Home Articles Orbits أين الثورات اليمنية ؟
أين الثورات اليمنية ؟
عمر الضبياني
عمر الضبياني
لم يعد الحديث مجدي عن ثورات كانت حلما جميلاً وواقعاً صحيحاً وملموساً معطراً بالدماء الزكية والذي إشتركت فية قوات عربية فتشكلت ملحمة قومية وسيمفونية جميلة في جنوب شبةالجزيرةالعربية ضد قوى الشر والإمبريالية العالمية معلنة إندحار الظلام وبزوغ فجر الثورة والتغيير والتعمير وبناء الانسان اليمني بكونة المكسب العظيم والذي قامت الثورة لأجلة معطية الأمل بغد جميل يدخل فية اليمن منظومة العصر ضمن سائر الشعوب الحية خاصة واليمن أرض الحضارة ومنطلق العرب , لهذا كانت الثورة أمل الشعوب الشقيقة المجاورة ويكفي العناوين العظيمة للثورة والمتمثلة في الأهداف الستة والتي تبخرت فإنتهت أحلامنا بتبخرهاوسيطرة قوى الردة ليبقى من الثورة الأهداف بلاتفعيل ! والجمهورية اسم فقط بلا مضمون !، لتستغل هذة الأهداف المكتوبة في تدعيم النفوذ الأسري في كل المواقع الاجتماعية والسياسية وكأنةإنتقام من الثورة والشعب الثائر وكأنها كانت غلطة تاريخية ،ومايحصل في السنوات الاخيرة من تشظي وإنفلات وتغيير كثير من المفاهيم الا دليل هذا الإنتقام ، لهذا لابد من البحث عن المتسبب في ضياع الثورات اليمنية وتسخيرها لفئة أو أسرة متناسيين تضحيات شعبنا العظيمة وعذاباته لأجل الثورة والإنتصاروالعمل لنقل واقعنا المتخلف نحو عالم التقدم والمدنية والعلم والتكنولوجيا؟ لذلك نقول إنة ثمة نخب وقوى سياسية كثيرة تعمل لترسيخ القيم السلبية والإحتكارية والهروب من الواقع ومتطلباتةّرغم تمظهرها بالعصرية والحداثة فنجد ممارسات الكثير من النخب تصب في الإتجاة المعاكس للثورة ربما دون قصد لكن الواقع يقول ذلك , وهو مانجدة حتى في التكتلات المعارضة وإن صبغوإلتفافاتهم الحزبية أو النقابية بمظهر ديمقراطي مطبوخ سلفاً لكن الواقع يقول إنها نفس أساليب الحاكم من حب السيطرة والوصاية والتمسك المميت بالمناصب دون إستشعار للمسئولية الملقاة على عواتقهم أمام الشعب ومن أجلة ، وكل هذة المفاهيم مخالفة للثورة ومبادئها والديمقراطية ومتطلباتها.
ونحن في شهر أكتوبر نقترب من ذكرى إستشهاد الرئيس الحمدي الذي أعاد للثورة زخمها وحجًم المشروع الرجعي بعد حركتي الخامس والسادس من نوفمبر التي حاولت فيها قوى الرجعية العربية إعادة عجلة التاريخ للوراء وقتل الثورة والتي شكلت بداية الضربة الموجعه للثورة حيث أعطت فرصة لقوى الردة والإرتزاق لتوحيد صفوفها مدعومة من القوى الرجعية العربية بكل سخاء فنجحوا في مطاردة قادة الثورة وحصارهم وقتل البعض ليقابل ربة شهيداً، وهكذا كانت بداية التفريغ للثورة من معناها الحقيقي بالغدر والحيلة وإغراء الدولارات . حتى جاءالزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي في 13من يونيو وأعاد للثورة معناها الحقيقي فأبرزت الحركة الوجه الطبيعي الخلاق لشعبنا وإبداعاتة وشوقة للحرية فكان النهوض اليمني في كل المجالات السياسية والفكرية والإقتصادية ، شقت الطرق وبنيت المدارس وتم إفتتاح التلفزيون ومصانع الغزل والنسيج وكان المثقفيين الثوريين في الطليعة المدافعة عن الثورة وثوابتها معتمدة على فهم القيادة الحكيمة والواعية والمستوعبة للواقع ومتطلباتة وكم كانت تعز مدينة الثورة رائدة المدن اليمنية رائعة حتى إن القائد الشهيد ابراهيم الحمدي سماها مدينة الطلاب , في الوقت الذي لاتفرق اليوم بين حصار غزة وتعز والضالع ، وقد شهد العالم من أقصاة الى اقصاة بزخم تلك المرحلة وأنها مثلت الثورة الحقيقية بفضل الله عزوجل أولاً ثم بحنكة وإقتدار قائدها ووطنيتة "المزاج العام لليمنيين في هذا العام، لم يكن مثل الأعوام السابقة. فاليمن تعيش حالياً مرحلة ازدهار اقتصادي. وقيادة الحمدي للبلاد طوال السنوات الثلاث الماضية أدهشت جميع الدبلوماسيين ، فهو حازم في السلطة ، ويبع سياسة انفتاح على كل الاتجاهات وسمعة الحمدي الدولية تزايدت منذ توليه السلطة ،حيث رأس مؤخراً المؤتمر الرباعي الذي طالب بجعل البحر الأحمر بحيرة سلام، ونال اهتمام دولياً . وبالنسبة للاقتصاد اليمني فإنه ينمو بسرعة فائقة . ومستوى المعيشة في ارتفاع مضطرد"الجارديان البريطانية 1977م،وقد انصف البردوني حين قال إن فترة الحمدي هي الفترة الذهبية وتصحيح مسار الثورة وإعادة هيبتها وإعتبارها ، وبدون شك أن الحمدي يسكن في قلب كل يمني شريف فلايمكن أن يطمسوا تاريخ الحمدي ليس بكونة رمز الثورة وصانع الجمهورية بل بكونة شهيد الوحدة الاول .
