العتواني : الانتخابات يجب أن تكون ترجمة للإصلاحات السياسية المتفق عليها بين كل الأطراف
الوحدوي نت
دعا الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان حزام العتواني المواطنين الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية إزاء السياسات والممارسات الخاطئة التي تتبعها السلطة في إدارتها لشؤون البلاد.
وقال العتواني في مقابلة أجرتها معه قناة «الجزيرة» من خلال برنامجها اليومي «ضيف المنتصف» مساء الأربعاء الماضي، إنه كان من الواجب على الحزب الحاكم أن يعمل على تنفيذ اتفاق فبراير الموقع مع أحزاب اللقاء المشترك إن كان حريصاً على أمن وسلامة الوطن لا أن يقوم بوضع العراقيل ويتنصل من تنفيذه ثم يأتي ليتحدث عن الفراغ الدستوري.
وتساءل العتواني إن كانت الانتخابات أهم في نظر الحزب الحاكم أم أمن الوطن ووحدته واستقراره.
وفي ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية، أكد الأمين العام أن الحديث عن أية حكومة للشراكة لابد أن يكون بعد الجلوس على طاولة الحوار والاتفاق على الإصلاحات السياسية المطلوبة التي نستطيع من خلالها تجاوز الأزمات والمشاكل القائمة في البلاد.
الوحدوي تنشر اللقاء نظراً لأهمية ما جاء فيه ..
> أعدها للنشر : محمد شمسان
مقدمة البرنامج
ضيفنا من صنعاء سلطان حزام العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن والقيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض.
> الجزيرة: أهلاً بك سيد عتواني علمنا أنك تعرضت قبل أسبوع لحادث اعتداء وتركت ذخيرة حية داخل سيارتك كُتب عليها رسالة تهديدات.. إلى أين وصلت التحقيقات في هذا الموضوع؟
- العتواني: مرحباً بك أختي الكريمة أولاً أشكر قناة الجزيرة، بالنسبة لحادثة الاعتداء التي تعرضت لها في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي طبعاً لم توافينا الجهات الأمنية حتى هذه اللحظة بنتائج التحقيقات مع المعتدين.
> الجزيرة: البعض سارع في تسيس الأمر باعتبار أنه جاء بعد الدعوة الى هبة شعبية على خلفية تعديل قانون الانتخابات.. هل فعلاً يمكن الجزم من خلال مثلاً ما كتب على الذخيرة الحية التي ألقيت على سيارتك؟ على أي أساس تم هذا الحديث؟
- العتواني: أولاً هي ليست ذخيرة حية بل هي خزينة سلاح كلاشينكوف مكتوب عليها رسالة تهديدية، لكن فيما يتعلق بالرسالة أو الحادثة بشكل عام فالأمر متعلق أو مرتبط بالتأكيد بالموقف الذي اتخذته أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم في المؤتمر الصحفي، وهي أيضاً نتاج للتحريض المستمر من قبل السلطة على المعارضة.
> الجزيرة: بمناسبة الحديث عن الدعوة إلى هبة شعبية لماذا لم تحدث حتى الآن؟
- العتواني: طبعاً هذه مسألة مرتبطة بقضية الزمن والزمن طبعاً في مثل هذه الحالات مهم، وبالتالي الناس بحاجة الى توعية والى توضيح للمواقف التي ينبغي من خلالها تحديد وجهات نظرهم أو دعوتهم للوقوف أمام القضايا التي...
> الجزيرة مقاطعة: ربما سيد عتواني إذا سمحت لي توعية بماذا بالنسبة لمصطلح الهبة الشعبية ما المقصود به؟ هل هو نوع من أنواع العصيان المدني؟ هل هو دعوة لمقاطعة الانتخابات؟ أم ماذا تحديداً؟
- العتواني: هي نوع من أنواع استنهاض الشارع اليمني لكي يتحمل مسؤوليته في الأزمات والمشاكل التي تُصنع في هذا البلد، وأنا أعتقد بأنها وسيلة من وسائل التعبير عن الرأي والرفض للممارسات والسياسات التي تنتهجها السلطة الحاكمة.
