Home Articles Orbits كورونا واستخفاف المعنيين
كورونا واستخفاف المعنيين
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

في شهر رمضان المبارك تعرض احد الاطباء المتقاعدين لحادث سير في شارع الستين بصنعاء وعندما تم نقله الى احدى المستشفيات رفضت ادارة المستشفى استقباله وهو الحال ذاته مع بقية المستشفيات التي اتبعت نفس السياسية مع اسرته في رفض استقبال والدهم و حينما حالفهم الحظ ورق قلب ادارة احدى المشتشفيات التي سمحت بإستقباله بعد عملية بحث مستمرة لساعات كان الطبيب قد فارق الحياة وكانت تهمته الوحيدة انه مُصاب بفيروس كورونا، تخيلوا كل تلك المستشفيات رفضت استقبال رجل كبير بالسن كان معلق بين الحياة والموت وذلك لخوفها من انه مُصاب بالوباء ، قد يتسائل من يقرأ هذا المقال كيف لمستشفيات رفض حالة تعرضت لحادث وهو يظهر عليها ذلك ؟ وانا سأجيب على هذا التساؤل وهو ان الحالة كانت مُصابة بنزيف داخلي ولم يكن هناك اي دم ظاهر على جسده ،ولكن كل ذلك بالطبع لا يبرر للمستشفيات رفض علاجه فهي ملزمة القيام بواجبها سوى كان المُصاب بحادث مروري او بفيروس كورونا هذا طبعاً اذا لم يكن لديهم اي اوامر من سلطات امر الواقع برفض استقبال الحالات من اجل ترك المستشفيات خالية لاخرين هم بنظرهم يستحقون العلاج والاهتمام اكثر من اي مواطن عادي لا ظهر له ولا سند.

بالطبع هذه ليست الحالة الاولى ولا الاخيرة التي حدثت في صنعاء بل سبقتها حالات اخرى وهذا ما ظهر وما خفي كان اعظم وعليكم ان تتخيلوا حجم المأساة التي تنتجها مثل تلك الاجراءات بحق المواطنين الذين يحرمون من ابسط حقوقهم كالحق في العلاج.

على كلاٍ انا الان وكمواطنة وواحدة من الملايين الذين يسكنون في هذا الوطن اريد ان اعرف طالما وان هناك حالة رعب غير طبيعية من قبل السلطات المعنية من انتشار فيروس كورونا وصلت الى حد منع المستشفيات من استقبال اي حالة فلماذا الى الآن لم تتخذ اي اجراءات لمواجهته خصوصا واننا كل يوم نسمع عن حالات اصابة ووفيات ؟!!!!!!

الحوثيون يتعاملون مع هذا الوباء بإستخفاف غير طبيعي رغم معرفتهم بخطورته وما الذي فعله في دول متقدمة ذات منظومة صحية قوية وهم الى الان لم يتعلموا مما حدث في الهند التي دخلت في كارثة كبيرة بسبب الاهمال من جانب الحكومة .

 نحن منذ الاعلان عن عودة انتشار الفيروس في اليمن نرى الازدحامات في كل مكان اسواق القات ،المولات التجارية ،المطاعم ،الكافيهات ،البوفيات،الباصات وغيرها من الاماكن التي اصبحت ملائمة جداً لانتقال الفيروس بسرعة الريح ورغم ذلك لم تتخذ اي اجراءات وقائية كأن يفرضوا على الجميع ارتداء الكمامات لمنع انتشار الفيروس ..المُصاب لو كان فرد بخروج واحد الى اقرب سوق سيتضرر المئات من المواطنين منهم من يعانون من امرض مزمنة ومنهم كبار في السن والمشكلة عندما يتضرر مثل هؤلاء سترفض المستشفيات استقبالهم او الاهتمام بهم خصوصا اولئك الذين لا يملكون المال الذي يمكن ان يدفعوها لاي مستشفى خاص يملك هوس استثمار معاناة المواطن .

 لذلك الا ترون يا سلطات صنعاء انه من الضروري الالتفات الى هذه الكارثة والعمل على اتخاذ اجراءات احترازيه تحمي المواطن الذي يعيش في بلد يعاني من انهيار تام في المنظومة الصحية ؟الا يستحق المواطن ان تقدموا له النصح في وسائل الاعلام المختلفة التي تصل الى كل بيت ومنابر المساجد بدلاً من استخدامها في التحريض وغيره؟ الا يستحق ان تتوقفوا عن التفكير السلبي في اللقاح الذي وفرته الامم المتحدة وذلك من اجل اولئك الذين يعملون في خط الدفاع الامامي اكثر الناس عرضة للاصابة بهذا الفيروس اللعين ؟الا ترون ان ما تقومون به هو اهمال مُتعمد لاروح الملايين وخصوصا الاطباء وكبار السن الذين نفقدهم كل يوم ؟.

وفي الاخير اود التنويه هنا الى ان حماية المواطن لا يجب ان تكون بالبطجة وقطع ا الأرزاق تحت اسم فيروس كورونا كما حدث في العام الماضي بل يجب ان تكون هناك تدابير واضحة تراعي الوضع الاقتصادي وكما قلتها مسبقاً على الاقل يجب فرض ارتداء الكمامات على الجميع بحيث نحمي انفسنا ونحمي غيرنا من هذا الوباء الذي حل لعنة على العالم والذي لن يدفع ثمنه الا مواطني الدول التي تعاني من الفقر وويلات الحروب .