واليوم تهل علينا ذكرى الثورات المسروقة في ظل وطن يرقد في غرفة العناية الفائقة !خمسة عقود على ثوراتنا والحال من سئ الى أسوء بكون الحكم الحالي يحمل طابع أسري واضح والأمن لاوجود له والظلم حدث ولاحرج والعدالة في إجازة مفتوحة والجيش الوطني القوي أصبح شبح يرعب المواطن فبدلاً من حمايتة يحمي الحاكم ومصالحة الآنية الأنانية والسيادة الوطنية في خبر كان بعد أن أصبح اليمن تحت الوصاية السرية لدول الجوار والمجاعة في تنامي والهوة كبيرة بين قلة غنية تعيش في بذخ وأغلبية تحت خط الفقر, أماعلى الصعيدالعلمي والثقافي فالجهل يجد رعاية واضحة فأغلب المدرسين يتقاضون رواتب وهم في المهجر ووأغلب المدارس بدون كتب دون تقدير للشهداء الابرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل يمن أكثر إشراقاً وشعبٍ حي عامل بقوة مع أمتة ضمن القوى التقدمية العربية .كل ذلك يصحبة تراجع في الخطاب القومي الرسمي وتخندق مع قوى الرجعية العربية لمواجهة الخط القومي المقاوم في تناقض واضح مع إرادة الشعب اليمني المعروف بقوميتة ومقاومته ووقوفه مع كل القضايا القوميه العادلة و في إستسلام وخضوع واضحين وفاضحين لوصاية الانظمة الرجعية العربية التي حاربت الثورة منذ إنطلاق الشرارة الاولى لها .
ولكن المخيف بصراحة هو الموت البطيئ وحالة الإستسلام التي يعيشها جزء كبير من شعبنا"والذي لا يمكن أن يتم التغيير الإيجابي المنشود دون تحركة"وكأنة يئس من إمكانية الحصول على الحياة الحرة الكريمة التي يستحقها، لذلك لابد من مضاعفة جهود التوعية الشعبية بحقوق المواطن التي كفلها القانون والدستور والوسائل الدستورية والقانونية للحصول عليها وإن اظطر الأمر لإنتزاعها إنتزاعاً ً، خاصة في هذة الفترة العصيبة من تاريخنا المعاصر بكون الوحدة تمر في أخطر منعطف يمكن أن تمر بة لعدة أسباب منها ممارسات الحاكم الخاطئة والإنفصالية التي أقصت شرائح كبيرة من الشعب وظلمتها وصادرت حقوقها حتى باتت الوحده عنوان للظلم والقهر والإستبداد ، فمن خلال الربط بين الثورات والوحدة ندرك أن من سرق الثورات وحولها لمكاسب شخصية نفسة من يعمل لتدمير الوحدة من خلال إقصاء الأخر وعدم معالجة الخلل وإستخدام العنف مما يدلل على فشل النظام الحاكم في تبني المشروع الوحدوي بكونة غير قادر بل لا يقبل إشراك الأخرين في الحكم بإعتبارة إرث تاريخي خاص به! وهذا يضاف للتراكم السلبي والذي أحسب أنة من صنيعة النظام ذاتة،بالإضافة الى وجود مجاميع تعمل على تقسيم اليمن وتدميرة لتشوية الحلم العربي بالوحدةالمنشودة وتصويرها بصورة غير صورتها الطبيعية في ظل وجود إعلام رجعي مسيطر وأنظمة خانعة لكل أجندة الخارج ، ومن هنا علينا الإنتصار للثورة ولشهداء كل حركات التحرر الوطني كي لانكون مشاركين في تشريح الوطن وتوريثة بعد طلب إحتلالة فالدستور والقانون يعطي الشعب حق التغيير بكل الوسائل السلمية من مهرجانات ومسيرات وإعتصامات وندوات حول الثورة والوحدة والبحث عن أنجع الوسائل الدستورية للتغيير الإيجابي والإنعتاق .
_____________________

[email protected]
عمر الضبيـاني ، يمني المولد ، عربي الهوية ، ناصري الأنتمـاء