ليس من السهل على شخص رافقته المعاناة والمرارة في مشوار حياته التعليمي، أن يجمع كل أشياءه كلها هكذا ويبهرنا... إنه فصل من قصة مدهشة، بدأت منذ أن وطأت قدماه مدرسة القرية "الجيل الصاعد"ـ قشيبة، مشاهدها ومحطاتها مثيرة وعابسة...لكن فصولها الأخيرة مليئة بالإعجاب.
يُقال بأن المال سند الروح؛ وهذه المقولة قرأناها كثير في كتب الأدب، لكنها لم تسند كثيرين، ومنهم الضوء الذي شق طريقة بإعجاب واقتدار... عبد الرقيب.
لم يكن باحثنا في يوم من الأيام من معطوبي الأحلام، بل كانت أحلامه وطموحاته فوق العادة، ولم يكن يُدرِك الكيفية التي ستتحقّق بها أحلامه هذه، التي غالبًا ما تكون بعيدة المنال عن ميسوري فكيف بالأدنى حالًا.
كان أكثرنا صبرًا ومثابرةً واجتهادًا، تلمس طريقه وتحسسها بأنامله، وفيها من التفاصيل الكثير من الأمور المثبطة والمحبطة أيضًا من الاستمرار والمواصلة، فكان لديه فائضا من إيمان وثقة وتوكل على الله ببلوغ هدفه، الذي ظل ملازمًا له في مراحل تعليمه، (الدراسة العليا)، وتلك الحرارة التلقائية الذي يفيض بها أبويه ابتهالًا ودعاءً، أنجز الماجستير في جامعة صنعاء، وابتعث من عمله الى جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية لنيل الدكتوراه.
كان أول المتصلين بي ليبشرني، عقب قرار اجتياز مناقشة أطروحته الدكتوراه بامتياز مصحوبا بتوصية طبعها على نفقة الجامعة، وتداولها بين الجامعات، يوم 25 أيلول الجاري، فسألته كيف تشعر الآن بعد رحلة المعاناة الطويلة؟ قال: أشعر أنّ شجرة ياسمين تساقطت ازهارها على روحي وجسمي، وشلّال فرح على وطني الجريح الذي يبحر بأحلامنا بعيدًا.
نعم.... أيلول.. الذي انتزع جدّنا وروحنا(ناصر) في الــ 28 من 1970م، يبقى درتنا وجوهرتنا في جبين الدهر، وهو نفسه اليوم منَحَنَا ما لا يمنحه نيسان... منحنا الباحث المتميز الدكتور عبد الرقيب سعيد ناصر... لذا فالوطن وحده من يستحق كل هذا النجاح.
ذاك أخي الحبيب بعضًا من عدم حياد، وأنا أعيش فرحتك وفرحة أيلول بعيده الـ "57".
والى الفرح القادم بعون الله وتوفيقه، نلتقي،،،.
اخوك وصديقك . احمد سعيد ناصر.