قادتني المآسي التي وصل إليها حال وواقع الأمة العربية وما تعيشه لاستعراض هذا الواقع منذ رحيل القائد جمال عبد الناصر وحجم الدماء التي أريقت وتراق علي أراضيها بفعل المؤامرات التي تحيكها الأنظمة الرجعية من دول النفط العربي والتي تتزعمهم الشقيقة وبتوجيه من أسيادها.
وقد بدأت تلك المؤامرات بالعداء لثورة مصر عبد الناصر وتأمرت علي وحده مصر وسوريا ، و سبق ذلك توقيعها بصك الخيانة والتفريط بالقضية الفلسطينية. ومع اندلاع ثورة اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر 1962قامت بحشد المرتزقة من أطراف أنحاء العالم إلى اليمن.
و حركت الطيارات المحملة بالقنابل المدمرة وبقيادة طيارين من أبناء جزيرة العرب لضرب اليمن وتدميرها وقتل شعبها، لكن اولئك الطيارين الأحرار غيروا مسار التوجه من اليمن الي مصر العروبة حتى لا يرتكبون جريمة الدمار، والقتل كما يمارس اليوم.
ومع أن قناعتي أن من يقود عمليه القصف والدمار اليوم هم مرتزقه الصهاينة خاصه وان هذه الدول اصبحت هي مركز انطلاق تنفيذ مشاريع التآمر والتدمير للامه العربية، والممول المالي والمنفذ لمشروع تجزأت المجزأ وتفتيت المفتت، ومشروع الشرق الأوسط الجديد ، وصفقه القرن.
وهي كالعادة صاحبة مبادرات الذل والهوان والتفريط بالقضية المركزية للأمة وهي المسوق والمروج والداعم لموجات التطبيع إلى جانب دوله الامارات منفذة مشروع الدعوة الإبراهيمية ومن لف حولهما من دول السقوط والارتهان للمشروع الصهيو أمريكي.
هذه الدول التي بددت ثروات الأمة وحولت أراضيها لمنصات انطلاق ومواقع للتآمر علي الدول العربية الحاملة للمشروع الوطني التحرري القومي المعادي للاستعمار والصهيونية والحاملة للقضية المركزية للامه القضية الفلسطينية وهي مصر وسوريا والعراق والجزائر واليمن وليبيا ولبنان وتونس والسودان .
في الوقت الذي كانت السعودية ومن لف حولها تسوق وتنفذ اتفاقات العار والخنوع بدأ من اتفاقيه كامب ديفيد، واحتلال فلسطين، واتفاقات وادي عربة وأسلو.
والاسواء والأخطر هو ما تمارسه من تدخلات مباشره في سيادة الدول وشئونها كما تم في اليمن علي مشروع تأسيس الدولة المدنية الحديثة، وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية بتآمرها علي قياده حركه الثالث عشر من يونيو التصحيحية في 11اكتوبر1977في أسواء تامر واحط جريمة أخلاقية، وتصفيه دموية تستهدف رئيس دولة والعديد من أركانها من القيادات العسكرية تمويلا، ومشاركه وتنفيذ من خلال ملحقها العسكري في اليمن صالح الهديان.
ناهيك عن مجموعه من استخباراتها التي تم استجلابها، إضافة إلى ممثل الاستخبارات المركزية الأمريكية.
و لم تتوقف حدود جريمتها الشنعاء عند هذا الحال بل أصبح ملحقها العسكري هو الحاكم الفعلي ويستكمل مسلسل التآمر الدموي لتصفيه كلا من رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الغشمي، وكذلك الرئيس الوحدوي سالم ربيع علي في الشطر الجنوبي ، وهو من كان يحمل مشروع إعادة تحقيق الوحدة مع رفيق دربه إبراهيم الحمدي والذي تم تصفيته قبل يومين من موعد نزوله الي عدن لإعلان اعاده تحقيق الوحدة.
