Home Articles Orbits اليمن على موعد جديد مع الأمل..
اليمن على موعد جديد مع الأمل..
سليمان السقاف
سليمان السقاف

لا أعتقد أن عاقلا يرضى بتحمل مسؤولية ﺟﺴﻴﻤﺔ كمهمة انقاذ اليمن في ظرف ﻛﻬﺬﺍ ﻭﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ، ﻧﺎﻫﻴﻚ أن يكون ذلك الشخص ﻫﻮ السفير عبدالرحمن محمد ﺍﻟﺤﻤﺪﻱ، وﻟﻜﻦ إن ﺣﺪﺙ ﺣﻘﺎ تكليفه ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭﻗﺒﻮﻟﻪ فعلا فإن ذلك سوف يعني الكثير والكثير لليمن واليمنيين، فهو من لا تنقصه الخبرة ومن لا يفتقر للاحتراف، هو الشاب ﺍﻟﻢﺅﻫﻞ ﻭﺍﻟﺮﺟﻟ ﺍﻝﻤﺜﻘﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ السابق، وباختصار ﻓﺃقل ما يمكن قوله فيه أنه رجل دولة من الطراز الأول، ثم تأتي ﺗﺎﻟﻴﺎ علاقته كأخ شقيق للرئيس الحمدي ليس ﻛﻤﻨﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﻟﻸﺫﻫﺎﻥ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﻌﻘﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ تزيد من إلتزاماته الوطنية والأخلاقﻱة ﺑﻤﺎ ﺕﻔﺮﺽﻩ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺏ ﺍلحفاظ على الإرث التاريخي لأسرته المختزن في ذاكرة اليمنيين، ﻫﺬﺍ إن لم يكن بمقدوره تنميته ومضاعفة ذاك الرصيد.

ينتمي السفير عبدالرحمن محمد الحمدي لأسرة الحمدي شكلا وموضوعا، ولتاريخ حاضر في أذهان اليمنيين وضمائرهم، وفيما لو تم ﺍﻷﻣﺮ كما توحي ﺑﻪ التسريبات القادمة من نيويورك فإن اطلالته على الناس ﺣﺘﻤﺎ سﺗﺨﻠﺐ وجدان كل اليمنيين لأنهم سيعجزون عن التفريق بينه وبين محبوبهم المغدور به ﺷﻘﻴﻘﻪ الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي بالنظر للتشابه الدقيق بين الشقيقين خلقا -بفتح الخاء- وخلقا- بضم الخاء- وﺣﻨﻜﺔ ﻭنبوغا، وﻝسوف يحيي ﻇﻬﻮﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﻢ في أعماق ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ جذوة الأمل ﺏمستقبل مختلف، وغد ﺃﺟﻤﻞ يذكرهم بمرحلة لا زالوا يحنو إليها، ولقائد لم يرتووا يوما من ظمأ الأشواق إليه.

عبدالرحمن الحمدي الﺷﺎﺏ الذي عركته الحياة ﺩﻫﺮﺍ ﻭﺃﻋﺪﺗﻪ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻋﻤﺮا، فكانت نشأته ﻃﻔﻼ في بيت حكم وترعرعه في كنف شقيقه الرئيس، الﺻﺒﻲ الذي ﺗﺸﺮﺏ أفكار ﻗﺎﺋﺪ 13 ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻭﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ الثمالة، ﺍﻟﻔﺘﻰ الذي أودع أقبية محمد خميس في يوم اغتيال ﺃﺧﻮﻳﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻡ ﻭﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻃﻮﺍل ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻀﺖ ﻟﻢ يهن ﻳﻮﻣﺎ ولم يضعف ﻟﺤﻈﺔ، وكلما ﺯﺍﺩﺕ ﺍلقسوة ﺗﺠﺎﻫﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺰﺩﺍﺩ صلابة وإيمانا وإصرارا، ﺣﺘﻰ بلغ بنفسه وبمثابرته مكانة استحق بها اليوم تقدير العالم وثقة الفرقاء الذين قد لا يجمعون على شيئ كاجماعهم على كفاءته ونزاهته، ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺃﻧﻪ آخر رجل يمكن أن يظهر ﻣﻬﺮﺟﺎ ﻭشاهد زور ﻭﺁﺧﺮ ﺷﺨﺹ ﻗﺪ يقبع في موقعه أخرسا كشاهد قبر أقل حياة من الميت نفسه، ولن يكون ﺑﻄﻠﻨﺎ أﺩﻧﻰ من فدائي أو أقل من منقذ يضاف لعداد المعجزات ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ.