Home Articles Orbits سامي غالب..
سامي غالب..
محمد شمسان
محمد شمسان
 

 لا يشبه سامي غالب إلا نجاح واكيم، ذلك المناضل القومي الناصري في محراب العدالة والكرامة بلبنان، المدافع عن حقوق البسطاء والمستضغفين ممن لا سند لهم ولا مراكز نفوذ تحميهم في خضم الصراع الطائفي.

سامي غالب هو نجاح واكيم اليمن، ونجاح واكيم هو سامي غالب لبنان.

كل منهما يسكن الآخر من خلال منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية التي ينتميان إليها ويحملانها ويعبران عنها في كل المواقف، وعلى مختلف المراحل.

سامي غالب ذلك الكبير بأخلاقه، العظيم بمبادئه، المتفرد بصدقه وإخلاصه، المتميز بمواقفه ومعاملاته.

وهو النموذج الأكمل والأشمل بالالتزام بمعايير السلوك الصحفي التي ظل لسنوات عديدة يدعو للتمسك بها، والعمل من خلالها، في وسط كانت السياسة تتحكم بمفاصله، وتهيمن على أركانه، وتشوه صورته ومحتواه، وفي بيئة كانت تتحول معظمها إلى ساحة صراع للأطراف السياسية المتناحرة.

ها هو سامي غالب يصارع الألم في أحد مشافي القاهرة، وقلمه يلتزم الصمت، ووهج كتاباته يكاد ينطفئ حسرة عليه وحزنًا على ما صار إليه هذا الصحفي الكبير والمناصل العظيم، بعد سنوات طويلة من العطاء والكفاح والنضال والتنوير والدفاع عن المظلومين.

لم يكن سامي غالب يتاجر بقلمه كما يفعل بعض الصحفيين والكتاب في مختلف الساحات العربية. ولم يكن سامي غالب يناضل من أجل رصيده البنكي، أو من أجل قطعة أرض أو منزل أو سيارة، أو لتأمين مستقبل الأبناء والأهل والمقربين.

بل كان سامي غالب يناضل في جميع الساحات، من أجل الإنسان أولًا، ومن أجل الوطن والهوية الوطنية ثانيًا، ومن أجل السلام والاستقرار والبناء والازدهار ثالثًا ورابعًا وخامسًا.

كان سامي غالب ولايزال نبراسًا نستبين من خلاله طريقنا المحفوفة بالمخاطر، ونستلهم منه حدود ومعايير وسلوكيات العمل المهني الصحفي، ودرعنا نحتمي به من معارك الأيام والسنين داخل المؤسسات الحزبية وخارجها، وقلمًا يفيض بأشجانه سيلًا من المحبة والمودة والمشاعر الثورية والقومية والوطنية، وعنوانًا بارزًا لمكارم الأخلاق وصدق المواقف وعظمة المبادئ.

وسيضل سامي غالب كذلك وأكثر من ذلك، حضوره في قلوب كل من عرفه وتعامل معه ورافقه في مختلف مراحله العمرية. سامي أيها الحبيب والصديق والرفيق، أيها المعلم والقائد والملهم والشقيق، كن بخير، فإننا نحتاج إليك بيننا ، نحتاج إلى صوتك وقلمك ووقارك ورجاحة عقلك وإلى فيض مكارم أخلاقك..