وأستمر دورهم السيء بتنصيب رجلهم علي عبدالله صالح حاكما، لتدخل اليمن في نفق دموي من التصفيات والاختطافات والاخفاء القسري للعديد من القيادات الوطنية القومية الوحدوية.
وهو ما دفع بالكوكبة الثورية الناصرية لتقود انتفاضة 15اكتوبر الشعبية السلمية في عام 78م بهدف استعادة مسار حركه 13 يونيو التصحيحية والتي جاءت لتجسيد وتحقيق مضمون وجوهر أهداف ثوره 26 سبتمبر الخالدة واستعاده السيادة الوطنية بانتفاضة شعبيه سلمية لم يحالفها الحظ خاصة و السعودية أصبحت تعتبر اليمن إحدى امارتها وحديقتها الخلفية، ولذلك أفرزت حجم حقدها و دمويتها تجاه تللك الكوكبة بإعدام واحد وعشرين مناضلا مدنيا وعسكري.
وكانت قائمتها ستطول، حيث كانت تجهز لتقديم أكثر من ستين مناضلا لمحاكماتها الصورية، لولا الانتفاضات التي قادتها كوادر وقواعد جبهة 13يونيو الناصرية في العديد من المحافظات، لتسقط عدد من هذه المحافظات ومنها محافظه مأرب والبيضاء وأجزاء من محافظه إب وصنعاء.
وحتي لا تسقط صنعاء وتكتشف جرائم الشقيقة، فقد تدخلت العديد من الدول وبضغط أمريكي لإنقاذ سلطه صنعاء من السقوط باتفاقية الكويت التي تم استبعاد وجود جبهة 13يونيو من حضور ذلك الاتفاق الذي حضره نظام الشطر الجنوبي والجبهة الوطنية من طرف، وسلطه صنعاء كطرف ثاني.
وهو الاتفاق الذي نص علي وقف الحرب لينقذ سلطه صنعاء، بما تم ممارسته من ضغوط علي جبهة 13يونيو، ويحمي سلطه صنعاء علي عبد الله صالح من السقوط، ليتم ممارسة الضغوط على جبهة 13 يونيو بتوقيف المواجهات وتنفيذ الاتفاق الموقع.
وما يؤكد ترجمة هذا الحقد هو إعدام الدفعة الثانية من الكوكبة في يوم 5 نوفمبر، وكذلك عدم تسليم جثامين الشهداء حتى يومنا هذا، وما يتم ممارسته اليوم من استهداف ودمار، حيث لم يتوقف التآمر وجرائم الاستهداف علي اليمن ،بل أنها طالت دول المشروع النهضوي العربي القومي الوحدوي بدأ بالعراق ومرورا بليبيا وتونس وسوريا ولبنان حيث شكلت السعودية، وقطر، والإمارات مناطق انطلاق للعدوان الانجلو امريكي الصهيوني علي هذه الدول .
وكانت الممول المالي والحاشد لفلول مرتزقة العالم لهذه الدول ليتم تدميرها ونهب ثرواتها وضرب وحدتها الوطنية وتمزيق نسيجها الاجتماعي وأراقت دماء أبناءها وهو المشاهد الظاهر اليوم في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن والذي يعد خدمة للمشروع الصهيوني.
و لم يعد خافيا علي أحد بعد ما أعلنته هذه الدول من تطبيع وعلاقات اقتصاديه وتجارية وثقافيه وسياحية ودبلوماسية مع العدو الصهيوني الذي يمارس عربدته وغطرسته وعدوانه الاستيطاني علي الشعب العربي الفلسطيني، وينتهك المقدسات الدينية في المسجد الأقصى وإعلانه بان القدس عاصمه إسرائيل ضاربا عرض الحائط بكل الاتفاقات التي وقعت، وبكل القرارات الدولية وبكل المبادرات التي تقدمت بها هذه الدول المتصهينة والتي هي أدواته في الجسد العربي.