لو سألني أحدكم: من هم الناصريين الحقيقيين الذين تعرفهم ؟ حينها سأقول لهُ هم القائلون في أنفسهم : نحن الحب لكل أبناء الوطن ، والرفاق المخلصين الاوفياء لكل قواه الخيرة ، والحلفاء الصادقين لكل من يريد لوطننا الخير نحن المتسامحين مع الجميع والحريصين على الجميع نحن الذين لا ينفع معنا تهديد ولا يخيفنا إقصاء أو تهميش .
أقول ذلك ولم أكن أتوقع يوماً أن أرى البعض ممن لا زالوا حبيسي انتماءاتهم السلالية المناطقية ذوي الفكر الضيق والتوجه الانتهازي الاقصائي أن يدعون شرف الانتساب إلى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وأن يصل بهم الإسفاف إلى ممارسة طقوس الخوارج الخارجين عن الفكر والمبدأ !!
لا غرابة أن نرى أمثال هؤلاء بيننا فكما قيل عندنا نحن العرب ما من عزةً إلا وإلى جانبها عرة وهؤلاء النفر سيظلون عرة ألقيت في طريق المناضلين الشرفاء والقادة الأنقياء من زملاء الشهيد/ عيسى محمد سيف والقائد الراحل / أحمد طربوش سعيد وغيرهم .... ممن تطول القائمة بهم منهم ممن لا زالوا بيننا ومنهم من استشهدوا على طريق الحرية والإباء.
المتطاولون اليوم على الناصريين لأسباب مذهبية مقيتة يجعلونا نشعر كما كنا مخدوعون بهؤلاء الذين يخفون نواياهم السلالية البليدة والبائدة برداء الناصرية والقومية.
وان كان ابرز ما يميز تنظيمنا المناضل هو النقد الداخلي البناء وفي الاطر التنظيمية الا ان ما قام به نفر من مدعي الناصرية تجاوز اطر النقد الى التخندق وراء مواقف جامدة والخروج عن مواقف التنظيم وتوجهاته بل والنيل من قادة التنظيم ورموزه وفي مقدمتهم الأمين العام للتنظيم المناضل عبدالله نعمان الذي مهما اختلفنا معه في بعض الجزئيات الا انه يظل القائد السياسي المخضرم والصادق الذي أستطاع من خلال فترة وجيزه جداً وفي غمرة الأحداث الخطيرة التي يعيشها الوطن أن يسهم مساهمة مباشرة في إستعادة تنظيمنا حيويته وتآلقه وأن يؤدي دوره الوطني المشرف والمنحاز إلى تطلعات وأحلام شعبنا اليمني الأبي .
فتحية له وهو يستوعب كل النقد الموجه اليه بصدر رحب وتأويل حسن وكم كان كبيرا وهو يرد علي بان نقدي هو تعبير صادق أعتدنا عليه نحن الناصريون في أدبياتنا الفكرية .
وكان نقدي حول موقف التنظيم من عاصفة الحزم والذي وان كان موقف فيه من الاتزان وعدم للتطرف الشيء المثير الا انني ومن وجهة نظري الشخصية وجدته اقل منا يجب عمله من التنظيم الناصري الرافض لكل أشكال انتهاك السيادة الوطنية.
ولم يكن نقدي ناتج عن قلة معرفة ودراية بما يدور أو بدافع خارجي أو ما شابه ذلك كما حاول البعض تصويره دون دراية وذهبوا لكيل التهم ضدي بحسن نية تارة وسوء نية تارة اخرى.
أدليت برأيي بدافع الحرص والغيرة والالتزام بالأدبيات القومية والناصرية وكما تعودنا أن نقول ما نراه وأن نؤدي رسالتنا بكل حرية وأنضباط لأنهُ يفترض بنا رغم كل مصاعبنا ومصائبنا المتتالية التي تلحق بالوطن أن نقبل بالنقد الموجه على أنهُ ممارسة طبيعية وضرورة مفيدة لا أن نتجرعهُ وكأنهُ السم الزعاف كما أن علينا أيضاً أن نعلم بعضنا الأخر قبول النقد من خلال الأصرار على ممارستهُ حتى لو فقدنا أصدقاء أعزاء أو مصالح مكتسبة ...
كما يجب أن نعمل أيضاً وفق أسس يجب أن نتعلمها ونبني عليها موضوعاتنا القابلة للنقد والمناقشة بكل رحابة صدر لأنني لا أمتلك الحقيقة دون غيري ويمكن أن أكون مخطئاً في هذا الأمر أو ذاك ويمكن المناقشة حول الأراء بما في ذلك إمكانية التعديل والتغيير والتحسين ولكن أرفض القبول بمن يريد لي أن أتوقف عن النقد لأنها تحسب عليه وأن عليّ الأختيار ...
فلا يبدو أننا اخترنا شيء واحد في بلادنا المقهورة اليمن فكل الاشياء تاتي إلينا عنوة .