Home Articles Orbits كيري. . .الذي لا يمكن الوثوق به
كيري. . .الذي لا يمكن الوثوق به
د. عيدروس النقيب
د. عيدروس النقيب

على الرغم من عدم عرضه أي تفاصيل عن خطة حل الأزمة في اليمن كان واضحا أن وزير الخارجية الأمريكي ظل طوال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حريصاً على عدم التعرض لما يغضب الانقلابيين بل كانت معظم أحاديثه تشير إلى طرفين متساويين يتصارعان، وليس طرف انقلابي متمرد وسلطة يفترض أنها شرعية ويعترف بها كل العالم بما في ذلك دولة الولايات المتحدة الأمريكية التي يمثلها كيري.

ما اتضح من ملامح الخطة هو موضوع تلازم المسارين الأمني والسياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم الأسلحة إلى طرف ثالث حتى الآن لا يعرف إن كان محليا أم أجنبيا.

خلال المؤتمر الصحفي بدا السيد كيري كمن يمثل الطرف الانقلابي ولم يتردد أكثر من مرة في الإشارة إلى تعرض مؤسسات مدنية ومواطنين مدنيين لقصف قوات التحالف التحالف لكنه لم يذكر ولو مرة واحدة الاعتداء على المدنيين وقصف المستشفيات والمدارس والأحياء السكنية ومخيمات النازحين وتدمير مساكن المواطنين وتفجير المساجد وقتل الأسرى واستخدام بعضهم دروعا بشرية، وغيرها من الجرائم البشعة التي ارتكبها وما يزال الانقلابيون يرتكبونها.

كيري لمح إلى قضيتين مهمتين هما: إن الحوثيين أقلية ولا يجوز لهم أن يتحكموا في مصير ملايين اليمنيين، وإن ما لم يتم الاتفاق على هذه الخطة فإن هناك خيارات أخرى، في إشارة إلى خيار الحسم العسكري مع من يرفض هذه الخطة.

أعرف أن هذه الخطة مما اتضح منها ، على الأقل، تقدم للحوثيين مكاسب فوق ما كانوا يتمنون وتأخذ من السلطة (الشرعية) الكثير من حقوقها، لأن الحديث عن حكومة وحدة وطنية يعني تقاسم الحكم بين الجاني والمجني عليه، ومع ذلك لا أتوقع أن يوافق عليها الانقلابيون وإذا ما وافقوا فإن شيطان التفاصيل سينط من جديد إلى المقدمة ليستخدمه الحوثيون وحليفهم صالح في ابتزاز السلطة الشرعية والحلفاء والشركاء الإقليميين والدوليين لمضاعفة المكاسب أو لإفشال أي اتفاق نهائي لإنهاء الأزمة.

السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا لو رفض الانقلابيون هذه الخطة؟ هل ستشارك الولايات المتحدة في أي إجراء عسكري لردعهم عن غيهم وردهم إلى سواء السبيل؟

لست متأكدا من هذا ولدي اعتقاد أقرب إلى اليقين أن كيري وحكومة بلاده هم أكثررفقا بصالح والحوثيين من إيران نفسها التي ينفذون أجندتها ويعبرون عن تطلعاتها الإمبراطورية.