> الجزيرة: البعض يراها وسيلة أوالوسيلة الوحيدة وأنها تأخرت هذه الورقة ما ردكم على هذا؟
- لا لم تتأخر أنا اعتقد بأن كل شيء يأتي في أوانه، المسألة طبعاً هناك اعتصامات هناك احتجاجات، وقضية الهبة الشعبية أو استنهاض الشارع أنا اعتقد بأنها تتويج لما بدأنا به في الفترات السابقة وطبعاً كل شيء بأوانه وليس هناك تأخير في هذا الموضوع.
> الجزيرة: تتحدث عما بدأتم به في الفترة السابقة في الواقع هناك فارق كبير بين الهبة الشعبية والغضب ولغة الحوار التي كنتم قد تحدثتم عنها وأنها بدأت بالفعل وكان هناك حديث عن تشكيل لجان مشتركة في هذا الخصوص.. ماذا حدث بالنسبة للحوار؟ لماذا واجهه هذا المطب والأزمة؟
- العتواني: الحقيقة مشكلتنا مع الحزب الحاكم إن الاتفاقات التي نعقدها ونوقعها معه في سبيل الخروج من الأزمات والمآزق التي يعاني منها البلد، جميعها تصطدم في الأخير بالتعنت وعدم التنفيذ، نحن في عام 2009م وقعنا اتفاق فبراير وتم بموجبه التمديد لمجلس النواب لمدة عامين من أجل إصلاحات سياسية لتطوير النظام السياسي والنظام الانتخابي بما في ذلك القائمة النسبية لكن سنتين تقريباً كادت أن تنتهي دون أن يتم شيء في هذا الاتفاق، في شهر يوليو من العام الحالي وقعنا اتفاق آخر مع الحزب الحاكم لتنفيذ ولتشكيل لجنة للإعداد والتحضير للحوار الوطني، وفي اكتوبر الماضي أعلن الحزب الحاكم من جانبه إغلاق باب الحوار، بالتالي أنا أعتقد بأنه ليس هناك من سبيل آخر لمواجهة هذه التصرفات الحمقاء التي ينتهجها الحزب الحاكم سوى دعوة الناس إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم ومن هنا جاءت الدعوة الى الهبة الشعبية من هذا المنطلق.
> الجزيرة: سيد عتواني بما أنه ليس معنا أحد من الطرف الآخر يمكن القول بأن الاتهامات التي أطلقتها بشأن هذا الموضوع يمكن أيضاً لأى شخص من الحزب الحاكم أن يطلقها بحقكم، هذه اتهامات متبادلة بأن كل طرف يقصر، بأن كل طرف يُحمل الطرف الأخر مسؤولية التقصير وإيقاف الحوار، لكن فيما يتعلق باتفاق فبراير 2009م الحكومة تقول بأن الوقت مضى دون إجراء الإصلاحات، ولكن هذا لا يعني أن الاستحقاق الدستوري كالانتخابات يمكن أن يمضي، فالبرلمان يصبح دون شرعية إذا فعلاً تأجل الموضوع مرة أخرى، ولا يمكن التأجيل إلا لمرة واحدة، الأمر أصبح خارجاً عن نطاق الاختلاف في الرأي؟
- العتواني: طبعاً هذا من تبرير الحزب الحاكم لتفويت الوقت وتمريره، أنا اعتقد بأن اتفاق فبراير كان ينبغي أن يتم تنفيذه لأن أي استحقاق دستوري يتكلمون عنه لا بد أن تسبقه إصلاحات سياسية، لأن الانتخابات هي تحصيل حاصل أما بالنسبة للوقت الحاضر قضية الاستحقاق الدستوري مقدمة على الإصلاحات السياسية، فأنا اعتقد بأنها أزمة جديدة ستضاف إلى الأزمات التي تعيشها البلد، ونحن عندما وقعنا اتفاق فبراير كان الهدف منه أن يتم إجراء إصلاحات سياسية للخروج بالبلد من أزماتها التي تعاني منها، بالنسبة لقضية الاستحقاق أو الفراغ الذي يتكلمون عنه طبعاً هذا في مخيلاتهم، هل الفراغ الدستوري الذي يتكلمون عنه أهم من قضية الحفاظ على وحدة البلد، وقضية الإصلاحات السياسية، أنا أعتقد بأن الإصلاحات السياسية هي الأولى، وهي أيضاً المقدمة على أي اعتبار آخر، وفي حالة إجماع القوى السياسية التي كنا وما زلنا نقول بأنها يجب أن تجتمع في إطار مؤتمر وطني هي التي سوف تعطي الشرعية للمؤسسات.
