في مثل هذا اليوم قبل أربعون عاما اغتيل الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي ،ومع مرور الزمن اثبتت الايام والوقائع ان الحمدي غادرنا غدرا كشخص. وبَقى حيّا كمشروع وتجربة سياسية تعد الأنصع في تاريخ اليمن الحديث.
مشروع الحمدي هو مشروع الدولة المدنية الحديثة التي نفتقدها اليوم، ومن اسرار نجاح هذا القائد الفلته ترجمته للقيم والمبادئ إلى عمل وممارسات يقر بها العدو قبل الصديق.
كان الرئيس القدوة في سلوكه وممارساته فجسد ثقافة الموقع تكليف لا تشريف فعمل على اسقاط الاقطاعيات العائلية التي كانت تتقاسم الدولة وتتملكها.
تجربة الحمدي هي حكاية مشرقة جاد بها الزمن لرئيس كان يمنيا مخلصا لبلده ونزيها متخلصا من نزوات السلطة ومطامعها وعصبيوة العائلة والمنطقة والقرابة. فحبه اليمنيون لانه يعبر عنهم وعن همومهم، وكأن مواطن بسيط زاهد هو من يحكم اليمن انذاك فكان صوتا لكل اليمنيين .
وعندما استشهد الحمدي لا لشيء سوى انه كان يعلي مصلحة اليمن فوق كل مصلحة ذاتية او سلطوية او مناطقية او جهوية أو مذهبية.
واليوم يزداد المتباكون على الحمدي ، ويتكاثر المدعون لوراثته والتغني بسلوكياته وطهارة ادارته للدولة وهم في سلوكهم وممارساتهم يقدمون أنفسهم كنقيض للحمدي وتجربته في بناء الدولة ،وكأن إبراهيم الحمدي تركه خاصة توارثوها .
ياهؤلاء الحمدي عنوان لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة وتجسيدا للنزاهة والمواطنة المتساوية واحترام الوظيفة العامة وصون المال والممتلكات العامة.
وأنتم مجرد مدعون اعتدتم التمسح بالمثل والتستر وراء القيم .. وأثبتت الأيام أنكم لستم سوى تجار تتاجرون بالقيم والمبادئ ونضالات اليمنيين العظام.
اليمن اليوم بحاجة لحمدي جديد يمثل القدوة سلوكا وعملا وينتصر لقيم الدولة لا لدراويش سياسة يتغنون بتجربته ويمارسون نقيضها.
ونجزم انه منذ وأد انتفاضة 15 أكتوبر 87م وإعدام قادتها عقمت التجارب السياسية بتقديم التجربة الوطنية الملامسة لهموم اليمنيين والمعبرة عنهم .
والمبكي أن كل القوى العاجزة اليوم عن تقديم تجربة مشرقة في ادارة الدولة أو تبني صادق لهموم وقضايا اليمنيين تفر صوب تجربة الحمدي اما لستر عورتها ، او لاستغلال قضية الشهيد وجريمة اغتياله التي فرطوا فيها منذ عقود لاستغلالها اليوم في الصراع السياسي .
أيها التائهون: إبراهيم الحمدي اكبر من قزميتكم فدعوه وشأنه ، الستم من حاولتم تناسيه فترات طويلة سعيا لتغييب تجربته عن الأجيال اليمنية وبقت ذاكرة اليمنيين هي الحاضنة الحافظة لهذه التجربة ومأثرها.
الله ما أبشعكم!! وأنتم تحاولون ادعاء الطهر في وليمة اللئام.. غير مدركين ان وعي الناس ومنطق العصر لا يقبل هذه الدروشة السياسية الممجوجة ولا استمرار المتاجرة بالقيم والمثل.