Home Articles Orbits سيادة الرئيس يطلقها ... واللوزي يجهضها !!
سيادة الرئيس يطلقها ... واللوزي يجهضها !!
موسى مجرد
موسى مجرد
في البداية ... دعوني أقول الحمدلله الذي ميز الطيب في دار رئاسة الجمهورية عن الخبث في وزارة الأعـــــلام اللوزية ... وبعد ... فقد تفائل الكثير من عامة الشعب المتتبعين منهم والمعنيين بالشأن الداخلي اليمني بالمبادرة الكريمة التي أطلقها سيادة / رئيس الجمهورية يوم الأحتفال بالذكرى العشرين لأعادة تحقيق وحدتنا المجيدة والتي من خلالها أعلن إطلاق جميع الموقوفين على ذمة قضايا شغب تمس الوحدة والسكينة العامة كما شملت المبادرة أيضاً أغلاق ملفات عدد من الصحفيين بمعنى إيقاف الحواجز عن الحرية الأعلامية الأمر الذي أكسب هذه المبادرة قبولاً كان صداها طيباً وإيجابياً في نفوس الكثير من السياسيين والأعلاميين والكتاب الصحفيين كافة داخل الوطن وخارجة وبالأخص القائمين على عدد من الصحف والمواقع الأليكترونية التي لم تسلم من الكبت واللجم ومن ممارسة الفلترة والحجب المُمنهج ضدها بطريقة منظمة وبإنتقائية متبعة  وعلى رأس هذه المواقع موقع (( البديل )) وغيره من المواقع الأخرى .
 وقد تناقلت مجمل الصحف المحلية الرسمية منها والمستقلة والحزبية نشر خبر هذه المبادرة على نطاقٍ واسع لكن الذي لا زال يحز في النفس أن ترحل هذه المبادرة عن بعض الأطراف المعنية والتي كان من المفترض أن تستفيد منها إذا ما شملتها هذه المبادرة . ومع إيماننا المطلق إن الإعلام وسيلة يبحث من خلالها المواطن على المعلومة، للوصول للحقيقة ومتى ما أستمر تواصل المواطن مع هذه الوسيلة وتعلق بها دون تعسف يذكرعندها نستطيع أن نقول أن الوسيلة الأعلامية قد نجحت في أن تكون سلطة رابعة بحق في بلدٍ يدعي الديمقراطية مثل اليمن . فمبادرة سيادة الرئيس التي أطلقها كان الأجدر بوزير الأعلام / حسن اللوزي أن يستوعبها ويكون متماشياً مع مضامينها وظروفها بدلاً من فلترتها وإجهاضها بطريقة تعسفية وبإنتقائية متعمدة لأن الحرية عموماً وحرية الأعلام والصحافة خاصة هى من أهم حقوق الأنسان والمجتمع بل هى ركيزة للتقدم والتحضر والمعرفة فلا نقاش في الحرية ولا نقاش أيضاً في حرية الصحافة والأعـــلام ولكن قد يأتي من هناك من يتسأل ويقول ... لماذا يقمع النظام الكلمة ويقصف القلم ويلاحق ناشطي حقوق الأنسان والمجتمع المدني وصحفيية الأشراف .