> الجزيرة مقاطعة: طيب ولكن لنتوقف عند دعوة رئيس الجمهورية لكم بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعد للانتخابات رفضتم هذا العرض.. لماذا؟
- العتواني: لا طبعاً هذا كلام أنا أعتقد فيه كلمة حق يراد بها باطل وهي مغالطة من المغالطات التي يحاول الحزب الحاكم أن يوهم بها الناس بأن المعارضة تجري وراء الحكومة من أجل الحصول على حقائب وزارية، نحن قلنا بأن أية حكومة وحدة وطنية ستتشكل يجب أن تكون عقب موتمر الحوار الوطني الذي يستمخض عنه قرارات لحل المشاكل والأزمات التي تعاني منها البلد، وبالتالي تتحمل هذه الحكومة مسؤولية تنفيذ هذه القرارات التي ستنتج عن مؤتمر الحوار الوطني أما اليوم تشكيل حكومة وحدة وطنية يعني تحميلها أوزار الحزب الحاكم التي مارسها خلال السنوات الماضية ورمي كل المساوئ التي مارسها الحزب الحاكم خلال المرحلة الماضية وتحميلها المعارضة مسؤولية تلك المساوئ، طبعاً هذا الكلام مرفوض.
> الجزيرة: ألم تكن هناك فرصة ربما من خلال هذه الخطوة لتمرروا الاصلاحات التي تريدونها بدلاً من الدعوة الى هبة شعبية؟
- العتواني: لا الإصلاحات لن تمرر من خلال الحكومة لكنها ستمرر من خلال حوار وطني تتشارك فيه كافة القوى التي لها مواقف في الساحة سواءً كانت في إطار الأخوة في الحراك الجنوبي أو في إطار صعدة أو في إطار المعارضة بالخارج، كل القوى والأطراف التي لها قضايا هي التي يجب أن تضع الحلول للمشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد، وبالتالي الحكومة التي يمكن أن تشكل أو تنشأ بعد ذلك هي التي ستعمل على تنفيذ ما يتفق عليه.
> الجزيرة: ذكرت كل الأطراف.. هل هناك توجه لبلورة موقف موحد مع كل هذه الأطراف في وجه الحكومة؟ هل هذا شيء تدرسونه؟
- العتواني: نحن نسعى وقد بدأنا في هذا الجانب من خلال ملتقى التشاور الوطني الذي انعقد العام الماضي وشكلنا لجنة تحضيرية تضم الى جانب اللقاء المشترك شركاء اللقاء المشترك من مختلف شرائح المجتمع ومكوناته، وبالتالي نحن أيضاً نتواصل ونمد أيدينا إلى الأخوة في المحافظات الجنوبية، الحراك الجنوبي، والحوثيين ومعارضة الخارج وإلى كل القوى التي تعاني من هذا الوضع القائم.
