Home Articles Orbits إليك في ذكرى يوليو أيها القائد الخالد
إليك في ذكرى يوليو أيها القائد الخالد
موسى مجرد
موسى مجرد
كالضوء في ذاكرة النهار ......
وكالماء في ذاكرة النهر ......
وكالورد في ذاكرة الحدائق ......
أتيت إلينا حلمً جميل ... أنت يا جمال عبدالناصر 
الجبال ناصرية الهواء ... والبحر وحدوي الروح 
والمكان العربي أشتات
والزمان قاسٍ ... 
يكره الأمة ... يعشق النفط 
يلبس قبعة الغريب ....

تظل هذه الأبيات الرائعة للأديب شاعر اليمن الكبير الدكتور / عبدالعزيز المقالح حاضرة في مخيلتي لا تفارقني البتة أحفظها عن ظهر قلب وأتغنى بها دوماً في حلي وترحالي وفي أحزاني وأفراحي .... أحاول جاهداً في هذا الزمن الصعب والموحش القاسي أن أُمني النفس أن يأتينا من بين رؤساؤنا وملوكنا وأمراؤنا من يسير على خطاك ويصبح لنا ذات يوم حلم جميل كالذي تغنى به شاعرنا ولكن هيهات !!!! فالنفوس أمتلأت بالعطش وجفت حلوقها على المكبوت من الأحلام والممنوع من الرغبات تستند عذراواتها على خرائط منتظرة وقد أصابتها العنوسة وتقلصت طاقتها في مرافئ الليل المنسدل دون نهاية فوق حارات الرياض وأسواق القاهرة العتيقة ورغم أنف الجميع يبقى إسمك أنت أيها الزعيم الخالد / جمال عبدالناصر محفور على صفحات قلوبنا وتظل صورتك تتراقص أمام عيناي وتظل مقاطع أسمك الخالد لحن ناي حزين على شفتي فلاحة فلسطينية عاشقة لأرضها ... سيدي ، وقائدي ، وزعيمي أبى / خالدٍ أشعر بالفخر والزهو لأنتمائك العربي الذي يجمعنا بك كيف لا ؟؟ وأنا واليمن وبلاد العرب بأكملها مدينة لك أيها البطل الذي فجر ملحمة بطولية في تاريخ البشرية جمعاء تلك الثورة التي هزت عروش الأستعمار وأيقظت روح الأمة وأحيت المشاعر الثورية التحررية في كل أصقاع الدنيا الواسعة فبلغت بذالك قمة السؤدد والمجد وأعتليت منصة الخلود . لقد كنت بطلاً شهماً بكل ما تحملهُ الشهامة فلم تكن ثورتك التي ولدت من رحمها ثورات عبثية أو حروبٍ كحروب الملوك والحكام العابثين بإرادة شعوبهم المبتلاة بهم بل كانت ثورات نبيلة لنصرة الشعوب المقهورة وتحريرها من قيود الوحوش الضاربة والتي عدت منها جميعاً مكللاً بالنصر المؤزر .. تحتل صورتك البهية خيالي فأهيم بك عشقاً أيها العربي الأصيل يا أروع رجال الدنيا أرفع رأسي وأتطلع الى صورتك الشامخة كشموخ أهرامات الجيزة أنظر الى عينيك الحانيتين فتنبض الدماء في عروقي سعيدة ساخنة كيف لا ... أذكرك وأمجدك بذكرى ثورتك المجيدة وقد كنت القائد والزعيم والرئيس المؤمن والملهم المحرر وحاملاً شعلة التحرير والحرية ليس في الوطن العربي فحسب بل في كل أصقاع المعمورة من حيث تشرق الشمس والى حيث تغيب فإذا عالم الأحرار والشرفاء يذكر جيفارا وصلاح الدين وعمر المختار وتشرشل ونابليون وديغول كعظماء فأنت أيها القائد الخالد قد جمعت كل أولئك في نبلك وشرفك وزعامتك وحنكتك وثورتك التي تحتفل بها هذه الأيام شعوب أمتك العربية من المحيط