Home Articles Orbits الشهيد القائد عيسى محمد سيف في سطور..
الشهيد القائد عيسى محمد سيف في سطور..
حسن الدولة
حسن الدولة

 

بالأمس جمعني لقاء مع اخي وصديقي الأعز الأستاذ عبدالمجيد ياسين المقطري أحد قيادات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وتطرقنا في الحديث عن الشهيد عيسى محمد سيف الذي لم يكتب عنه إلا النزر اليسير ؛ بينما هو من أولئك القادة الكبار الذين نبغوا مبكرا فقد كان الشهيد طيب الله ثراه وانزل عليه شآبيب رحمته فائق الذكاء والنجابة والصدق والشجاعة والنشاط والحيوية ودماثة الخلق ؛ عيسى ذلك الشاب العبقري النابغة إبن قرية الأشروح /عزلة قدس/ محافظة تعز المولود عام 1943م؛ كان منذ ريعان الشباب شعلة متوقدة من الذكاء يتمتع بحس سياسي استطاع من خلاله ان ينافس اقرانه من شباب اليسار والاحزاب القومية الأخرى وهو لا يزال طالبا في الاعدادية ثم الثانوية والجامعة ؛ ولعل سبب ذلك التفوق انه درس الابتدائية والإعدادية بمدينة عدن فأختلط بالمثقفين من مختلف الإتجاهات باكرا؛ ثم واصل دراسته الثانوية بتعز ؛ وكان الطلاب ينشطون من خلال القاعدة الطلابية المنافسة لاتحاد طلبة اليمن ذي التوجه البعثي ؛ فكان نجما بارزا من نجوم الحركة الطلابية وتراس القاعدة الطلابية ؛ وسط نفوذ اليسار الماركسي والقومي والاسلامي وذلك منذ منتصف عقد ستينيات القرن العشرين حيث لمع نجمه ببن اقرانه؛ ثم ابتعث للدراسة الى مصر / القاهرة ومن هناك تعززت علاقاته بالناصريين من مختلف الاقطار العربية ؛ واحتك بالمفكرين الناصريبن الكبار كعصمت سيف الدولة واحمد صدقي الدجاني ومحمد حسنين هيكل وغيرهم ، وحظي بعطف الكبار واحترام الشباب. وقد استمر في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة فترة طويلة متعمدا الرسوب لكي يواصل نشاطه الثقافي والنقابي من خلال رابطة الطلاب اليمنيين في القاهرة وكان له دور في اصدار مجلة "اليمن" باسم الرابطة؛ يتمتع بروح قيادية استمرت حتى اسس مع رفاقة التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري..
وقد تشرف كاتب هذه السطور بالتعرف عليه عن قرب في القاهرة عام 1973م وبخاصة من خلال حلقات النقاش التي كانت تجرى بينه وبين الشباب من تيار اليسار الماركسي في مقهى زهرة الميدان؛ وفي مقر رابطة الطلاب اليمنيين من طلاب الشطرين ؛ وكذلك من خلال الانشطة الثقافية التي كانت الرابطة تتبناها ؛ ومن اهمها استدعاء مفكريين وسياسيين لالقاء محاضرات في مقر الرابطة وممن حضر من الساسيين الأستاذ محمد احمد نعمان الشهيد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الاسبق والأستاذ عبدالله الخامري عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي والدكتور عبدالرحمن البيضاني والأخير القى عدة محاضرات وقد تبنى الشهيد عيسى تشجيع البيضاني لالقاء تلك المحاضرات التي طبعت فيما بعد في كتب لانها تنتصر للحركة الناصرية ضد اليسار الماركسي ؛ وقد كانت مداخلات الشهيد عيسى محمد سيف مثرية واسئلته ومداخلاته علمية وتأصيلية تدل على عمق ثقافته وسعة إلمامه بالاحداث إلا انه كان يسترسل كثيرا في سرد الشواهد حتى يخيل للمستمع انه كان يقرا من كتاب او من ورقة معدة سلفا ؛ وكان يشاركه في تلك المداخلات طلاب كثيرون ابرزهم من التيار الناصري الاخوة عبدالملك سعيد وعلي عبدالله سعيد القادري الضالعي ومحمد ابراهيم الذين كانوا اكثر فاعلية ومنافسة للطلاب من تيار اليسار الماركسي ؛ واذكر ان الأستاذ محمد احمد نعمان في احدى محاضراته وقد طالت مداخلة عيسى محمد سيف ان قال له :" يا بني انا اتيت الى الرابطة لكي تستمعوا إلي لا ان استمع إليكم" وفي مداخلة له ايضا في محاضرة للاستاذ عبدالله الخامري قام عيسى فتطرق الى نضال التيار الناصري في النضال ضد الاستعمار البريطاني معددا المواقف ومقدما الحجج والبراهين التي تؤكد ذلك بما في ذلك دور جبهة التحرير في طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن؛ منتقدا الجبهة القومة التي اقصت المناضلين من غير الجبهة القومية ؛ فرد عليه الأستاذ الخامري بالقول :"إن من المعلوم ان لكل ثورة ثورة مضادة فأنتم -يقصد الناصريين - كنتم بالنسبة للجبهة القومية ثورة مضادة " فرد عيسى عليه بسؤال : أيهما اسبق الثورة ام الثورة المضادة لها ؟ مشيرا إلى انهم اي الناصريون الاقدم .."
