يحي علاو .. رحلت جسداً أيها العصامي ..
محمد البذيجي
من منا لم يحزن ..!؟ ، من هذا الذي أستلذ قسوة قلبه وفجأة لم يودع قلبه القاسي للدموع الغائرة ..يحي علاو ،بكته حواضر اليمن وقراها وسهولها وجبالها ..لو لم تكن عاشقا لقنوات تلفزيونية أطل من شاشاتها يحي علاو ..ستعشقها لساعة زمن فقط ،كونك على موعد من انبثاق نافذة أمل في زمن أكتضت فيه مواويل اليأس ووطن تكالبت عليه أيادِ للفساد.
مات الرجل ، ترجل صهوة قلوبنا ورحل ، رحل جسدا فقط لكنه ترك مآثره كمدرسة خير واعلام متقن ومحترم لأجيال عدة ، انه الاعلام الذي ينفع الناس ، يسعدهم يخلق لهم زوايا أمل عديدة مهما كانت الظلمة معتمة في زوايا الوطن . انه الوحيد الذي نال هذا الحب حين بكته اليمن بأسرها ..الرجل الذي وحد القلوب في زمن غير لائق للحديث عن خير التوحد ..
يا ترى ، أي سلسبيل حب قد رحل ؟ ، وأي نافذة خير قد أسدلت ستارتها السوداء ؟ رحل علاو ودعوات المساكين بأن يتقبله الله رفيقا تلاحقه ، فيما يرحل السياسيين في اليمن ودعوات المظلومين المنتهكة حقوقهم تطاردهم ، ..رحل علاو ولم ينبس ببنت شفه عن ما ناله من ظلم ومضايقات بمصدر عيشه وأطفاله من قبل الفضائية اليمنية أو من وزير الاعلام الذي انتقمت منه الجماهير في تشييع فقديها الراحل ..، كانت روحه الطاهرة تُزف الى السماء ، وكانت أيادٍ كثيرة تود لو يلمسها الله ويحدثها بالرضاء عن هذا الـعصامي الطاهر ..
وأنت تفتش عن من ستبكيه الجماهير غدا ، أو من ستخرج الجماهير له حزينة باكية لرحيله ، يصيبك الذهول للقرف الموجود حاليا انما نسأل الله الستر وان لا يرينا مكروها غيره وأن يحفظ البلد ورجالها الطيبين أهل الخير ، ابناء يمن الايمان والحكمة ..وأن يغفر لفارسنا ويسكنه فسيح جناته .
يا له من مشهد حزين ومؤثر ، رأينا الثكالى المتعبات يبكين علاو برحيله والأطفال يسألوننا كثيرا : " ليش وقفوا راتبه" ؟؟ .
أجب علينا وعليهم يا وزير الاعلام ، لماذا لم ينل فارسنا رعاية وزراتكم المكتضة بالمنافقين والدخلاء ، لماذا لم تقدر حجم عطاء علاو حياً ، لماذا أوقفت راتبه ؟ وهذا سؤالنا الكبير يا لوزي ..ما الممكن أن تقوم به وزارتك لصون حقوق علاو ميتاً ..وهل علمت بالواجب الذي يجب ان تقوم به كما يجب وليس كما ينبغي ؟
أن تستفزك الجماهير وهي في قمة حزنها فذلك درس قليل نلته يا سيدي في ظل تعنتك الدائم وعدم رضاء الناس عنك لسياستك الخرقاء في قيادة العمل الاعلامي في البلد ..
أن تعمل بعقلية الزمن المُرابي ، عقلية عقيمة ، تدوس بها العظماء وتقرِّب منك وترضي عن المرابين أمثال هذه العقلية فذلك مدعاة للاسف الكبير والحزن الأكبر ..
أملنا أن تقوم الدولة ممثلة بوزارة الاعلام والقناة الفضائية اليمنية بتوفير رعاية كريمة لأسرة الراحل يحي علاو وان تعمل على توفير حياة لائقة لأهله وذويه بما يوازي حزن الناس الفقراء الضعفاء الذين أسعدهم يحي علاو كثيرا وهم لا يعلمون شيئا عنه وعن ما يعانيه بسبب فوضى التسلط على رقاب المبدعين أمثاله .