المتابع للأحداث سيجد إننا أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن نتتونس أو نتصومل ،فالتونسه سندفع من أجلها القليل من التضحيات مقارنة بالصومله التي حتماً سيكون ثمنها فادح فلتكن التونسه إذاً هي الخيار الأوحد في ظل إصرار نظامنا البائد على تكريس سياسة الفرد الواحد والإتجاه نحو فرض خيارين إما التمديد أو التوريث وهذا مالا يقبل به عاقل.
فلقد تسلى بنا هذا النظام وعبث بمقدرات وطننا 32 عاماً متتاليه عدنا خلالها سنين إلى الخلف , وحتما أن من يقول بأن هناك جديد في السنين القادمه وأن هناك تطور سيحدث وأن مشاكل الوطن سوف تحل فهو كاذب دون جدال.
العالم كله يترقب ماهو قادم من يمن الإيمان والحكمه لأنهم يدركون مدى ثورية هذا الشعب العظيم الذي ظل جمهورياً في ظل نظام الملوك والسلاطين المحيط به من كل الإتجاهات فمتى سنكون عند حسن ظن الناس فينا وهم الذين يتفاخرون بنا ويمجدوننا ويقولون عنا بأننا أصل العرب.
لست يائسً من قدرة الشعب اليمني على التغيير وهو يعاني أكثر بكثير من معاناة الشعب التونسي البطل الذي خرج للشارع عن بكرة أبيه ليصنع مجده بكل شجاعه وبقليل من التضحيات ليصنع تغيير لا ريب فيه برجل أحرق نفسه ومايقارب ستين قتيلا وبعض الجرحى ولو نظرنا لحجم المنجز الذي حققوه لوجدنا أنهم كسبوا وطن بتضحيات رجل وبعض الرجال الشجعان الذين ألهبوا الشارع ولم يعودوا إلى منازلهم إلا وقد دونوا النصر في سجل التاريخ.
إنتظار حلول القدر وتسليم زمام الأمور للأيام ليست مجديه فليخرج الشعب اليمني إلى الشارع ليعلن ميلاد عصر جديد وليقدم أضعاف ماقدمه الشعب التونسي من أجل الظفر بوطن خالي من المزايدين والكذابين والأفاقين ،فلقد مللنا الكذب وسئمنا الإنتظار واصبحنا تحت خط الفقر نقتات الكذب والدجل من أكبر فرد إلى أصغر فرد في نظامنا المتهالك الذي أكل الدهر عليه وشرب وأمسى مظلهً لكل الفاسدين والمتربصين واصحاب المصالح الضيقه الذين جعلوا وطننا كجمل الصحراء الذي يذبح ليشربوا مافي جوفه من ماء ثم يتركوه في العراء قوتاً للوحوش الضاريه.
لقد بت مقتنعاً وكثير معي من أبناء وطني بأن التغيير لن يصنعه إلا نحن بتضحياتنا وفتح صدورنا للرصاص وأنوفنا لمسيلات الدموع التي حتماً ستكون في المرصاد في بداية أي تحرك فقد تقتل رصاصهم شخصاً أو شخصين او عشره أو أكثر لكنها لن تقتل إرادة التغيير المدفون في أعماق كل شريف في وطني المعطاء وسيكون النصر ،والتغيير بإرادة الله وبعزيمة شعب منحه الله الصبر والحكمه فلنستعد ولنعد العده من أجل أن نسابق الزمن وندير عجلة التاريخ بكل شجاعه لنستعيد ماضينا الجميل وثورتنا الجميله التي ضحى من أجلها أجدادنا بالاف الشهداء ليبنوا لنا قصراً جمهورياً يوشك أن يكون قصرا ملكيا.