Home Articles Orbits ثورة 11فبراير من اجل انتصار الوطن فقط
ثورة 11فبراير من اجل انتصار الوطن فقط
د. عيدروس النقيب
د. عيدروس النقيب

كانت ثورة 11 فبراير لحظة خلاص من الألم للعمل من اجل الولوج الى المستقبل بروح وثابة متطلعة الى تغيير الوضع المؤلم الذي كان يعيبه القمع ، مصادرة الحريات ، استمرار دولة الاستبداد و تجذير الفساد .

اذ كان الأمل عند كل اليمنيين هو الوصول الى لحظة الشعور بالأمن من السلطة الجائرة و الأمان من ممارساتها الظالمة عن طريق اشتراك كل فئات المجتمع التي صنعت لحظة الثورة في إدارة البلد . ليعيد الجميع الاعتبار للسعيدة ومن عليها من البسطاء ،الفقراء ، المظلومين التي كانت قلوبهم تحمل بجمالها حب الوطن وكافة أبنائه ورغم انها كانت الفئات الأكثر استحقاق بالحرية إلا ان شعورها بهذا الامر مصدره حاجة المجتمع كل اطيافه و الوانه الى الحرية التي تمكنا جميعاً من اظهار ابداعاتنا قدراتنا انفعالاتنا مهاراتنا في صوغ لحظة المستقبل المُعَبر عنها في العيش تحت ظلال دولة القانون وجوهرها العدالة و المساواة للـ ، وبين جميع أبناء السعيدة.

لكن هاهو الحلم يتعثر و الآمال تكبت و الدماء تنزف و الجراح تتعمق و الوطن يمزق و النفسية تنشطر و تتألم .

لمَ هذا يحدث ؟ اما كنا جديرين بما نحلم به ؟ .

بلا فأن من حقنا ازدهار وطننا و تطوره و اشتعال النشاط الذي استحقاقه الوصول بوطننا الى مصاف الدول الناهضة .

ثورة 11فبراير انطلقت بأهداف واضحة تحفها عناية الله و استعداد الجماهير بالتضحية من اجلها وهذا ما يحدث الان لان فئة من بين صفوف ثورتنا كنا نظن انها معنا . واذا بها تغتال كل طموحاتنا بغرض الوصول الى السلطة و استعادة موروث الإباء الامامي وفي اسوء الأحوال إعادة نظام المخلوع بكل مساوئه لاستطاعتها التعايش معه . فعصابة الحوثي ونظام المخلوع يبدو انهما منسجمان في الهدف و الوسيلة بالانتقام من كل من اشترك في الثورة ضد الامام 26 سبتمبر1962 , وفي ثورتنا 11 فبراير ضد طغيان المخلوع بما يعني ان استعادة السلطة عن طريق العنف هو ما يحدث الان لتركيع الوطن و المواطن لهذه السلطة الملفوظة والعصابة المنبوذة اللتان تريدان تكريس قيم الذل و المهانة في نفوس الاحرار المواطنين اليمنيين الابرار اللذين ما استكانوا لهذه القيم المقيتة عبر التاريخ . صحيح اننا في اليمن نتميز باللين و الاخلاق الاصيلة لكن كرامتنا وطموحاتنا بالأمن و الاستقرار و الحرية و العدالة جزء من اصالتنا و لن نتخلى عنها . لذلك ها هي الاحداث منذ أحدى عشر شهر تثبت ان اليمنيين جديرين بالانتصار لمَ ضحوا من اجله وسينتصرون و سيصبح ما حدث في التاريخ مقتاً و عاراً لمن أراد ان يغتال هوية اليمن العربية بغية رميها في أحضان فارس . وهذا لن يتأتى طالما ان دماء اليمنيين حارة تعلوهم كل قيم الحب و الجمال لوطنهم وعشقهم لكرامتهم و العيش على هذه الأرض الطيبة تحت قيم فقط العروبة و الإسلام و الانتماء الحقيقي لبلدنا .

بالتأكيد سيكون لتضحيات الاحرار في 11فبراير القول الفصل في توجهاتنا لصنع المستقبل.