 لماذا يظل يمارس سياسة اللجم والكبت للأصوات الوطنية .. ؟؟ ولماذا تظل الأنتقائية قائمة في حجب بعض المواقع الأليكترونية وبالأخص موقع (( البديل )) أقول لكم لماذا ... ؟؟؟
نظام كهذا يخشى ظل المواطن ويخشى أصغر كلمة يتقنها طفل .. لا يعيش ولا يقتات ولا يستمر ويبقى إلا مع الأقصاء عن الفعل مهما صغر , نعم إنه كذالك لا يستقر قرارهُ ولا يهداء باله ُإلا بالتهميش والتجويع والإذلال والنهب والسلب لكل مقدرات الوطن والمواطن وما يساهم في تطورة وبنائه إقتصادياً أو قانونياً أو مجتمعياً وكل هذا يصب في النهاية سياسياً ليضيع على المواطن حقهُ في مقارعة الظلم , إجتماعياً كان أم سياسياً . أما المعارضين ممن قد يسمون أنفسهم أو قد ينتمون الى المعارضة أو بالأصح زبانية النظام الفاشل فإن أقلامهم تجف وأصواتهم تخفت حين تشتد قبضة النظام على المعارضين الوطنيين وتزداد شراستهُ بحملات متلاحقة لكل ناشطي الرأي ومخالفي النظام بفكرٍ عقلاني وتغييري وتدرجي يعتمد الوطن والمواطن ؟؟ الجميع هناك يلتقي بالتغطية على بطش النظام حتى لو أنتقدوه , الجميع يلتقي بإلهاء المواطن عن المهم والأهم وإبعاده عن قرص النظام الذي تكبر رقعة قهره وقمعه , وكي أكون أكثر صراحة مع نفسي ومعهم أقول : أن الجميع يجبن عن الوقوف أمام المرآة وقول الحقيقة , فيهرب من المواجهة الى الأتهـــام بأعتباره أسهل وأقصر الطرق وألأسلم لخلاص رأسهُ , ولكن هل تهداء روحهُ ووجدانهُ إن بقي لهُ منهما شيئا ... !!! حتى ممن يدعي أنهُ كاتب ومعارض ويحمل قلم التغيير في يدهُ مع أنه يدرك أن قلمهُ مقصوف , ومدادهُ رمادي اللون ولغتهُ هزيله كونهُ يقف بصف الظالم تارة ومع المعارضة تارةٍ أخرى فحالهُ ليس أفضل من حال من يستظل بعباءة الأستبداد وشرعية السماء فالبعض يظن أن وضع وطننا اليمني وما آل إليه من أزمات متلاحقة وأن دواعي المبادئ والثوابت الوطنية تتطلب منهُ أن يضع قدماً مع ... !!! وقدماً ضد ... !!! فهو بالحقيقة معارض المعارضة أو بالأحرى معارض في الظل للنظــام معارض لا يرى ولا يريد لنفسهُ أن يراها أحد لكني فقط وللأنصاف ومن أجلهم أولئك بالذات أطلب على الأقل أن يكونوا صادقين مع أنفسهم فيتجنبوا في أسوأ الأحوال أن يدافعوا عن الظلم والأستبداد سواء عن نية مبيتة أو حسن نية وإن كانوا فعلاً معارضين ولو قليلا ... على رأي المرحوم الشاعر الكبير / محمود درويش فليكتبوا بمعاناة أهلهم ووطنهم ومعاشهم أو يصمتوا وهو أضعف الأيمان . فالنظرات والمواقف والمفاهيم في البحث عن الحلول للأوضاع السياسية والأقتصادية والأجتماعية المتأزمة والمتكررة في اليمن تختلف عند الأفراد ومختلف فئات وطبقات المجتمع فلدى البعض قد تكون علمية وتقدمية ولدى البعض الآخر، من منطلق مصلحته في الحفاظ على الوضع القائم وأخرين يرونها منافية للأخلاق بل ورجعية في بعض الأحيان لذا يستحيل أن تكون هناك في مجتمعنا اليمني الطبقي فلسفة سياسية واحدة ونظرة واحدة حول الأوضاع المتأزمة بالنسبة للمظلومين والظالمين للحاكمين والمحكومين لذا فالمتتبع للدراسات والبحوث والمقالات في الصحافة المطبوعة والصحافة الأليكترونية وتصريحات جمهرة المسئولين السياسيين اليمنيين المؤيدين للحكومة والمعارضين لها سواء في الداخل أو الخارج كل من هذه الأطراف التي تبحث في الشأن اليمني أو تتحدث عنهُ تجعلك تُصاب بالدوار وتفقدك البوصلة التي قد تساعدك في رؤية حقائق الوضع في اليمن وتعجز عن فهم ما يحدث وهى ليست بإشكالية جديدة بل هى لصيقه بوضع اليمن وبالممارسات السياسية الفاشلة التي ينتهجها النظام وهى نتيجة منطقية لغياب الشفافية والأستعداد لقول