Home Articles Orbits اليمن يدخل محطة جديدة من التأزم
اليمن يدخل محطة جديدة من التأزم
الوحدوي نت
الوحدوي نت

إحباط محاولة تفجير طرود بريدية كان منشأها اليمن على متن طائرات شحن أميركية قد يؤدّي بالنهاية إما إلى زيادة تفجير الموقف داخل هذا البلد أو إلى رفع درجة التوتر بين واشنطن وصنعاء أو إلى الاثنين معاً. كان المفترض أن يكون الأمر غير ذلك. تعطيل العملية من شأنه في الحالة العادية أن يصب في تعزيز العلاقة والاستقرار.

لكن الوضع ومخاطره وحساسياته ناهيك بهواجسه المتبادلة بين الجانبين الأميركي واليمني؛ يهدّد بالعكس. فالإدارة الأميركية تبدو متجهة بعد هذه الحادثة نحو التصعيد وبما يزيد من إحراج الحكومة اليمنية وصعوباتها الداخلية. مصادرها تسرّب الإشارات والتلميحات أنها تعتزم إدخال الطائرات دون طيار في المطاردات التي تقوم بها ضد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» المتواجدة عناصره، حوالي أربعمائة عنصر حسب التقديرات الأميركية، فوق الأراضي اليمنية. الوحدوي نت

وطبعاً على أن تتولى «سي أي آيه» هذا النوع من العمليات مع وضع قوات خاصة تحت تصرفها. نسخة طبق الأصل عن ما تقوم به هذه الوكالة في الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان في ملاحقتها لحركة «طالبان» وحلفائها. والأخطر من ذلك، أن عمليات القصف المزمعة هذه قد تجري من دون موافقة الحكومة اليمنية ولا حتى استئذانها مسبقاً. وتردد أن هذا التوجه في طريقه ليصبح سياسة معتمدة باتت تلقى المزيد من التأييد في الإدارة و«البنتاغون».

مشهد يمني

والمعروف أن صنعاء كانت أبدت شديد انزعاجها، قبل أشهر قليلة عندما تناهى إلى علمها أن واشنطن تخطط لرفع وتيرة عملياتها داخل الأراضي اليمنية لملاحقة مجموعات «القاعدة». لكن هذه المرة يبدو أن المسألة تجاوزت التخطيط وباتت على عتبة التنفيذ. وتزعم واشنطن أنه في ضوء عملية المتفجرات هذه بات من الصعب عليها التقيد بحدود التحرك الذي تسمح به الحكومة اليمنية. كلام يؤشر إلى أن المشهد اليمني مقبل على الدخول في محطة جديدة من التأزم المفتوح سقفه.

والخطير في ذلك، أن وضعه الداخلي الدقيق خاصة في الشمال والجنوب لا يحتمل المزيد من التأجيج الأمني. لكن الإدارة الأميركية تبدو متجهة إلى تعنيف وتوسيع الجبهة الجديدة. قصة الطرود الملغومة عزّزت هذا الخيار وفتحت طريقه بل سهّلت تسويقه، فهي أثارت الكثير من المخاوف والقلق على الرغم من تعطيلها ليس فقط لأنها تطور نوعي خطير كاد أن يشكل عملية اختراق امني كبير بل أيضا لأنها كشفت عن خلل في رصدها والتنسيق بخصوصها في مطارات أوروبية تشكل بوابة العبور إلى القارة الأميركية.

فلم يعد سرّاً أنه حصل قصور وارتباك في التنسيق بين الجهات المختصة في بريطانيا وألمانيا. في المطار البريطاني، فات الخبراء التعرف على المادة المتفجرة خلال تفتيش الطرد.. لم يدركوا خطورة الأمر إلاّ بعد معاينة الآلة الطابعة للمرة الثانية بعد أن عرفوا من خلال وسائل الإعلام أن الجهات الأمنية في مطار دبي ضبطت آلة مفخخة مماثلة وبعد أن تبلّغوا معلومات في هذا الخصوص من الشرطة الألمانية التي تأخرت هي الأخرى في التبليغ.

بل أن رئيس الوزراء البريطاني لم يعلم بالموضوع إلا بعد مرور حوالي عشر ساعات. كل هذه الوقائع أبرزتها وسائل إعلام أميركية كما سلّطت أضواءها على الوضع اليمني وتحدياته الكثيرة والصعبة، فضلاً عن واقع العلاقات الأميركية- اليمنية التي تضعها واشنطن في خانة «هبّة باردة هبّة ساخنة» مع الاعتراف بأنها شهدت «تحسّناً» ملحوظاً في الآونة الأخيرة.

الآن وبعد ضبط هذه المحاولة في اللحظة المناسبة وإجهاضها، تبدو إدارة أوباما على عتبة تفعيل جديد لسياسة نقل الحرب إلى الخارج، لمنع هذا الأخير من المجيء بها إلى أميركا. تصعيد ربما انتهى عند توقعات أحد المراقبين المخضرمين الذي قال: «أمس كانت حرب العراق، اليوم أفغانستان.. والمقبلة ستكون في اليمن».

 

واشنطن- فكتور شلهوب

عن البيان الاماراتية