سائقو باصات النقل، كنت تقول للواحد منهم: على جنب يا أخي ، يرد عليك : طيب بعد الجولة. الآن «تقله على جنب، يقلك بعد خليجي 20»!
ومن المحتمل أن نسمع أحد الآباء الآن يحث أبناءه على المذاكرة قائلاً لهم : الذي ينجح ويجيب معدل تمام باشله معي خليجي20.
كما يخيل لي أن محاضر التحقيق في البحث الجنائي صارت على هذا النحو:
- أيش اسمك يا جني؟
- مرشد ناجي الحلص.
- كم لك محبوس؟
- من قبل خليجي 20.
- وهذا الصنفور الذي في رأسك، أيحين طلع لك؟
- بعد خليجي20.
وأما الذي يتابع تصريحات كل من في الدولة ابتداء من أكبر راس إلى أصغر «ركبة» يعتقد – بالصلاة على النبي- أن اليمن خطفت كأس العالم !
حتى بعض خطباء مساجد السلطة صرت تسمعهم الآن، ما بين المغرب والعشاء، يشتمون المتآمرين والخونة والأعداء، ويسبحون بحمد خليجي 20 ، ويعتبرونه هو وجامع الصالح من أهم إنجازات عصر التوحد الإسلامي الحديث!
باقي شوية بس ونسمعهم يقولون: إن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» من بعد بطولة خليجي 20 اعتمدوا الرئيس صالح حكماً دولياً لكاااافة البطولات!
المهم بدا الأمر وكأن خليجي20 ثورة ثالثة بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وبدلاً من أن استغلال نجاح استضافة البطولة وجعلها مناسبة طيبة لتطبيب جراح اليمنيين وتعزيز دعوات المحبة بينهم أحالوها إلى «عيفطة» مغرورة وإلى مناسبة لزبط الخصوم ولإعادة إنتاج خطاب متعالٍ وجالب للمصائب.
ناقص بس نسمع طلبة المدارس يهتفون في طابور الصباح: «الله، الوطن، الثورة، الوحدة، خليجي20!
بالمناسبة، كم كان عدد سكان اليمن قبل خليجي 20 ؟ وكم أصبحوا الآن؟ وما الذي قدمه الاستعمار البريطاني والنظام الإمامي الكهنوتي للشعب؟ هل قدموا لهم خليجي 20؟ وماذا قدم للوطن أولئك الخونة والمتآمرون على الثورة والجمهورية والوحدة وخليجي 20؟
وحتى الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في أبريل القادم، والتي من المحتمل أيضاً أن يتم تسميتها بـ«دورة انتخابات خليجي 20»، وليس هذا ما يستدعي الغرابة أبداً، بل الغريب – وما غريب إلا الشيطان- أن المؤتمر الحاكم بدا وكأنه غير آبه بالنتائج، المهم أن تقام بطولة الانتخابات في موعدها، وربنا يخلي الجيش!
وبعد الانتخابات ستتشكل الحكومة الجديدة، ونجد الوزراء يؤدون اليمين الدستورية على نحو: أقسم بالله العظيم، أن أكون مخلصاً لمبادىء الثورة والجمهورية والوحدة وخليجي 20.
ولا يستبعد أن يعلن مجموعة من «الفهلوية» رسمياً عن إنشاء منظمة جماهيرية مختصة أساساً بحماية خليجي20 من التصحر! ومنظمة أخرى ستعلن عن نفسها تحت اسم «منظمة خليجي20 في القلب» ومنظمة ثالثة تحت اسم «شباب من أجل خليجي20».
ومع الوقت يمكن لأولئك «الفهلوية» أن يقيموا دورة ألعاب رياضية يتم تسميتها «دورة ألعاب الرئيس صالح 20»!
المهم «قلة ولف» ما قد حصلتش لا من قبل ولا من بعد. والحمد لله أن المنتخب لم يحقق نتائج تبيض الوجه وإلا كان نهار أبينا أسود فوق هذا السواد ذاته.
يا إلهي! كم أن مزاج فخامة الرئيس مثقوب، الأمر الذي يسمح لأولئك «الفهلوية» والمتهبشين - دائماً - أن يحطوا من قدر كل شيء جميل وعظيم بما فيهم شخص الرئيس نفسه.
عن حديث المدينة