فيما يشبه الرثاء ..
يحق للأرض أن تجدب وتتشقق حزنا عليك يا إبراهيم وحسرة ، فالأرض لايمكن ترقيعها بإبرة وخيط ولا يروي ظمأها التقطير ولا سيارة الإطفاء ، الأرض يرويها المطر المنهمر الغيث الصافي الودق المتتالي العهاد الهاطل ، الأرض لا تعشق إلا من يحييها ويزرعها ويشجر خدودها فلا لوم عليها إن افتقدتك .. فمثلك يا إبراهيم يفتقد.
يحق للعين أن تذرف عليك الدمع سواقي وأنهارا ، فإن لم تبكِ على مثلك فعلى من تبكي ، وعلى من يصعد الصدر أناته وتنهداته وكل من أتى بعدك زَبدُ نهرٍ وغثاءُ سيل ،
يحق للعين أن تحمرَّ وتبيضَّ كمدا على يوسفها .. فمثلك يا يوسف يفتقد
يحق للجبال أن تكتسي السواد ، فالجبال لا تبتسم إلا لأندادها ، لا تتذكر إلا من ترفع لرؤيته أعناقها، لا تخضع إلا لمن يمتطي ذراها، لا تحزن إلا على من تفتقد شموخه .. ومثلك يا إبراهيم يفتقد
إيه إبراهيم مازال اليمانيون من جهالة يبحثون عن مهديهم المنتظر، وكأن لم يخبرهم الويل ولا حدثهم الهول ولا بلغهم العول أنهم اغتالوك في عز الظهر حيث تختفي النجوم إلا نجمك الذي يفتقدونه وينتظرون عودته ويتلمسون هداه .. فمثلك أيها المهدي يفتقد
أيا أيها الحي لا تلمنا إن رثيناك بعد خمس وأربعين عجافا ، فنحن لا نرثيك وإنما نرثي حالنا ننعي وضعنا نبكي بلدنا ننوح إبراهيمنا الذي كان أمة ، إبراهيمنا الذي ذبحته أيادي الإثم ولم نفتديه بعد خمس وأربعين سنة بكبش من الآثمين ولم نرجم شياطينهم الباغين
الأخ إبراهيم الحمدي: يظن الحاقدون أننا نقدسك وحاشى لله أن نقدس بشرا ، وهل ممكن أن يقدس من فارق السلطة والحياة كلها قبل خمس وأربعين سنة لولا سمو نفسه وطهر روحه ومسك سيرته وعطر ذكراه،
فمن يخبر هؤلاء المخبولين أننا نقدس نقاءك ، نعظم تواضعك ، نشتاق نزاهتك ، نجل شرفك، نحترم وطنيتك ، نحب إخلاصك، نقدر وفاءك ، ننحني لإنجازاتك ، نَحِّنُ لصدقك ، نفتقد مثلك .. ومثلك يا إبراهيم يفتقد
ولتنم إبراهيمنا مطمئنا، فالزمن أنصفك لا نحن ، وسقى بروتسات الخيانة كأسا مزاجها من علقم ، وعدالة السماء جعلت أجسادهم فرعونية العبرة لمن يعتبر.
والسلام والرحمة عليك يا من يفتقدك الشعب .. فمثلك يا إبراهيمنا يفتقد
#الذكرى_الـ45_لإغتيال_وطن