Home Articles Orbits مؤتمر الرياض القادم كنتاج للحرب الروسية الاوكرانية!
مؤتمر الرياض القادم كنتاج للحرب الروسية الاوكرانية!
علي عبدالملك الشيباني
علي عبدالملك الشيباني
اظن الى حد كبير  أن الدعوة لعقد مؤتمر الرياض للبحث عن تسوية ما للقضية اليمنية والصادرة عن مجلس التعاون الخليجي , لم تأتى من منطلق حرص القيادة السعودية على ما بلغته الاوضاع اليمنية من التردي, او انها نتاج لحسابات ما في ميزان مصالحها , بل تشكل واحدة من نتائج الحرب الروسية الاوكرانية.
قد يتساءل بعضكم عن طبيعة العلاقة بين الموضوعين , لكنني استطيع التأكيد مرة اخرى ومن وجهة نظري,  بأنها تعد واحدة من النتائج المبكرة للحرب الدائرة هناك.... كيف؟
تعاطى الامريكان والاوروبيين مع الموضوع الاوكراني بإعتباره مصيدة للدولة الروسية,  يستطيعون من خلالها استنزاف قوى وريث الاتحاد السوفيتي , وبما يعيقه عن تبني اي ادوار دولية في في المستقبل, من شأنها اعاقة مصالح القوى الدولية الاخرى وسياساتها المتعلقة بالشرق الاوسط تحديدا.
كما اؤكد في كل مرة , من ان مايجري في بعض الدول العربية - كدفعة اولى - واقصد بذلك العراق وسوريا واليمن وليبيا , لايمثل سوى مقدمات لنتائج قادمة على طريق رسم شرق اوسط جديد , خاصة في ظل غياب اي قوة دولية متعارضة مع السياسات والمصالح الامريكية والاوروبية , وتحسبا واستباقا لأي اخلال بالموازين القائمة والناتجة عن سقوط الاتحاد السوفيتي وغيابه عن الساحة الدولة.
لقد هدف الامريكان والاوروبيين من استخدام اوكرانيا في مواجهة روسيا,  الى جر الروس لمستنقع عسكري وسياسي واقتصادي يتيح لهم مواصلة سياساتهم الدولية دون اي عائق, خاصة بعد استشعارهم تعافي روسيا من ازماتها الداخلية وامكانية عودتها للساحة الدولية,  مسلحة بأزرة الاتحاد السوفيتي النووية وقدراته العسكرية المعروفة وتأثير تواجدة السابق , الى جانب حاجة العالم الثالث وفي مقدمته نحن لقوة مناهضة للسياسة الامريكية والوقوف في وجهها , بعد تماديهم المفرط في اذلال شعوب العالم وفي مقدمتهم شرقنا الاوسط وجغرافيتنا العربية. 
لذا فقد توجس الامريكان والاوروبيين من امكانية عودة روسيا الى المسرح الدولي كمعيق قادم لمصالح الغرب وامريكا, والمفتقرة في مجموعها لابسط القيم الانسانية والاخلاقية.
اذاً، استطيع القول ان دعوة مجلس التعاون الخليجي لمؤتمر عام يضم الفرقاء اليمنيين للبحث عن حلول للحرب الدائرة هنا , لايمثل اكثر من استبقاق لدور روسي قادم في الشأن اليمني , ومن ثم في بقية الدول ساخنة الاوضاع , سيعمل ان حدث على قلب الطاولة  وافشال السياسات واعاقة تحقيق المصالح الامريكية والاوروبية,  على طريق سياسة القطبين والتي كانت سائدة ابان وجود الاتحاد السوفيتي.