> الجزيرة: في الواقع قطعتم شوطاً مع الحوثيين تحديداً وقعتم قبل أيام بيان مشترك معهم هل هذه مقدمة مثلاً لتوقيع بيانات مشابهة مع الأطراف الأخرى؟ هل هناك نية في القريب العاجل لفعل ذلك؟
- العتواني: نحن وقعنا قبل ذلك اتفاق مع عدد من الاخوة من قيادات المعارضة بالخارج في يونيو العام الماضي ونحن نسعى الى أن تلتحم معنا كافة القوى لكي نتحمل مسؤوليتنا في مواجهة الواقع، ولكي أيضاً نتحمل مسؤوليتنا في حماية بلدنا من الانهيار والتشظي نتيجة الأزمات التي يعاني منها بلدنا اليوم، والتي لم يقدم الحزب الحاكم أية معالجات لها بل إن إصراره وممارساته التي يتبعها اليوم جميعها تؤدي الى المزيد من الأزمات، ونحن لسنا بحاجة إلى المزيد من الأزمات.
> الجزيرة: طيب فقط لمحاولة فهم دقيق لموقفكم بالنسبة للانتخابات المقبلة، ماهي مطالبكم كي تتشاوروا في هذه الانتخابات؟
- العتواني: طبعاً الانتخابات يجب أن تكون حرة ونزيهة ويجب أن تكون معبرة عن إرادة الناس ويجب أن تكون أيضاً ترجمة لإصلاحات سياسية يتفق عليها الناس، نحن خضنا انتخابات عديدة الانتخابات السابقة كانت كل واحدة تأتي أسوأ من التي قبلها، وبالتالي فقد رأينا بأن الانتخابات ليست هي المدخل الحقيقي للإصلاحات لكن الحوار الوطني ومؤتمر الحوار تلتقي فيه كافة مكونات المجتمع لتضع الحلول والمعالجات ثم تأتي الانتخابات لتتوج هذه الحلول والمعالجات.
> الجزيرة مقاطعة: إذن ماذا ستفعلون؟ فقط اسمح لي حتى نفهم تماماً دعوتكم للهبة الشعبية وأنت تقول بأنكم تحتاجون وقت للإعداد والناس تحتاج للإعداد والاستعداد لهذه الهبة ما الذي يمكن أن نتوقعه خلال الأيام المقبلة؟
- العتواني: والله طبعاً بالنسبة لموضوع الهبة الشعبية يجب أن يتحمل الناس مسؤولياتهم في إيقاف هذا التهريج الذي يمارس تحت دعوة الاستحقاق الدستوري طبعاً هذا الاستحقاق الدستوري الذي يدعو إليه الحزب الحاكم هو محاولة لإعادة إنتاج نفسه من خلال انتخابات مزورة، ومن خلال قانون انتخابات أيضاً غير شرعي من خلال لجنة انتخابات غير شرعية ومخالفة للدستور ومخالفة للاتفاقات التي تمت بين القوى السياسية والحزب الحاكم.
> الجزيرة: طيب هذه المرحلة وصفت من قبل عدد من المراقبين بينكم وبين الحزب الحاكم بأنها وصلت إلى طريق مسدود، هناك انسداد سياسي هل توافق على ذلك وما هي الخيارات المتاحة الآن للخروج من هذه الأزمة؟
- العتواني: نعم بالفعل أوصلنا الحزب الحاكم إلى طريق مسدود وإلى احتقان سياسي متزايد الخيارات سيكون واحد من اثنين إما العودة الى الحوار والحوار الجاد والصادق مع كافة القوى لبحث كافة القضايا والأزمات على طاولة الحوار أو السير في قيادة عملية التغيير من خلال الناس.
> الجزيرة: أيهما ترجح من يحمل مفتاح القرار في هذين الخيارين؟
- العتواني: الحزب الحاكم هو الذي يتحمل مسؤولية ما قد يحدث، وعليه أن يقرر إما الاتجاه الى طريق السلامة، أو أن يجر البلاد إلى مشاكل لا نتمناها نحن أصلاً.
> الجزيرة: أشكرك سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الناصري والقيادي في تكتل اللقاء المشترك المعارض.
شكراً جزيلاً
- العتواني: شكراً لك.