه او على شعبه وعلى مستقبله - لذا من المهم جدا- بل ومن الضرورة الوطنية ان نعيد ترتيب اوضاعنا وعلاقاتنا وتوحيد صفنا واستعادة لحمة نسيجنا الاجتماعي في سبيل مواجهة ومقاومة كل الاعتداءات المسلحة والمشاريع السياسية التي تدمرنا وتدمر وطننا الحبيب .

نحن اهل الايمان والحكمة وبلد السعادة – واذا كانت هذه الظروف والتحديات والمخاطر التي تهددنا وتهدد امننا وسلامتنا ووحدتنا ومستقبلنا – لا تشكل دافعا لنا لاستدعاء واستحضار قيم الايمان والحكمة والصبر والحلم والتسامح والمحبة والالفة والتعاون والمشاركة والتعايش فيما بيننا - واذا كان هذا العدوان الغاشم الذي نتعرض له من قبل اشقائنا واخواننا العرب لا يحفزنا للعودة الى وعينا ورشدنا واستعادة صوابنا من اجل ترتيب اوضاع بيتنا الداخلي وترميم علاقاتنا وتصحيح مسارنا السياسي العام الذي يجمعنا ويقوينا ويعزز من مكانتنا بين الامم - اذا كان كل ذلك لا يكفي لإنقاذ انفسنا وحماية وطننا والانتصار لهويتنا ولترسيخ انتماءاتنا وولاءاتنا الوطنية - فلا اظن اننا نستحق الحياة على هذه الارض او ان ندعي اننا من البشر .

اللهم احفظ اليمن واهلها يا رب العالمين .