طبعا لا استطيع ان أفي في هذه العجالة بحق الشهيد عيسى بل لست هنا بهذه السطور إلا مذكرا لرفاق الشهيد للكتابة فهم الاعرف والاقدر على الكتابة عن زعيمهم واخص منهم الاستاذ حسن العديني ؛ والمستشار القانوني عبدالمجيد ياسين المقطري ؛ والاستاذ عبدالعزيز سلطان المنصوب؛ والاستاذ علي محسن حميد ؛ واللواء حاتم ابوحاتم؛ والاستاذ عبدالملك المخلافي؛ والاستاذ سلطان العتواني؛ والاستاذ محمد سعيد ظافر ؛ والاستاذ عبدالله سلام الحكيمي والكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم.

فالشهيد عيسى محمد سيف ذلك الانسان الذي اثبت مقدرة فذة في فن القيادة وشجاعة نادرة اثناء محاكمته حيث كان يبرئ ساحة كل رفاقة ويتحمل لوحدة كامل المسؤلية؛ وقد اخبرني احد رفاقه انه عندما صدر حكم الاعدام ضده وضد رفاقة قال لهم وهو مبتسما لا يوجد شيء مليح نحزن على فراقة فقضاء في هذه البلاد اللي فيها كل شيء خيبة؛ بلاد خيبه وشعب خيبة ....ولن اقول الكلمة الاخيرة اتركها لذاكرة من استمع لها في السجن من رفاقه الأحياء.
وقد حافظ على هدوءه ورباطة جأشه في اصعب المواقف منذ ان كان طالبا في القاهرة وهو ذلك الشجاع صاحب المواقف الوطنية والقومية الشجاعة..
وقد كان فوق هذا وذاك يمثل الاب الروحي لشباب التيار الناصري نظرا لفارق السن بينه وبين اغلبهم بإثني عشر سنة او اقل من ذلك ؛ وقد ظل في كلية الاقتصاد حيث كان يتعمد الرسوب ليتفرغ اكثر للعمل السياسي والتفرغ لإدارة العمل النقابي والطلابي والتفاعل مع الحركة الناصرية في اقطار الوطن العربي؛ وتمتد زعامته الى شباب التيار الناصري في الداخل والخارج؛ وكان يتمتع بشخصية كارزمية وعبقرية فذة في فن قيادة العمل التنظيمي والنقابي تفوق مقدرة نظرائه من قيادات الحركة الطلابية من اليسار الماركسي ..
وقد لمست مدى احترام الشباب الناصري له من خلال تفقده لأحوال الطلاب ومشاركته لهم في همومهم وحل مشاكلهم ومتابعته لتحصيلهم العلمي؛ والحرص على حسن السلوك والانضباط في الدراسة وحثهم على التثقيف الذاتي محددا لهم ما يقرأون ومالا يقرأون من الكتب في اوقات فراغهم وفي الاجازات الصيفية على وجه الخصوص.
وما يدل على انه كان مهابا لدى الشباب الناصري ان زميلا ناصريا كان يشرب البيرة في الاسبوع مرة وانه كان يتحين زملاءه في السكن حتى يناموا وقد جهز لنفسه قنينة بيرة "استيللا" باردة ليشربها دون ان يراه احد خوفا من ان يعرف عيسى انه يشرب البيرة!!
وكان هذا القائد الفذ يرسم لشباب التيار الناصري صور مستقبلهم في الحياة العملية بعد التخرج ويوجه ؛ ويبدي رأيه في بعض الترشيحات لشباب الحركة لتولي بعض المناصب ؛ فعلى سبيل التمثيل فقد تم الغاء ديوان شؤون الموظفين وتم انشاء وزارة الخدمة المدنية ؛ وقد بلغ القائد عيسى محمد سيف ان الأستاذ عبدالعزيز سلطان المنصوب مرشحا لتولي منصب الوزير لهذه الوزارة وهو الذي لم يمض على تخرجه من الجامعة سوى عامين فوجه الأستاذ عبدالسلام مقبل ان يقف دون هذا الترشيح حرصا منه على التدرج في المسؤلية ...