الى الخليج وكل الشرفاء والأحرار على ظهر هذه البسيطة يحتفلون بالذكرى الثامنة والخمسون لقيام أم الثورات العربية أنها ثورة 23 من يوليو1952 م تلك الثورة التي جئت بها أيها القائد والى جانبك كوكبة من زملائك الضباط الأحرار في حقبة مفصلية وحاسمة من تاريخ أمتنا المجيدة ثورة جئت بها وأستطعت من خلالها تحرير الأمة العربية من إرسان التخلف والتبعية ... ثورةً رفعت فيها راية التحرير من المحيط الى الخليج ونفضت بيديك غبار الذل والعار عن هذه الأمة وحطمت قيود الكهنوت وأعتقت رقاب الشعوب العربية من الأستعباد لوكلاء الأستعمار والأسترقاق لأرباب الدرهم والدينار ... نعم لقد كانت ثورة عظيمة دوى صداها في كل أصقاع المعمورة ثورة أستنشق عبيرها كل كبد رطب في الوطن العربي الكبير قضيت فيها على أرباب العروش والقروش وما كنزوه بثمن بخس من أستعباد العباد ومص دماء المساكين وعرق جبين الكادحين فصفقت لك كل الأيادي وهتفت باسمك كل الحناجر .... ثورة أنجبت ثورات أستمدت قوتها من قوة وحنكة قائدها الذي أستمد قوة منطقهُ من قوة منطق التاريخ الذي صاغ صورتهُ الجماهيرية حيث كان إلتزامهُ بقضايا الوطن العربي ومسارعتهُ بالدفاع عنها وسيلتهُ في توصيل هذه الصورة إلى شعب الأمة العربية في كل مكان . نحتفل اليوم بذكرى ثورة يوليو المجيدة ولا يزال الفراغ واليتم والحرمان يخيم على بلاد العرب منذ رحيلك عنا فقد عجزت الأمة أن تنجب أمثالك . فعاد ورجع إلينا المستعمرون الجدد تحت مسميات عديدة ليدنسوا ويحتلوا أجزاء واسعة من الوطن العربي وأصبحوا كالوحوش الضاربة براً ، بحراً ، جواً ، أنتهكت الأعراض ، وسبيت النساء ووزعن سبايا في الملاهي الليلية ، ملايين الأرامل وملايين الثكالى ، وملايين الأطفال وألاف الأجنة المشوهة زرعوا في قلب وطنك الكبير ,,, نحتفل اليوم بذكرى ثورة يوليو وقد أصبحنا شتات قوم بعد أن وحدتنا تحت رايتك يحكمنا رعاع همج عجزوا رغم كثرتهم أن يشمروا عن سواعدهم ليردوا الغزاة الى أوكارهم خائبين لأنهم سقطوا في بئر الأستسلام والخنوع في زمن التردي والسقوط ...؟؟؟ نحتفل اليوم وكلنا أمنيات أن تعود إلينا لتمسح على جروح الأرامل والثكالى والأيتام بيديك الحانيتين في بلاد النهرين وبلاد الأرز لبنان وفلسطين الجريحة ...؟؟؟ نحتفل اليوم بذكرى يوليو وأنا أناجيك من خلف الغيوم والغمام علّلك تسمع مناجاتي وتقر عيني أنا الذي أتطلع إلى وقع خطاك الواثقة وأنت تعود إلينا وتحررنا من تسلط وظلم حكامنا فينا ...؟؟؟ نحتفل اليوم بذكرى يوليو المجيدة وهناك شئ كبير وعظيم نعوزهُ ونحتاجة إنهُ الفرح والشموع وأنت الفرح والأمل والرجاء وأنت النور والضياء الذي غادرنا ليلتنا ذات مساء ليحل الظلام فينل ليل ونهار ... !!! فعد إلينا أيها البطل لتعيد وتشعل قناديل الحرية من جديد بأصابعك التي خطت أعظم ثورة في تاريخنا المعاصر إنها ثورة23 يوليو 1952 م نحن في إنتظارك فهل أنت قادم ؟؟؟ يا أروع وأشجع الرجال .