Home Articles Orbits مجرد سؤال ... تطورات اليمن
مجرد سؤال ... تطورات اليمن
حامد إبراهيم حامد
حامد إبراهيم حامد

ماذا أصاب العالم العربي، فالأمس كان الصومال ولا تزال معضلته مستعصية الحل وبعده دخل السودان على الخط ولا يزال يواجه أزمة تلو الأخرى بتطورات دارفور المعقدة وبمصفوفات نيفاشا المتتالية بين الشريكين، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وتلاحقت أزمات العراق مع أزمات السودان والصومال وأصبحت شوكة في خاصرة العرب ومتلازمة لأزمة العرب الدائمة قضية فلسطين، واليوم دخل اليمن على الخط بتطورات صعدة التي أدخلت اليمن في نفق جديد.
فماذا أصاب العرب؟ هل هي لعنة إلهية أم أن الأزمات مرتبطة بعوامل وقصور ذاتية عربية بحتة أصبحت متلازمة لهم بصرف النظر عن موقع تلك الدولة، فأزمة الصومال تهاون الجميع عربا وأفارقة في مواجهتها وتفاقمت وخرجت عن الحل ليس عربيا وافريقيا فقط، وأزمات السودان المتنوعة من الجنوب إلى دارفور في الغرب وجبهة الشرق في الشرق لم يكترث بها العرب إلا مؤخرا وتركوا السودان طوال الفترة الماضية يواجه مصيره تارة مع الأفارقة وتارة أخرى مع المجتمع الدولي فيما أن العراق تولته قوى عظمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في شكل احتلال.
أما اليوم فإن اليمن يواجه نفس المصير، مصير التجاهل العربي، فأحداثه رغم أنها انطلقت منذ فترة طويلة وتمحورت من صعدة إلى الجنوب حيث الحراك الجنوبي الذي يطالب بفصل جنوب اليمن وإقامة دولة جنوبية، ومن خلال الخلافات ما بين الحكومة وأحزاب المعارضة إلا أن العرب لم يتحركوا وتركوا الحكومة تواجه مصيرها لوحدها، وأنها لجأت لخيار الحرب والضرب بيد من حديد لانها ليس لديها خيار آخر، كان يمكن أن يكون حلا إذا ما تحرك العرب.
هذا هو الواقع العربي مع الأزمات المستفحلة ببعض الدول العربية، فالجامعة العربية التي هي مؤسسة عريبة رسمية تتحرك وفقا لمنطلقات العرب كدول في مواجهة الأزمات وأن هذه الدول لديها خياراتها وتوجهاتها ومواقفها فيما يتصل بهذه الأزمات تقوم بعيدا عن الموقف الجماعي العربي وبالتالي أصبح دور الجامعة ككيان يجمع العرب ضعيفا وهزيلا لم يتعد مراحل جمع البيانات والادانة أو التخندق خلف مواقف دولية تقودها الدول الغربية.
ما يحصل باليمن لا يختلف عما حصل ويحصل بالسودان أو الصومال أو حتى العراق وفلسطين، نعم هناك تمرد داخل اليمن مثل تمرد السودان والصومال والحكومة بحكم القانون والدستور مسؤول عن حماية تراب البلاد ولكن هذه المسؤولية تقتضي أن تكون الحكومة مسؤولة عن أسباب هذا التمرد وبالتالي حلها عبر الحوار بدلا عن القتال وهذا ما هو مفقود في بعض الأحداث العربية الراهنة.
فالسؤال من خرق اتفاقية الدوحة بين الحكومة اليمنية والحوثيين؟ وعلى من تقع مسؤولية اندلاع الأزمة الجديدة؟ ولماذا لا ينفذ الاتفاقية خاصة أن الطرفين أكدا حرصهما على تنفيذها؟ من الواضح أن هناك أزمة ثقة وهذه مشكلة عربية، أغلب الأزمات العربية الراهنة تنبع من عدم الثقة، فأزمة دارفور استفحلت بسبب عدم الثقة وأن ذلك قاد ويقود الى التدخل الخارجي غير الحميد، فمن المؤكد ان هناك أيادي خارجية في أزمة صعدة وإلا فلماذا استفحلت بصورة فاقت التصورات.
إن الجميع مطالبون بالحوار لحل أزمة صعدة، فالقتال لن يحل القضية ولن يجلب سوى الدمار لليمن وعلى اليمنيين أخذ العبر من دروس أزمات السودان والصومال التي حار العالم في حلها فلا نريد سودنة أو صوملة اليمن، فالفرصة لاتزال مواتية ولانريدهم ان يضيعوها، فاليوم صعدة وغدا مجهول، فالمتربصون باليمن كثر ويجب ألا يمنحوا الفرصة لتحقيق أهدافهم.
عن الراية القطرية