كان زاده القيم والمبادئ .. وقوته في قول الحق بجراءة وشجاعة.
كان بسيطا حاملا لهموم البسطاء .. وشامخا بحمل قضايا وطنه وأمته.
قلمه يرعب أرباب الفساد وصوته يرهب أصحاب الأيادي المرتعشة والسلوك الانتهازي.
فضل أن يعمل سائق تاكسي بعد عودته من دراسته في مصر على وظيفة تمنح له بشهادة حسن سيرة وسلوك من جهاز الاستخبارات.
عاش متقشفا وشريفا ، وغنيا بسجل نزيه ورصيد كبير من بياض اليد وصدق الموقف.
يسعى كل المتلونين وفاقدي القيم والمبادئ للتمسح بتاريخه بغية تعويض مافقدوه.
كانت حروفه تزعج القصر ومواليه وشخصيته الجذابة والجامعة تنغص صفوهم.
وفي عصرية اليمة قيل اغتيل أو رحل وهو يلوك أغصان قات ولم يبحث أحد عن أسباب رحيله.. اكتفى الجميع بإخفاء خيبتهم وخوفهم بتوهيمة القضاء والقدر.
لكننا فقدنا رجل استثنائي جريء وممتلئ بالفكر والقيم ومناضلا سامقا في زمن الأقزام.
هو نموذج يحتذى به للمناضل العفيف والسياسي الشريف والكاتب المسئول والشجاع.
لم يتسنى لي ولكثير من جيلي معرفته لكن ماثره ومواقفه وسيرته العطرة شدتنا لسائق التاكسي المكافح صاحب الرؤية الواضحة والموقف القوي.
عن المناضل والقائد الناصري أحمد طربوش سعيد أتحدث في ذكرى رحيله الـ 19 .
رحمة الله تغشاه وأسكنه فسيح جناته