نخلص مما سبق ان عيسى قد اعد كادرا وظيفيا مؤهلا في كافة المجالات فما ان قامت حركة 13 يونيو التصحيحية عام 1974م إلا وهناك كادر مجهز يساعد على بناء دولة النظام والقانون..
وجد فيهم قائد حركة التصحيح الرئيس الحمدي بغيته وخير عون له ..
وكان الرئيس الحمدي - رغم تأثره وشقيقه عبدالله بحركة القوميبن العرب - إلا انه كان معجبا كان بشخصية الزعيم عبدالناصر ومتاثرا بأفكاره القومية ؛ وقد صرح ذات مرة بأنه (اصبح مشغولا بما لعبدالناصر وما عليه).
وقد اخبرني الصديق الاستاذ عبدالعزيز سلطان المنصوب ان الحمدي حضر المؤتمر المؤتمر الخامس للتنظيم الذي عقد في منزله بالحديدة وحضره الرئيس الحمدي نفسه وقد رشح المؤتمرون الرئيس الحمدي لمنصب الامين العام للتنظيم لكنه اعتذر عن ذلك الترشيح وفضل ان يكون حضوره مستمعا فقط ؛ وقد ذكر الاستاذ حسن العديني في احد مقالاته له بخصوص الحركة ان عيسى محمد سيف اصدر قرارا صارما قبل انعقاد المؤتمر مفاده ان من سيفشي سر حضور الرئيس الحمدي المؤتمر فمصيره الإعدام.
ذلك لان خصوم الحمدي كانوا يتربصون به وكان عيسى يدرك مدى خطورة افشاء ذلك السر فاصدر ذلك القرار ..
ومنذ ان تولى الرئيس الحمدي قيادة حركة 13 يوليو ركز على اقصاء القوى المشائخية والقبلية ؛ والتوجه نحو الاصلاح المالي والاداري للقوات المسلحة ثم اقصى الضباط من ابناء المشايخ الذين كانوا يمثلون مراكز قوى كالشيخ مجاهد ابوشوارب ومحمد عبدالله ابولحوم قائد سلاح المدرعات ودرهم ابولحوم قائد لواء تعز وحمود ومحمد قطينة وغيرهم..فتقلص نفوذ ودور الشيخين سنان ابولحوم وعبدالله بن حسين الاحمر الذي عاد الى منزله في خمر ...
وبسبب تلك الاصلاحات ولعلاقة الرئيس الحمدي بالرئيس سالمين وسعيهما لتحقيق الوحدة بين الشطرين وكذلك دعودته لعقد مؤتمر الدول المطلة على البحر الاحمر وغير ذلك من المواقف الوطنية والقومية التي تتبئ عن ظهور عبدالناصر جديد جنوب المملكة فخططت لذلك الإغتيال الجبان عن طريق ملحقها العسكري سيء الذكر الهديان؛ بتلك الطريقة البشعة والحقيرة والدنيئة التي تتنافى مع ابسط القيم والاخلاق اعقبه تعيين المقدم احمد الغشمي الذي كان منزله مسرحا لتلك الجربمة ؛ ورغم ذلك فقد استطاع الرئيس الغشمي ان يقنع سالمين على السير في نفس خطى تحقيق الوحدة وفقا لنفس الاتفاق المبرم مع الرئيس الحمدي فأطمأن سالمين ؛ واتفقا على خطوات عملية تم اكتشافها من قبل الرفاق ومن قبل عملاء السعودية في الشمال فتم التخلص من الغشمي ثم اعقبه تخلص الرفاق في الشطر الجنوبي من سالمين فكان سالمين اول رئيس يتم إغتياله في الشطر الجنوبي والغشمي ثاني رئيس يتم إغتياله في الشطر الشمالي؛ وقد خلف الغشمي على عبدالله صالح؛ الذي يعلم الناصريون انه احد المتآمرين في اغتيال الرئيس الحمدي...
ورغم كل تلك الاحداث والناصريون يتعاملون معها بكل اناة وحكمة وحنكة على عكس ردود فعل التيار الماركسي الذي تبنى الكفاح المسلح لتغيير النظام ؛ وهذا التصرف الحكيم والبارع والذكي والتحلي بالحكمة والجلد يعود الفضل فيه لحنكة القائد الفذ عيسى محمد سيف
الذي اعد للإنقلاب الأبيض في 15 اكتوبر عام 1978م لكن امرهم كان قد انكشف لعلي عبدالله صالح الذي افتعل زيارة الى الحديدة مستصحبا معه احد قادة الناصريين وهو الاستاذ عبدالسلام مقبل الذي كان يشغل آنئذ منصب وزير المالية ..
