بداية اهنئ التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قيادة واعضاء وانصار بمناسبة مرور 53عاما على تأسيسه متمنيا له المزيد من التوفيق في مسيرته النضالية حتى تتحقق اهدافه الوطنية والقومية ..
لقد مر التنظيم بمحطات نضالية مهمة في التاريخ اليمني، قدم من خلالها الكثير من التضحيات وخصوصا في معارك سبتمبر واكتوبر ضد الامامة في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب وفي مشاركته بالدفاع عن الجمهورية وفي ملحمة السبعين يوما .. ويعلم الجميع بدوره الكبير في بناء الدولة الحديثة في فترة الشهيد ابراهيم الحمدي في شمال الوطن وما قدمه من تضحيات جسام بعد استشهاد الحمدي في سبعينيات القرن الماضي وكيف تعرض للاقصاء والملاحقة والتشرد والسجون بعد ذلك .
ويعتبر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري احد ركائز العمل السياسي والنضالي التي لقحت الوعي اليمني بمفاهيم حداثية كالحقوق والحريات والديمقراطية والشفافية، وكان في مقدمة الاحزاب السياسية في ممارسة الديمقراطية داخل اطره التنظيمية ،حيث يحسب له بانه كان السباق في تغيير امناء عمومه عبر الانتخابات الحرة في مؤتمراته العامة ..ومن اهم شعاراته النضال من اجل تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية.. ولعب دورا مهما في تعزيز الروابط القومية بين اليمن والاقطار العربية ذات التوجه القومي ، وساهم في تفعيل العمل القومي العربي عبر الاحزاب العربية في الاطر القومية من اجل الدفاع عن قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وبعد تحقيق الوحدة اليمنية التي لاشك انه ساهم في النضال من اجلها مع كافة القوى الوطنية كان يقف مع مشروع بناء دولة الوحدة بافق ديمقراطية وتعددية حديثة التي انهارت في حرب صيف 1994.
وبعد حرب 1994 ساهم التنظيم الوحدوي في تاسيس تكتل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضة التي رفضت نتائج الحرب وتبعاتها من الاقصاء والتشرد والتسريح القسري من الوظائف للشريك الاساسي في تحقيق الوحدة وهو الحزب الاشتراكي اليمني ، ودعت الى تصحيح المسار الوحدوي والتمسك بالديمقراطية والتعددية كدعائم اساسية لبناء دولة الوحدة.
ثم ساهم التنظيم بتاسيس تكتل احزاب اللقاء المشترك في عام 2001 الذي واجه سلطة الفساد وراكم الوعي النضالي العام ونتج عنه ثورة 11فبراير 2011..وساهم التنظيم في الحوار الوطني بشكل فاعل وفي اعداد مسودة دستور جديد لدولة اتحادية جديدة تتجاوز كل الازمات التي تراكمت خلال اكثر من نصف قرن بسبب فشل الحكام.
وعندما حصل انقلاب على مخرجات الحوار الوطني من قبل الحوثي وحليفه علي عبدالله صالح كان للتنظيم الناصري موقف رافض تجلى اكثر خلال حوار الموفنبيك الذي استمر شهرين وافشله الحوثي عندما اعلن الحرب على كل اليمن ..وحينها اعلن التنظيم وقوفه الى جانب الشرعية وتصدر للمقاومة المسلحة مع الجميع عندما فرضها الحوثي فرضا على الجميع..
ولا احد يستطيع ان ينكر بان التنظيم الناصري، وهو يقاوم الحوثي مع الشركاء من كل الوطن ، لم يتخلى عن دوره في الدعوة الى تاسيس نموذج الدولة في المناطق المحررة ، كما يمارس دور المعارض للتجاوزات التي تحصل في هذه المناطق.
احيي مواقف التنظيم الناصري واطالبه بالمزيد من النضال من اجل اقامة دولة للجميع في كل ربوع اليمن ،وادعوه الى تصحيح بعض اخطائه بالمزيد من النضال والشفافية والديمقراطية.. وكل عام وهو بالف خير وطليعي..
*الامين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية اليمنية ..ووزير سابق