Home Articles Orbits سبع وصايا قاسية
سبع وصايا قاسية
فتحي أبو النصر
فتحي أبو النصر

لا سلام مالم يعتذر الحوثي، عن قيامه بالإستيلاء على الدولة بالقوة، وعن خوضه حربا ضد الشعب، ومن ثم إعلانه حل ميليشياته التي ارتكبت جرائم وانخراط اتباعه المدنيين في السياسة كما ينبغي، وبعيداً عن الإستغلال السياسي للدين.. على أن يتوصل مع كل الأطراف بشجاعة وشفافية لجبر ضرر الشعب من الحرب بشقيها "حربه والتدخل الخارجي"، ومن ثم خروجه هو من المشهد كشخص تأزيمي، بل ويريد تحويل نفسه لمقدس فوق الدولة وفوق المواطنة المتساوية.. مالم فلامناص من محاكمته إذا استطاع الشعب ذلك، وتوفرت الفرصة مع تحول موازين القوى كما يقول المنطق.

ثم لا سلام ..مالم تعتذر السعودية عن كل نفوذها التقليدي المشايخي والوهابي الذي أعاق اليمن عن بناء دولة منذ عقود، مع إقرارها بفتح صفحة جديدة تفرضها مقتضيات التاريخ والجغرافيا والأمن الإقليمي لإرساء شراكة تعويضية وتنموية مع الدولة ومكافحة الارهاب بحسب متطلبات الواقع.. الدولة اليمنية المنشودة هنا طبعاً بما هي حاضنة لكل الأطراف، وبما هي جابرة لضرر الشعب من الحرب وتداعياتها، وبما هي ذات وعي تكاملي إقليمي وذات سيادة وليست تابعاً، كما ذات حق طبيعي في إقامة علاقات مع كل الدول على أساس مصالحها العليا لا مصالح الجماعات والأفراد.

كما لاسلام مالم تعتذر السعودية لضحاياها من المدنيين جراء التدخل، وتعويضهم، مالم فمن حق ذوي ضحايا تدخلها من المدنيين و الأبرياء المطالبة بحقوقهم وإقامة تشبيكات حقوقية لأجل انصافهم.

كذلك لا سلام.. مالم يعتذر صالح أيضاً عن تحويله الجيش ملكية خاصة به، وتجييره الدولة لمصالحه بعد حكم 33 عاماً، ومن ثم خروجه كشخص تأزيمي من المشهد وعدم إستمرار ربط نفسه بالمؤتمر وتحويله إلى قفاز لجنونه.. مالم فليقر بنزع الحصانة العجيبة عنه على أن يحق لضحاياه محاكمته إذا أرادوا.

بالتالي لاسلام.. مالم يقر الإصلاح بأنه حزب سياسي، ويكف عن إستغلال الدين سياسياً، على أن يحدد موقفا ًحقيقياً من كوارث الزنداني وتياره ، وعلى أن يخرج علي محسن من المشهد كشخص تأزيمي تماماً.

 أيضا لاسلام .. مالم يعتذر هادي نفسه عن تمديده لنفسه، وعدم التزامه بما كان عليه في مرحلة انتقالية، وإرجاء الخلاف السياسي على شكل الدولة، حتى تتفق كل الأطراف على المسألة بوعي فاعل لا بنزق منفعل، ومن ثم خروجه من المشهد كشخص تأزيمي تساهل وتحامق فوق مستوى التصور.

فضلا عما سبق لاسلام.. مالم يستوعب أزلام الإنفصال أولويات اللحظة الراهنة، التي تمر بها البلد ويغادروا وعي التأجيج الذي لن يصب في مصلحة القضية الجنوبية العادلة، جراء تحويلها لأداة ابتزاز وتضخم ذات ومسعى أوهام، تنطوي كمايقول الواقع على قفزة نحو المجهول، بدلاً من تشجيع السياسة في الجنوب وفق أطر موضوعية ناضجة تراكم منجزات لصالح حل القضية الجنوبية، واستعادة الشراكة الوطنية اللائقة، ثم إن الإقليم والعالم لن يغامرا في تكرير جنوب سودان جديد في اليمن.

وباختصار أشد: لاسلام مالم يبدأ من إحتكار الدولة للسلاح، وأن يسودها القانون لاغيره.. وتحديداً يبدأ من حكومة مشتركة مسؤولة لجبر ضرر الحرب على المدى القريب والمتوسط مع حل حقوقي حقيقي للقضايا الوطنية العالقة والمستجدة ودمج الجيش وفق أسس وطنية والتعامل مع الوظيفة العامة بعيداً عن الإحتكار الجشع الذي سيؤدي لكوارث مضاعفة بحق مؤسسات الدولة لحساب مراكز قوى الحرب.

* نقلاً عن المصدر اونلاين