تعظيم سلام للعشب التونسي العظيم .. تحية اجلال واكبار لابنائه الذين بعثوا الروح الثورية للامة العربية .. وكما هي العادة فثورات الشعوب تكون مفعمة بالدروس والعبر لكل ذي لب او القى السمع وهو شهيد .. ومن هذه الثورة العربية في تونس نجمل اهم دروسها :
1- النظام القائم على الظلم والاستبداد والفساد والكذب والخداع لا يمكنه ان يدوم مهما هلل له المنافقون واغواه تصفيق الجماهير المضللة بالوعود الكاذبة والامال الزائفة .. فالنهاية ستكون مخزية ومزرية لكل فاسد وظالم
2- الشرعية الشعبية هي الحامي الوحيد للحاكم ( تشافيز مثلا ) اما اعتماد الحاكم على شرعية الخارج ورهن الاوطان لدى القوى الخارجية سرعان ما تنتهي تلك الشرعية بمجرد ابسط هزة لنظام الحكم .. فها هي فرنسا أبت تدنيس ارضها بعميلها الوفي لاكثر من عشرين عاما وتعاملت معه واسرته كقذارة كريعة لا طاقة لفرنسا بقبولها ... انه التاريخ يعيد نفسه هكذا فعلت امريكا مع شاه ايران .
3- الرئيس صالح كثيرا ما يردد بان كرسي الحكم من نار .. الا ان النار المشتعلة في جسد محمد بوعزيزي وفي قلوب ابناء تونس حولت كرسي الحكم الى رماد تذروه ريح التغيير التي جعلت ا لارض تضييق بما رحبت والسماء بما وسعت بزين العابدين ... فظلت طائرته في متاهات السماء يتتبعها العالم لاكثر من ثمان ساعات تبحث عن شبر ارض يأوي من كان بالامس القريب يسرح ويمرح في الارض ويملؤها ظلما وجورا وبالكاد وجد مقلب ذل يأويه .
4- العالم بمختلف قواه لا يحترم الا الشعب .. اما العملاء والفاسدين فلا احترام لهم مهما بالغوا بعمالتهم لدرجة التآمر على قتل ابناء شعبهم والتفريط بالسيادة الوطنية فذلك لن يشفع لاحد منهم لدى الاسياد الغربيين .. فبالاخير لا مكان الا لارادة الشعب .. هكذا قالت امريكا والعالم كله " نحترم ارادة الشعب التونسي واختياره لقادته " .
5- القوى الوطنية هي الملاذ الاخير لانقاذ الشعب .. والتعامل معها في السراء افضل واجدى منه في الضراء .
6- رهان الحاكم على الجيش والقبضة الامنية رهان خاسر اذا حصحص الحق فهؤلاء الجنود هم ابناء الشعب يتألمون لآلامه ويعانون من معاناته .. ولعل المشاهد التي نقلت لعناق الجيش التونسي مع المواطنين دليل على ما نقول .
7- تحويل المشاريع الوطنية الى مشاريع فردية عائلية هو الوقود لثورات الشعوب ونقمتها وما اقساها نقمة تدك اسوار القصور التي شيدت من دماء ابنائها .
ثورة تونس من المفترض ان تعطي للطغاة والمستبدين الكثير من العبر والدروس اذا كانوا لم يستفيدوا من ثورة الشعب الايراني – واظنهم لم يستفيدوا - بان يسمعوا لابناء شعبهم وانينه الصامت خير لهم من ان يسمعوه صيحات مدوية عندها لا ينفع السمع ولا البصر ..
اليمن مهيأة لثورة قادمة شبيهة بثورة تونس لتشابه النظامين – وان كان لابناء تونس شرف السبق – فاذا لم يصغ صالح لصوت العقل والحق والعدل واذا استمر في غيه واخذته العزة بالاثم فما عليه الا تهيأة طائرته التي لن تحط في امريكا او في الغرب طبعا .. ربما ستحط بجوار بن علي فيلتقي المنحوس بخائب الرجا في سجن المملكة ( الشقيقة الكبرى لكل شعوب الوطن العربي ) . . وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين .