Home Articles Orbits مفاجأة الرئيس..!!
مفاجأة الرئيس..!!
عادل عبدالمغني
عادل عبدالمغني
على طريقة الترويج للبرامج التلفزيونية قال رئيس الجمهورية الخميس الماضي انه سيلقي خطاباً هاماً بمناسبة الذكرى العشرون للوحدة اليمنية وانه سيحمل مفاجأة لليمنيين ... انتهى إعلان الرئيس" فكونوا على الموعد صباح السبت القادم وترقبوا المفاجأة حصرياً وعلى الهواء مباشرة عبر قناة اليمن".

وفي مجتمع يحترف خلق الإشاعات وتنويعها، كما هو الحال بالمجتمع اليمني، فقد أفرزت الأيام القليلة المنصرمة عدد هائل من التنبؤات والتكهنات عن مضمون مفاجأة الرئيس. وبين من رأى أن الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين والصحفيين، مفاجأة الرئيس المرتقبة، رفع البعض الآخر سقف توقعاته حد الاعتقاد بأن الرئيس سيدعو لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

توقعات أخرى كثيرة إلى جانب ما سبق ترددت في الأوساط السياسية ونخبة المثقفين، فيما تكهن خبراء الاقتصاد بان المفاجأة ستتمثل بإعلان الرئيس عن اكتشافات نفطية هائلة.
    

أما على مستوى الشارع العادي والمواطن البسيط، فقد انقسم المتكهنين بين متشائم له قراءته الخاصة لوعود الرئيس التي كونها من تجارب سابقة ووعود أكثر قوة سبق وان أطلقها صالح في الماضي كنوع من الإثارة فقط، وفريق آخر بدا كالغريق الذي يتعلق بقشة رغم علمه سلفاً أنها لن تنجيه، فتوقع هؤلاء أو بالأصح تمنوا أن تكون مفاجأة الرئيس بإعلانه عن زيادة في المرتبات والأجور لتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وهناك من قال أن المفاجأ قد تكون بإعلان رئيس الجمهورية الاستقالة والدعوة لانتخابات مبكرة.


وبعيداً عن كل التكهنات والأمنيات، فانه من غير الصائب أن يصف رئيس الجمهورية خطابه بالهام، وهو الوصف الذي كان سكرتيره الصحفي عبده بورجي قد أطلقه عبر صحيفتي الثورة وسبتمبر وتناقله جهاز الإعلام الحكومي، وكان الأحرى بالرئيس أن يكتفي بتشويق الإعلام الرسمي للخطاب الرئاسي للمواطنين، لا أن يقوم هو ذلك.

ويبدو أن الرئيس وضع نفسه في مأزق حرج للغاية من دون أن يدري.. وبات الآن مطالب بإلقاء خطاب هام بالفعل، يرتقي إلى مستوى ما روج له، والإعلان عن قرارات يمكنها بالفعل أن تكون مفاجأة لعامة أبناء الشعب. خاصة وان عدد كبير من المواطنين يترقبون حديث الرئيس " الهام " فضلاً عن وسائل الإعلام المحلية والخارجية . 

 وما لم يصل خطاب الرئيس المرتقب إلى مستوى التوقع الذي رفع الجميع سقفه بفعل إعلان صالح عنه، فان ذلك سيشكل خيبة أمل كبيرة للمواطنين المتعطشين لأي تغيير ايجابي، وسيعمل على استنزاف ما تبقى من مصداقية الرئيس أمام أبناء شعبه ووسائل الإعلام أيضا. وبذلك ينظم ما بشر به صالح من حديث هام ومفاجآت مرتقبة، إلى قاموس الوعود النووية، والتعهد بإنهاء الجرع السعرية ، و..... الخ من الوعود التي بشر بها الرئيس علي عبدالله صالح أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي سبقها بالإعلان مرارا انه لن يخوضها أبدا وانه سيتيح المجال للآخرين.


وبعد أن ترسخت قناعات لدى الغالبية العظمى من المواطنين، بان وعود الرئيس عكسية التنفيذ في العادة، فان مخاوف كبيرة تسكن قلوب اليمنيين من مفاجآت السبت المرتقبة.