الحقيقة وليس نصفها أو تغييبها كلية سواء ممن يؤيد أو يعارض الحكومة . ويبدوا أنهُ من الصعب علينا نحن اليمنيين أن نعكس الواقع كما هو حتى في التعامل من خلال علاقاتنا البينية كأفراد بحيث نتقبل النقد المتبادل بيننا البعض إذ إن النقد يعتبر لدى الجهات الرسمية ولدى بعض الزملاء والأصدقاء سبّه وشتيمه لا تحتمل ولا بد أن يرد الصاع صاعين ويقال حينها أن البادئ أظلم . وهى لعمري كانت ولا زالت وستبقى واحدة من أكبر مصائبنا كيمنيين إذ لا يؤخذ على أن ممارسة النقد تهدف الى تنبيه الآخر بالنواقص القائمة وضرورة معالجتها وبالتالي فإن كان مصيباً فهو أمرٍ جيد وإن كان مخطئاً فيمكن أن يهمل الرأي . وحين تبدأ حوار مع صديق لك مع أستخدام كل الود والأدب والمجاملة الضرورية وإحترام الرأي الأخر في ممارسة النقاش مع أفكارة إذ حالما يشعر الصديق أو الزميل بأنك تنتقدهُ بصراحة ووضوح حتى تجدهُ يدير لك ظهرهُ . هذه الممارسة تشكل محنة لكل من يريد أن يستفيد ويطور من مهاراتة وقدراته المعرفية والفكرية بدون تقبل أو ممارسة النقاش والنقد . وأكثر الناس الذين ينزعجون منك أشد الأنزعاج ويرفضون حتى الألتقاء معك موضوعياً أو فكرياً هم السياسيون مع علمهم أنها الحقيقة ولكنهم لم يصلوا الى درجة القناعة وذالك لنقصان إدراكي ومعرفتي لديهم أي أنهم ليسوا مثقفين . برغم أنهم صاروا يرون من أنفسهم مثقفين وسياسيين على حدٍ سواء .
 أصدقائي ... وزملائي ألا تتفقون معي أن الوضع في وطننا اليمن يستوجب مننا جميعاً الصراحة والشفافية والجرأة على قول الحقيقة بعيداً عن التزييف والمبالغة وطرح الوقائع للناس بطريقة واضحة وجلية وأن نؤدي رسالتنا بكل حرية وأنضباط لأن دون ذالك لا يساعد على تعبئة وتوعية الناس وإيصال الحقيقة كاملةٍ إليهم بل يجعلهم يواجهون مفاجئات تدفع بهم الى الأحباط والتحول بهم صوب الأطراف الأخرى (( فصديقك من صدّقكْ وليس من صّدْقكْ )) والنقد شمعةٍ تنير درب الأخرين ... نعم يجب أن يكون لكلاً منا أذناً صاغية للأخر ولنقد الأخر ويفترض بنا رغم كل مصاعبنا ومصائبنا أن نقبل بالرأي والرأي الأخر وأن نقبل بالنقد الموجه لي ولك ولهم وللأخرين على أنه ممارسه طبيعية وضرورية ومفيدة لا أن نتجرعهُ وكأنهُ السم الزعاف . علينا أن نعلم بعضنا الأخر قبول النقد من خلال الإصرار على ممارسته حتى لو فقدنا أصدقاء أعــــــزاء أو مصالحٍ مكتسبة ...... وأن نعمل وفق أسس يجب أن نتعلمها ونبني عليها موضوعاتنا القابلة للنقد والمناقشة بكل رحابة صدر لأنني لا أمتلك الحقيقة دون غيري ويمكن أن أكون مخطئاً في هذا الأمر أو ذاك ويمكن المناقشة حول الأراء بما في ذالك إمكانية التعديل والتغيير والتحسين ولكن أرفض القبول بمن يريد لي أن أتوقف عن النقد لأنها تحسب عليه وأن عليّ الأختيار ... فلا يبدو أننا اخترنا شيء واحد في بلادي اليمن فكل الاشياء تاتي عنوة وان بداً عكس ذلك منذ حضورنا الأول فلم نأت مليء إرادتنا ولم نختار سماكة جلودنا ولا موسيقى أصواتنا ولا هندسة أشكالنا ولا أسمائنا ولا لغتنا لدرجة أننا مجردين من كل شئ ونأتي في نهاية المطاف مقنعين أنفسنا أننا نملك الحياة وما عليها وما فوقها وما تحتها ومثلما أن هناك مشكلات تموت دون حل ومعارك تبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هناك رحلات لا تنتهي وهى رحلة الأستكشاف ولعل ما يؤرق الأنسان نفسه ولعلهُ لا يفهمها إلا في ظل ما أخبرنا به الله تعالى مقتنعين أو غير مقتنعين مبالين أو غير مكترثيين ............................................................


موسى مجرد
كاتب يمني أمريكا
[email protected]