فسهل للنظام افشال الانقلاب ؛ ورغم ان هؤلاء الشباب الذين قادوا انقلابا ابيضا لم يسفكوا فيه قطرة دم واحدة إلا ان النظام ارتكب في حقهم مجازر بشعة قيل ان القتلى بلغوا بالمئات كما ان النظام استغل ذلك الانقلاب للقضاء على قيادات حزبية كبيرة منهم سلطان القرشي وعبدالعزيز عون وعبدالوارث عبدالكريم وعلي خان وغيرهم وجلهم من زهور شباب ورجالات الحركة الوطنية ومن يتذكر تلك المحاكمة الهزلية التي كانت تبث عبر قناة التلفزيون والقاضي عبدالله غالب راجح الحرازب يتعامل مع المتهمين بإستهتار و بطريقة سخيفة اثبت من خلالها عدم اهليته لتولي تلك المحاكمات حيث كان يكرر القول للمتهمين" ارفع صوتك اسمعك لانني ادرن - اي اصم - " والقاضي بذلك القول يثبت عدم أهليته للحكم لان سلامة الحواس من شروط تولي القضاء ؛ ثم صدرت الاحكام بالإعدام وتم تنفيذه ؛ واما العسكريون كاالشجاع الرزاقي ومحسن فلاح واحمد مطير والعشرات من الضباط واضعافهم من الجنود وطلاب الكليتين الحربية الشرطة فلم يخضعوا لأي محاكمة سيقوا الى مكان في مدخل حي السنينة المقابل لمستشفى ازال سابقا وتم اعدامهم بحضور الرئيس علي عبدالله صالح ..
وقد اخبرني الاخ اسماعيل الوجرة وهو لا يزال على قيد الحياة حيث كان منزلهم مطلا على مقبرة خزيمة فشاهد بعد الفجر سيارة عسكرية يتقافز من فوقها شباب فدفعه فضوله إلى الخروج لمشاهدة ما سيجرى وفي ظنه انهم فريق كرة قدم فما ان وصل حتى شاهد ضابط مع جنود حراسة وهو يطلق الرصاص على اولئك الذين ظن انهم فريق كرة قدم فخاف وهرب واختبأ في احدى القبور فشاهده الضابط فتبعه وقال له لا تخف هؤلاء كانوا يقتلوا الاطفال وياكلوا لحومهم؛ ثم انه شاهد ان احد الذين اطلق عليهم الرصاص يزحف ليخرج من الحفرة فصاح سائق الحراثة يافندم يوجد شخص لا يزال على قيد الحياة فعاد الضابط واطلق عليه الرصاص ومضى واضاف انه اخبر شقيقه الاكبر بما شاهد فاتفقا على ان يراقبا ما سيحصل في اليوم التالي فحصل انهم جاءوا بدفعة ثانية لكن أخاه لم يحتمل المنظر البشع فاصيب بغثيان وطرش ومرض يومين وبعد عشر سنوات من الحادث وجد الضابط نفسه وقال له أسألك بالله من اولئك الذي اعدمتهم فرد عليه انهم قادة الانقلاب الناصري الذين صدر بحقهم احكام اعدام .. ونعود الى الشهيد عيسى محمد سيف الذي وصفه الاستاذ عبدالباري طاهر الذي ظل ايضا ملاحقا من قبل اجهزة الأمن لمدة سنتين بعد انقلاب 15 اكتوبر 1978م يقول "اندهشت لثبات عيسى ومقدرته الفائقة في الدفاع عن رفاقة ؛ وتحمله كامل المسؤلية عن اصدار القرار بالانقلاب فقد كان رحمه الله مثالا اعلى في التضحية والفداء والشجاعة والصدق" وهذا الوصف الدقيق لشجاعة القائد الفذ زعيم التيار الناصري ومؤسس التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الشهيد خالد الذكر عيسى محمد سيف يجمع عليه محبو وخصوم الحركة الناصرية ..
وأوأكد في الختام انني لم اف الشهيد حقة وأن ما كتبته ما هو إلا بمثابة دعوة موجهة لرفاق الشهيد ان يكتبوا عنه وعن بقية رفاقه من الشهداء كسالم السقاف ومحمد ابراهيم الشوافي وعبدالسلام مقبل والمحويتي وكل الشهداء من مدنيين وعسكريين امثال محسن فلاح والبطل الشجاع الرزاقي واحمد مطير وغيرهم ؛ اكتب هذا وقد بلغني ان الصديق محمد سعيد ظافر قد انتهى من انجاز كتابه عن الحركة الناصرية المؤلف من خمسمئة صفحة وانه انزل نسخة الكترونية منه وأنا اتلهف لقراءة النسخة الورقية عما قريب ان شاء الله..
المجد والخلود لكل الشهداء الذين بذلوا ارواحهم رخيصة في سبيل رفعة وتطور وحرية شعوبهم ..